احذروا هذه الفئة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ما أنبل دور الجمعيات الخيرية في المجتمع، وما أعظم مهامها الإنسانية في رفع المعاناة عن الفقراء والأسر المتعففة، لتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال مساعدة فئات المستحقين، على اختلاف احتياجاتهم، وسد النقص في الغذاء والماء، والمأوى والملابس، والتعليم والصحة.
ولكن في الآونة الأخيرة بدأ يطفو على الساحة أشخاص لا علاقة لهم بالعمل الخيري والإنساني، إذ تخصصوا في تقديم طلبات المساعدة للمحتاجين عبر مواقع وروابط التواصل الخاصة بالجمعيات الخيرية، على اعتبار أن لديهم مهارات «خارقة» في التواصل، ومعرفة وقدرات على تقديم الطلبات والأوراق الثبوتية.
الإشكالية في هؤلاء تكمن في أنهم لا يقدمون طلبات المساعدة للأسر المتعففة لوجه الله، ولكن فرضوا على الناس مبالغ مالية تتراوح بين 100-500 درهم، لتقديم الطلب الواحد، وهناك من حدد رسوماً للدقيقة الواحدة في الوقت الذي يستغرقه تقديم الطلب ب100 درهم، فالبعض منهم يدعي أنه يعمل في مكاتب الطباعة، والبعض الآخر يعمل في البيت على اعتبار أن تقديم طلبات المساعدة للناس وظيفة يستقطب منها رزقه.
نعم هذه السلوكيات دخيلة على مجتمع الإمارات، ومع الأسف حملت معها آثاراً سلبية على العديد من الأسر المتعففة، التي عجزت عن الحصول على فرصة التقدم بطلباتها للجمعيات المعنية، لعدم قدرتها على سداد رسوم هؤلاء الأشخاص، لا سيما في موسم مثل العودة إلى المدارس.
تجارة جديدة استحدثها أشخاص أرادوا استغلال حاجة الناس، وعدم قدرتهم على تقديم طلباتهم، ليتربحوا من ورائهم، وأصبحت إعلاناتهم تجوب «الجروبات» عبر تطبيقات الهواتف، وهنا ينبغي أن نبحث جيداً عن الأسباب التي أسهمت في وجود هذه الفئة الضالة، وكيف نتصدى لها لوقف نشاطها «الاستغلالي»؟
الأسر المتعففة مطالبة بأخذ الحيطة والحذر من هذه الفئة، والأفضل أن تتبع القنوات الرسمية للجمعيات الخيرية المنتشرة في مختلف إمارات الدولة، لتقديم طلبات المساعدة الخاصة بها، إذ إن التعامل مع هؤلاء الأشخاص يعد إقراراً صريحاً بشرعية سلوكياتهم، وتشجيعاً لهم على الاستمرار، ولنعلم أن الجهات المعنية وضعت رسوماً معلومة نظير خدمات الطباعة بأنواعها.
نعم هناك قنوات متعددة للجمعيات الخيرية، لكن البعض يواجه صعوبة في تقديم طلبات المساعدة، بسبب التوقيت الذي يأتي مبكراً جداً، ويستمر لدقائق معدودة، ولا تتمكن تلك الفئات من تقديم طلباتها، وهناك أيضاً صعوبة التواصل المباشر بسبب ظروف الجائحة وتداعياتها وإجراءات التصدي لمخاطرها.
لماذا لا يتم استحداث المزيد من قنوات التواصل، ومسارات تقديم طلبات المساعدة بمزيد من المرونة، تيسيراً على الأسر المتعففة والمستحقين؟ وماذا لو تم زيادة الفترة الزمنية الخاصة بتقديم الطلبات، لتمكين المحتاج من الوفاء بجميع الأوراق الثبوتية، من دون الحاجة إلى اللجوء لأشخاص يستغلون حاجته.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"