10 ملايين شخص سكنوا الأمازون قبل القرن الـ16

أثبتتها حفريات أثرية حديثة
04:35 صباحا
قراءة دقيقتين
منذ الثمانينات يشك باحثو الآثار في موضوع النظرية القائلة: إن غابات الأمازون معزولة إلى حد كبير، ولكن وفقاً لحفريات أثرية حديثة أجراها عالم الآثار رافائيل لوبيز، الباحث في معهد ماميراوا للتنمية المستدامة في البرازيل، فإن منطقة الأمازون البرازيلية كانت مكتظة بالسكان بالفعل، حيث وصل عدد السكان فيها إلى 10 ملايين نسمة قبل وصول أول المستعمرين الأوروبيين في القرن السادس عشر. ويعتبر هذا الكشف مناقضاً للفكرة التي تقول: إن هذه الغابة مثل محيط أخضر غير مأهول عملياً. وكانت الحفريات التي اكتشفت في أغسطس /‏‏ آب الماضي، أدت إلى العثور على شظايا من القطع الخزفية أو الحجارة المنحوتة على مساحات واسعة من غابة «تيفه» الوطنية، وهي منطقة محمية في قلب منطقة الأمازون البرازيلية.
ويوضح لوبيز، الذي يدير المحمية الطبيعية، والتي تحمل الاسم نفسه قائلاً: «في البداية اعتقدنا أننا أمام موقع وحيد يطل على ضفاف بحيرة، لكن تبين أن هناك الكثير مثله. إنه مجمع أثري حقيقي. فآثار الأنواع النباتية المحلية مثل الكاكاو أو الأساي أو الكوبواكو، وبساتين الكستناء، التي تعود إلى أكثر من 500 عام، تشير إلى أن المنطقة كانت مأهولة بخمسة مجتمعات سكنية مختلفة على الأقل، بما في ذلك المجتمعات المتاخمة لنهر الأمازون والسكان الأصليين الحاليين».
ويضيف الباحث: إن الرجال البيض، المستعمرين، جلبوا معهم أمراضاً أصبحت وبائية، وشنوا حملات غزو أهلكت السكان المحليين. ولذا اعتقد علماء الطبيعة الأوروبيون الذين غامروا لاستكشاف هذه المنطقة في القرن التاسع عشر أن منطقة الأمازون كانت عبارة عن منطقة حيوية لم تمسها يد من قبل. لكن هذه النظرية بدأت تتراجع كثيراً في الثمانينات.
ويرى لوبيز أن علينا فهم الطريقة التي عاش فيها السكان الأصليون في الغابة، كما أننا بحاجة إلى استخدام هذه النماذج، ليس فقط في منطقة الأمازون، لأن ذلك سيمكننا من الحفاظ على مناطق حيوية أخرى مشابهة، وهي مهمة صعبة خاصة في عصر الكوارث المناخية التي نشهدها حالياً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"