عادي
وسيلة لضبط إيقاع امتحانات نهاية الفصل الأول

الاختبارات التجريبية.. معيار لقياس جاهزية الطلبة

00:44 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم
تشكل الامتحانات حراكاً فاعلاً في رحلة تعليم الطلبة، سواء كانت فصلية أو نهائية، لذا نجدها تشغل عقول المتعلمين وأولياء الأمور، لاسيما أنها تحدد الاتجاهات المستقبلية لشريحة طلابية، وتنتقل بالبعض الآخر من صف إلى آخر ومن مرحلة لأخرى. وهنا تأتي أهمية الاختبارات التجريبية، كمعيار لقياس جاهزية المجتمع المدرسي، نضبط من خلاله إيقاع الامتحانات الأساسية، فضلاً عن تمكين الطلبة من التعامل مع البيئة الامتحانية، وإزالة الرهبة التي تؤثر سلباً في أداء المتعلمين خلال سباق الامتحانات.

في وقت أكد تربويون ومعلمون أهمية الاختبارات التجريبية، التي تركز على تهيئة المتعلمين نفسياً وذهنياً، على بيئة الامتحانات وإجراءات التقييم، فضلاً عن تمكين الممتحنين لإدراك وفهم ماهية الامتحانات، وكيفية التعاطي مع الأسئلة الامتحانية بسهولة ويسر.

عدد من أولياء الأمور، اعتبرها وسيلة فاعلة تبث الثقة في نفوس الأبناء، وتنعكس إيجابياً على معدلات الممتحنين، فضلاً عن حالة الاستقرار والارتياح التي تسود المجتمع الطلابي، قبل الانخراط في امتحانات نهاية الفصل الأول للعام الدراسي الجاري 2021-2022، المقرر لها يوم 18 نوفمبر الجاري، لاسيما أن الجدولة الزمنية لسباق الامتحانات جاءت ممنهجة ومدروسة وراعت ظروف الطلبة بمختلف أنواعها «صحية أو اجتماعية».

«الخليج» تناقش مع المجتمع المدرسي بمختلف فئاته، أهمية الاختبارات التجريبية، ودورها في تهيئة الطلبة للامتحانات الأساسية، وانعكاسها على معدلاتهم وأدائهم، إذ أقرتها مؤسسة الإمارات للتعليم في بعض المواد الدراسية المختارة لطلبة صفوف 1-12 بدءاً من اليوم الأحد الموافق 7 نوفمبر الجاري في مواد مختارة.

مشهد الامتحانات

البداية كانت مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، التي أكدت أهمية إجراء اختبارات تجريبية التي تسبق امتحانات نهاية الفصل الأول للعام الدراسي الجاري 2021-2022، إذ تأتي مركزية «حضورية إلكترونية» لطلبة الصفوف من 1-12 في مواد دراسية مختارة، ويؤدي طلبة الصفوف من الأول إلى الثاني عشر في مواد مختارة ضمن المنهاج المتكامل لطلبة 1-4، ومواد الرياضيات واللغتين العربية والانجليزية والعلوم، والفيزياء، والأحياء، والكيمياء للصفوف من 5 -12.

وحول الغرض من تلك الاختبارات أفادت بأنها تأتي للتأكد من جاهزية كل ما يتعلق بعملية تأدية امتحانات نهاية الفصل الأول، وحل أية إشكاليات قد تسبب إرباكاً للطلبة خلال تقديمهم للامتحانات في مواعيدها المقررة، العام الدراسي الجاري، ويشمل ذلك الجوانب التقنية المتعلقة بأداء الامتحانات إلكترونياً والإعداد النفسي للطلبة وتهيئتهم لأداء الامتحانات الفعلية.

