أهلاً بالعالم

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

«أهلاً بالعالم»، دبي التي استقبلت العالم بهذه التحية ليلة افتتاح «إكسبو 2020»، صنعت من جديد حدثاً لا يشبه أي حدث آخر، وضعت بصمة دانة الدنيا لتقول للدنيا هكذا يكون الإبهار وهكذا يكون الإبداع وهكذا يكون الوفاء. 
إذا كان «إكسبو» هو المعرض العالمي الذي تلتقي فيه الدول لعرض منتجاتها وأفكارها ومناقشة قضايا حياتية معاصرة ومستقبلية مهمة في مختلف المجالات، فإن دبي أضافت له لمسة إنسانية مختلفة، انطلقت في الافتتاح المبهر من تاريخ أرضها، من رمالها الذهبية وصحرائها، من مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى كل التحديات التي مرت بها وانطلاقها نحو العالمية.
الافتتاح كان رحلة من الماضي إلى الحاضر فالمستقبل، لوحات فنية ولا أجمل، استعراضات تختصر الكون بكل ما فيه، كل ما خلقه الله من جمال في الطبيعة من سماء وفضاء إلى أرض وبحر ومخلوقات وأسماك وطيور وفراشات وأزهار وأشجار وينابيع مياه وشلال.. بستان من كل الألوان وشجرة الحياة كقطعة ألماس تتلألأ، تنمو وتكبر وجذعها المجدول وكأنه تشابك الأيادي وتعانُق الأبدان والأرواح البشرية التي تلتف وتتماسك لتشكل شجرة الحياة. 
كلما تقدم حفل الافتتاح خطوة ازدادت اللوحات جمالاً وازددنا دهشة. الكرة الحمراء الملتهبة التي تبدأ صغيرة ثم تكبر وتكبر وترتفع حتى تصير كرة زرقاء تتوسطها خريطة العالم بالأخضر. 
المستقبل هنا في المدينة التي تعرف كيف تستخدم التكنولوجيا والأبعاد الثلاثية والرباعية وغيرها، الضوء والصوت، الموسيقى والغناء، الرقص والأداء، اللحن والكلمة.. المدينة تحكي عن نفسها، عن فكر دولة تتطلع دائماً لما هو أكثر وأبعد، عن طموح متجدد باستمرار، عن تقديرها للفن والإبداع، عن استقطابها للفنانين من مختلف أنحاء العالم ومختلف اللهجات واللغات والألوان الفنية والأذواق.
المشهد الذي قدمه الفنان حبيب غلوم معبّر جداً، دقائق قليلة تختصر المعنى الأكبر، هو البداية والتاريخ، منه تنطلق حكاية هذه المدينة والدولة، يسلم خاتم ساروق الحديد الذي منه استوحي شعار «إكسبو» للطفلة الفتية الجميلة، لتكون هي الحاضر والمستقبل. من مشهد إلى مشهد أخذتنا دبي إلى حكايات جسدت فيها عظمة الخالق وبهاء ما خلق في هذا الكون، وبلوحات فنية راقية، ومع مجموعة من الفنانين من جنسيات مختلفة، منهم فنان العرب محمد عبده والإماراتيان أحلام وحسين الجسمي، والإماراتية الصاعدة ألماس، والمغنية اللبنانية الأمريكية ميساء قرعة، وعازف البيانو الشهير لانج لانج، والرائع مغني الأوبرا أندريا بوتشيلي.
من مثل الإمارات آمن بقدرة المرأة على التفوق وحقها في أن تكون شريكة في كل إنجازات الوطن؟ ومن مثلها منح المرأة هذا التميز في افتتاح الحدث العالمي الضخم، حيث قدمت الحفل فرقة الأوركسترا النسائية «الفردوس»، نحو 50 سيدة من مختلف الأعمار عزفن بقيادة نسائية أيضاً، وتم تأسيس الفرقة وتدريبها تحت إشراف الموسيقار الحائز على جائزتي «أوسكار»، إيه آر رحمان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"