اضطرت ألمانيا الغربية إلى قبول الأمر الواقع، والتعايش مع الجزء المنفصل منها الذي أقام جداراً، عرف بجدار برلين، للحيلولة دون انتقال الاشخاص الفارين من الشطر الشرقي إلى الشطر الغربي هرباً من الحياة الشيوعية الجافة.
وعندما أعيد توحيد ألمانيا بفضل اصرار الشعب الألماني على لم الشمل، كان أول شيء تم عمله هو إزالة الحاجز الكريه، جدار برلين، وتوحيد شطري المدينة العتيقة، وإعادة رونقها كإحدى أكبر المدن الاوروبية ومن أكثرها شهرة وتأثيراً في التاريخ الأوروبي، وقد رأيت برلين في عام ،1964 تعلو وجهها الكآبة، وانتقلنا إلى شطرها الشرقي فكانت الكآبة حالكة السواد، ولكن هذه الكآبة تحولت بعد ذلك إلى بهجة وأزيلت كل آثار الدمار وتحولت برلين من غربها إلى شرقها إلى مدينة كل شيء فيها ينطق بالحياة والمسرات، بعد أن أصبحت عاصمة ألمانيا الاتحادية الديمقراطية.
وقد اسهمت سفارة الإمارات في الاعمار الجميل لمدينة برلين، فأقامت لها مبنى يجمع بين الطراز العربي والاوروبي وتفنن المهندسون في إخراج هذا المعمار بشكل يلفت أنظار كل من يرى ويشاهد هذا المبنى في موقعه المتميز وسط مبان وحدائق تبهج الأنظار.. ومما يميز مبنى السفارة انه يحتوي على قاعات فسيحة لإقامة الحفلات والاجتماعات الكبيرة، وفي الأيام الثقافية للإمارات أقيمت الحفلات الخاصة بالفلكلور الإماراتي وكذلك عروض الأزياء الإماراتية أو تلك التي اسهم الإماراتيون في إعدادها كعرض الأزياء الحديثة للمصممة الإماراتية السيدة مريم الشيباني التي أظهرت إبداعاً في تصاميمها ونالت إعجاب المشاهدين وزوار العرض.. كما لفتت الانظار الفتيات الإماراتيات العارضات للزي الإماراتي التقليدي، وكان ذلك رائعاً في غاية الجمال ونال الاستحسان.
وفي الوقت نفسه كانت فرق الفنون الشعبية كفرقة العيالة، والهبان والليوا ورقصات شعبية أخرى تقدم عروضها في باحة السفارة وحديقتها الأنيقة مما أظهر الإعداد الجيد الذي أنجزته وزارة الثقافة الإماراتية ومسؤولوها والمهنية الفائقة التي اتسم بها هذا الإعداد الذي ينبغي أن يشاد به إعلامياً، وتشجيع الوزارة على المضي في هذه الخطة، خطة إبراز ما لدى الإمارات من ملامح ثقافية والعمل الجاد على احتكاك الإماراتيين بثقافة الغير في عالم لم يعُد يقر أو يعترف بوجود الفواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان في كل مكان وفي أي مكان.
وللحديث صلة غداً إن شاء الله