وأكدت أن الاختبارات التجريبية تستهدف طلبة المدارس الحكومية والخاصة التي تتبع المنهاج الوزاري، تنعقد اليوم وغداً، من الساعة التاسعة صباحاً إلى الواحدة والنصف ظهراً، على أن تكون عدد الأسئلة من 5 إلى 8 فقرات، وتحدد زمن الاختبار 20 دقيقة، بهدف قياس خصائص التطبيق الإلكتروني والعمليات الإدارية المتزامنة، وتهيئة البيئة المناسبة للتطبيق قبل انطلاقة الامتحانات الأساسية للفصل الأول، المقرر لها يوم 18 نوفمبر الجاري وتستمر حتى 29 منه.

أبرز مستجدات

التربوية نور أبو سنينة أكدت أن الاختبارات التجريبية تشكل جزءاً مهماً في منظومة الامتحانات سواء الفصلية أو النهائية، إذ تساعد المعلمين على الوقوف على أبرز مستجدات الامتحانات، ونوعية الأسئلة والنمط المعتمد واحتياجات الطلبة، فضلاً عن أنها وسيلة فاعلة تقضي على رهبة الامتحانات وتخفف العبء على أولياء الأمور.

وأشارت إلى أهمية تطوير أدوات التقييم في الامتحانات سواء كانت فصلية أو نهائية، لاسيما التي تتم افتراضياً، موضحة أن أنماط التعليم الراهنة في الميدان، أوجدت نماذج متعددة للامتحانات، وبالتالي ينبغي أن يكون هناك أدوات نوعية لقياس المستويات العلمية للطلبة، وفقاً للمستجدات التي تطرأ على العملية التعليمية في مختلف مراحل التعليم.

مفيدة للطلبة

وأفادت بأن الاختبارات التجريبية تهدف أساساً إلى تدريب الطلبة وتأهيلهم للتعامل مع ورقة الأسئلة في الاختبارات النهائية، وتمكين الطلبة من المستجدات، لاسيما أن عملية التقييمات متغيرة وليست ثابته، يطولها أطر متعدد من التطوير الدائم للوقوف على المستويات الفعلية للطلبة.

وحول ماهية تلك الاختبارات، أكدت أنها مركزية، ويتم إعداد الأسئلة بما يتوافق مع أسئلة الاختبار النهائي، من حيث الشكل والمكونات، وليس بالضرورة أن تتطابق معها، موضحة أنها أثبتت إيجابياتها وفوائدها للطلبة في مختلف مراحل التعليم لاسيما طلبة الثاني عشر بمساراته.

تخفيف الأعباء

في وقفة مع شريحة منهم، أكد المعلمون محمد بدوان، إبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، أمل حسن، أهمية الاختبارات التجريبية، لإسهامها في تخفيف الأعباء على المعلم، لاسيما في الأيام التي تسبق امتحانات نهاية كل فصل دراسي، كما تمنح المعلمين فرصة الاطلاع على مستجدات الأسئلة والتوجهات الجديدة لنظم تقييم الطلبة.

وأضافوا أن تلك النوعية من الامتحانات، حقائب تدريبية فاعلة، تفيد الطلبة وتؤثر إيجابياً في طرائق تعاطيهم مع الامتحانات، فضلاً عن إزالة الرهبة المعتادة التي تسود مجتمع الطلبة قبيل وخلال فترة الامتحانات، وتمكين الطلبة من معالجة نقاط الضعف لديهم من خلال الاختبار «التجريبي»، وتعزيز مكامن القوة والارتقاء بمهاراتهم.

الاعتماد على النفس

الاختبارات التجريبية خطوة جادة لتمكين الأبناء من الاعتماد على النفس والتخلي عن محاولات البحث عن طرائق جديدة للإجابة الجماعية ووسائل الغش، هذا ما أكده أولياء الأمور الدكتورة ريم الغول، وإيهاب زيادة، ومحسن علي، محمود عبد الله وحمده حسن، ومنال حسين، موضحين أن تلك النوعية من الاختبارات تمكن الطلبة من التعامل مع الأسئلة الامتحانية وإدارة الوقت وسرعة الأداء ودقة الإجابة، معتبرين أنها قناة فاعلة لتأهيل الطلبة وتدريبهم على أنماط الأسئلة والامتحانات.

