الإجازة المبكرة.. عودة الروح إلى الترابط الأسري

توابع «كورونا» مسابقات و«سينما منزلية» واكتساب مهارات
02:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: هند مكاوي

احتارت الأمهات بعد قرار تقديم إجازة الربيع من قبل وزارة التربية التعليم في إطار الخطوات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة؛ لضمان المحافظة على سلامة الطلبة، وبما يتماشى مع الجهود والإجراءات المتخذة على المستوى الوطني؛ الرامية إلى الحد من انتشار فيروس «كورونا». ووجدت الأمهات صعوبة ووقعن في مأزق بين رغبات الأبناء في الانطلاق وممارسة أنشطتهم المفضلة التي اعتادوا عليها في الإجازات، والتحذيرات المستمرة والتدابير الوقائية في الحد من الاختلاط وأماكن التجمعات والسفر. ومنهن من وضعن خططاً وأنشطة مناسبة؛ لممارستها في المنزل، وأخريات اتخذوها فرصة لقضاء وقت كاف مع الأبناء والتواصل معهم؛ لأن هذه الفرص لا تتوفر باستمرار أيام الدراسة لضيق الوقت.. فما هي الأنشطة والخطط التي نظمتها الأمهات؛ لقضاء إجازة الربيع لتتماشى مع إجراءات الأمن والسلامة؟
من واقع تجربتها تقول أمل السيد، وهي أم لثلاثة أبناء في مراحل التعليم المختلفة: «سعدت بقرار تقديم إجازة الربيع، واجتمعت مع أبنائي لأشرح لهم طبيعة الأزمة، وأنه لا مجال لقضاء الإجازة كما اعتدنا من قبل، كالذهاب لأماكن التجمعات والألعاب أو السفر إلا للضرورة وعلينا أن نبقى في المنزل قدر المستطاع لتجنب الإصابة وانتشار الفيروس، وقمنا معاً بإعداد أنشطة مسلية ترفيهية جماعية؛ منها: إعادة تدوير الأشياء البسيطة وغير المستخدمة في المنزل وابتكار أفكار فنية منها تصلح كديكور كتصنيع شموع باستخدام العبوات الفارغة بالاستعانة بالأفكار الموجودة بمقاطع الفيديو المختلفة وكذلك صنع دمى من الأقمشة القديمة».
تجد فاطمة عبدالله، موظفة في إحدى الجهات الحكومية، في قرار تقديم إجازة الربيع فرصة لقضاء أكبر وقت مع أبنائها، وتوضح: «لدى أبنائي هواية التمثيل وتقمص الأدوار، ولم نجد الوقت الكافي أثناء أيام الدراسة لتنمية هذه الموهبة وممارستها لذلك وجدت في هذه الإجازة فرصة لكي نعد سيناريوهات ومشاهد معاً؛ لكي نقوم بتمثيلها كالقيام بمشهد المعلم والطالب وإعداد مسرحيات قصيرة تهدف إلى تعزيز قيمة معينة؛ مثل: الخير والتطوع والعمل الجماعي وغيرها من القيم النبيلة كما قمت بتنظيم بعض المسابقات التي يمكن ممارستها في المنزل مثل وضع زجاجات المياه الفارغة وترتيبها؛ بحيث تكون هناك مسافة بين كل زجاجة وعلى الأطفال المرور بينها دون لمسها، وأحضرت جوائز للفائزين وغيرها من المسابقات المشابهة التي تنمي التركيز».

تنوع الخطط

تنوعت الخطط المعدة للإجازة على حسب الفئة العمرية، بحسب نادية عبد العزيز، وتقول: «أبنائي من عشاق مشاهدة أفلام الخيال العلمي والمغامرات، ودور السينما ملاذهم المفضل في الإجازة، ونظراً للظروف التي يمر بها العالم والتدابير الوقائية؛ لتفادي فيروس «كورونا» ومع تقديم إجازة الربيع، حرصت أن أوفر لأبنائي الأجواء المفضلة لديهم داخل المنزل، فجهزت لهم أنشطة ثقافية وسينما منزلية، ويومياً أحمل فيلماً جديداً مع «الفشار» والمشروبات والوجبات الخفيفة، ونقضي أوقاتاً سعيدة معاً في المشاهدة، أما الصغار فأحاول الذهاب معهم للأماكن المفتوحة والحدائق مع المحافظة على النظافة الشخصية وتعقيم اليدين بشكل دائم وتجنب ملامسة الأسطح أما ابنتي الكبيرة فحرصت على اصطحابها معي للمطبخ لتعليمها كيفية تحضير بعض الأطباق البسيطة وأساسيات الطبخ»
تحاول عائشة جاسم شغل أوقات فراغ أبنائها أثناء الإجازة لتجنب شعورهم بالملل، وتوضح: الأوضاع التي يمر بها العالم من مواجهة فيروس «كورونا» فرضت علينا بعض الممارسات لتجنب هذا الفيروس منها تقليص الخروج بشكل عام وخاصة للأماكن المزدحمة، وأحرص على تنظيم الوقت والاستفادة منه وقمت بتخصيص وقت للدراسة؛ لأن هناك بعض الدروس لم يتم استكمال شرحها في المدرسة؛ نظراً لتقديم الإجازة فقمت مع أبنائي بشرحها، كما وجدت أن الإجازة فرصة لتعويد الأبناء على تحمل المسؤولية من خلال المساعدة في الأعمال المنزلية وتكليفهم بمهام معينة كذلك قمت بتكليفهم بحفظ بعض سور القرآن وكذلك حرصت على تنمية اللغة العربية لديهم عن طريق قراءة القصص والروايات العربية من خلال تنظيم حلقات القراءة العائلية في المنزل؛ إذ يقوم كل منهم بقراءة صفحة وأصحح الأخطاء القرائية، وخصصت وقتاً معيناً يومياً لهذا النشاط الثقافي، ولم تمنع التدابير الوقائية من الذهاب للأماكن المفتوحة والاستمتاع بالجو المعتدل في الوقت الحالي، وبعد غروب الشمس نتمشى على الكورنيش ويستمتع الأطفال بركوب الدراجات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"