محمد عبد المالك:«ممالك النار» لكمة في وجـه مزيفـي التاريخ

03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: فاطمة علي

أثار مسلسل «ممالك النار»، جدلاً كبيراً، واعتبره البعض رداً على تشويه التاريخ من قبل الأعمال التركية. ووجد الجميع أنفسهم أمام عمل تاريخي مختلف، يعد الأضخم والأكبر بين الإنتاجات العربية التاريخية السابقة، بإنتاج إماراتي بميزانية ضخمة، وبتوقيع مخرج بريطاني، غير أن الأسعد من بين كل صناع العمل، هو المؤلف المصري الشاب محمد سليمان عبد المالك، الذي كتب عملاً تاريخياً للمرة الأولى، وحقق كل هذا النجاح، وأثار ضجيجاً إعلامياً.التقينا سليمان في حوار حول المسلسل وكتاباته، وردود الأفعال التي تلقاها بعد العرض وتفاصيل كثيرة عنه.

*كيف جاءتك فكرة المسلسل؟
- تلقيت اتصالاً من المنتج والإعلامي الإماراتي ياسر حارب، وتحدثنا عن فكرة المسلسل، وجدت نفسي أمام طموح فني كبير لتقديم عمل غير تقليدي، خارج الحسابات والأعمال التي ألفناها طوال السنوات الماضية في الأعمال التاريخية، وتم تكثيف العمل ككل في 14 حلقة فقط، خاصة أن الدراما التاريخية العربية تجمدت عند نقطة معينة؛ لذا جمعنا الطموح في تقديم عمل تاريخي مواكب للتطور الذي يقدم في الخارج.
*هل توقعت أن يثير المسلسل كل هذه الضجة؟
- المسلسل أثار جدلاً أكبر مما كنت أتوقع، فمن المؤكد أن تأثير الدراما التلفزيونية كبيرٌ جداً ومهم، والدليل هو حجم المشاهدة والجدل الذي أثير حول العمل، وبالتالي لا يجب ترك مساحة للغير لتقديم رؤيتهم عن تاريخنا، أو أن نسمح لهم بتزييف التاريخ والحقائق، بالتالي كان المسلسل بمثابة الضربة واللكمة الفنية لمن تسول له نفسه ذلك.
*لماذا وقع اختيار المنتج حارب عليك تحديداً؟
- ياسر حارب ليس منتجاً تقليدياً، لكنه شخص مثقف وإعلامي وفنان، طمح لتقديم عمل فني مختلف في كل مواصفاته، ليس شبيهاً لما يقدم، فاتصل بي لتقديم هذا العمل. ويعد هذا المسلسل هو الأول في هذه النوعية من الأعمال، وإن كنت مفتوناً بالتاريخ، ولي محاولات أدبية فنية فيه، وأراد حارب إنتاج مسلسل عن الصراع العثماني المملوكي، والاحتلال التركي لأراضي الشام ومصر، وتم التفاهم على الفور، وشرعنا في تنفيذ المشروع، واستغرق التحضير والتصوير عاماً ونصف العام من أجل تنفيذ 14 حلقة.
*لماذا تم اختيار شخصية «طومان باي» وتلك الحقبة التاريخية تحديداً؟
- لأنها مرحلة تاريخية ثرية جداً، ولم يتم التطرق لها درامياً بالشكل الكافي، كما أننا نتعرض حالياً في المنطقة العربية لحرب وعي، وقصف وسعار من الدراما التركية التي تمجد الأطماع الاستعمارية، وتغالط وتزيف التاريخ، وأنا ضد فكرة المنع والمصادرة، إنما مع محاربة الفن بالفن، والوعي بالوعي، والفكر بالفكر، وهذا دورنا كصناع فن، لذا كان لدينا غرض أساسي، هو نشر الوعي لدى الناس؛ لأن الفن الجيد يجعل المواطن يشعر بالأمان، واستعنت بمصدرين أساسيين هما، «بدائع الزهور في وقائع الدهور» لابن إياس كتبها بشكل يوميات صحفية، وهو مكون من 5 أجزاء، يتضمن لغة الحوار والشوارع والأسواق، وواقعة السلطان الغوري مع سليم العثماني، والمصدر الثاني ابن زنبل الرمال، الذي كتب قصة الغزو العثماني لمصر في شكل سيرة شعبية، استخدم فيها العامية والأشعار، هذا الكتاب تم نسخه بعد الغزو العثماني لمصر، من أجل أن تظل الذاكرة المصرية لافظة لهذا الغزو، كما استعنت بكتاب «رجال مرج دابق»، لصلاح عيسى، وهو كتاب مهم ومؤثر، واستعنت بهذه الكتب الثلاثة كمصادر، وبدأت أعمل على الشخصيات، وتطويرها، واستغرق ذلك مني حوالي 6 أشهر كاملة.
*هل اختيار ممثلين من أكثر من دولة عربية كان مقصوداً؟
- بالفعل التنويع في اختيار ممثلين عرب «مقصود»؛ لأن العمل يستهدف المشاهد في المنطقة العربية بشكل عام حتى اللغة، التي قدم بها المسلسل لغة عربية فصحى، وهذا أفاد العمل كثيراً.
*كيف تم اختيار خالد النبوي لأداء دور «طومان باي»؟
- النبوي صديق شخصي تواصلت معه، وشرحت له الفكرة ورغبتي، وطموحنا المشترك مع المنتج ياسر حارب، والمفاجأة أنني اكتشفت أن تقديم شخصية «طومان باي» أحد أحلام النبوي، كما أن به كل المواصفات، فضلاً عن لغته العربية الفصحى السليمة، مع مواصفاته الجسمانية، كما أنه مصري، لأننا نعتبر «طومان باي» مصرياً، رغم أنه مملوك، لكنه كان مقرباً من الشعب المصري جداً، ونعتبره «واحداً منا»- كما يقال- وقاد مقاومة ضد العثمانيين، ظلت لمدة 4 أشهر، وضحى بنفسه من أجل الشعب.

*كيف وقع الاختيار على المخرج البريطاني «بيتر ويبر»؟
- كان لدينا جميعاً رغبة في تقديم عمل فني بتقنيات عالية عالمية؛ لذا جاءت فكرة الاستعانة بالمخرج البريطاني، ومعه فريق عمل كامل في التصوير والماكيير والديكور والملابس ومصمم المعارك؛ للاستفادة من التطور الكبير في الغرب، ومن أجل دفع الدراما التاريخية العربية خطوة للإمام.
*هل وارد أن يكون هناك جزء ثانٍ من مسلسل «ممالك النار»؟
- هناك احتمال وجود جزء ثانٍ، لكن هذا يتوقف على رد فعل الجمهور، وهو ما سيتحدد في الفترة المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"