وأكدوا أن هذه النوعية من الاختبارات، تعد أداة فاعلة لإزالة الرهبة المعتادة التي تلحق بالطلبة خلال فترة الامتحانات النهائية من كل عام، فضلاً عن دورها الفاعل في تدريب الطلبة وتمكينهم، لذا ينبغي أن يستفيد منها جميع الفئات الطلابية، لما تحمله من إيجابيات تنعكس على مستويات إنجازهم في الامتحانات الأساسية للممتحنين، مشيرين إلى أهمية تعريف الطلبة وتدريبهم على شكل الامتحان النهائي، إذ إن هذه الوسيلة تخفف الأعباء عن المتعلمين وأولياء الأمور لاسيما مع وجود إجراءات احترازية ووقائية تشغل بال الجميع.

وأوضحوا أن الاختبارات التدريبية تسهم في دعم قدرات الطلبة ومهاراتهم، للوقوف على ماهية الامتحان النهائي، وكيفية التعامل معه، والتعرف على مستوياتهم واحتياجاتهم لتحقيق الجاهزية للجولة الأولى في سباق امتحانات نهاية الفصل الأول، فضلاً عن ضبط إيقاع العملية الامتحانية قبل انطلاقها الرسمي ومعالجة أية خلل قد يعوق مسيرة الطلبة الامتحانية.

قيمة تدريبية

الاختبارات التجريبية، تشكل قيمة تدريبية كبيرة للطلبة في مختلف مراحل التعليم، هذا ما وصل إليه الطلبة محمد عبد الإله، ويوسف علي، ومعتز حمدان، وليلى وائل، ومثياء عبد الله، مؤكدين أنها تؤهل المتعلمين، على كيفية إدارة الوقت، والتعامل مع الأسئلة الامتحانية، فضلاً عن اكتشاف أية معوقات قد تواجه الطلبة خلال الامتحانات والعمل على تذليلها وإيجاد حلول جذرية لها قبل الانطلاقة الرسمية لامتحانات نهاية الفصل الأول للعام الجاري.

وأفادوا بأن هذه النوعية من الاختبارات تعد وسيلة فاعلة لتمكين الطلبة وتهيئتهم لبيئة امتحانات نهاية العام، فضلاً عن أنها تسهم في بث الثقة في نفوس الجميع، وتهيئ العقول للتعامل مع الأسئلة الامتحانية بمهارات، تنعكس إيجابياً على معدلات المتعلمين في مختلف مراحل التعليم.

وأكدوا أن الوسائل الجديدة في إدارة الامتحانات والرقابة عليها، تقلص فرص الغش أمام المتعلمين، على الرغم من أنهم قادرون الآن على أداء امتحاناتهم في أي مكان، معبرين عن سعادتهم لأداء امتحانات هذا العام حضورياً في وسط بيئة تعليمية فعالة، إذ إن الأمر يختلف كلياً مقارنة بالدراسة وإجراء الامتحانات في المنازل.

إجراءات تسبق الامتحانات

حددت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي إجراءات تنظيمية وتوجيهية، ينبغي أن تتخذها المدارس قبيل الامتحانات، لضمان جودة سير العملية الامتحانية، وفق المخطط، أبرزها تفعيل حسابات الطلبة والمعلمين في نظام المنهل، والانتهاء من نقل الطلبة بين الشعب والمسارات، وتصنيف المتعلمين من فئة أصحاب الهمم.

أصحاب الهمم

من المقرر أن تنعقد امتحانات الطلبة أصحاب الهمم واقعياً، وبنفس الأسئلة المعدة لبقية الطلبة، فيما تشكل اللجان لهذه الفئة في حال كانت الخطة التربوية الفردية الخاصة بالطالب تنص على ذلك، ويعد الامتحان وفق لتلك الخطة بالتنسيق مع معلم التربية الخاصة في المدرسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"