عادي

الطموحات العقارية المفرطة تهدد ميزات «جزيرة الزمرد» الفيتنامية

00:00 صباحا
قراءة 3 دقائق

مع آلاف الغرف الفندقية وعربات تلفريك مدرجة ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية، أفادت جزيرة فو كووك الفيتنامية التي بدأت تعيد استقبال السياح، من الجائحة لتسريع نموها، ما يطرح تحديات بيئية هائلة في «فينيسيا المصغّرة» هذه.

كان نحو 200 كوري جنوبي من طلائع الزوار الأجانب منذ 20 شهراً في الجزيرة التي تقع على مرمى حجر من كمبوديا، في المياه الصافية لخليج تايلاند.

وقال تاي هيونغ لي لوكالة فرانس برس «هذه المرة الأولى التي أغادر فيها كوريا الجنوبية منذ بداية الأزمة الصحية أشعر بالأمان. فجميعنا ملقحون».

ستقيم المجموعة في منتجع يضم 12 ألف غرفة، ويمكنهم التنزه بقوارب الجندول والاستمتاع بركوب الملاهي ولعب الجولف وإطعام الزرافات في حديقة حيوانات السفاري واللعب في كازينو أشبه بكازينوهات لاس فيجاس.

وقال الموظف في مجمع «فوو كووك يونايتد سنتر» العملاق نغو ثي بيش ثوونغ «أنا متحمس جداً للترحيب بأول زوارنا».

وعلى أكثر من ألف هكتار وبطول كيلومترات من الساحل في شمال غرب الجزيرة، فتح المجمع أبوابه قبل ستة أشهر في خضم جائحة كوفيد-19.

استثمرت المجموعة الفيتنامية النافذة «فين غروب» (إنشاءات وسياحة وسيارات ومراكز تسوق وتعليم...) 2.8 مليار دولار في المشروع.

ولمجموعة الملياردير فام هات نوونغ طموحات كبيرة تتمثل في جعل فو كووك «وجهة دولية جديدة على خريطة السياحة العالمية».

40 ألف غرفة فندقية

وتنتشر المنشآت الخرسانية في غير مكان من الجزيرة.

وقال نائب رئيس المجلس الاستشاري للسياحة الفيتنامية كن أتكينسون «في المجموع، ثمة 40 ألف غرفة فندقية مشادة أو قيد التشييد أو يتم التخطيط لها»، وهذا العدد «يفوق الغرف الفندقية الموجودة في سيدني».

وفي الجنوب، استثمرت شركة تطوير أخرى تحمل اسم «صن غروب»، في مجمعات ترفيهية وخط لعربات تلفريك بطول يقرب من 8 كيلومترات، هو من أطول خطوط التلفريك في العالم بتوثيق من موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

وظلت «جزيرة الزمرد» بعيدة عن الدوائر السياحية لفترة طويلة؛ إذ ركزت أنشطتها على صيد الأسماك وزراعة الفلفل الأخضر واللؤلؤ.

وتزدهر الطبيعة في الجزيرة لدرجة أن منظمة اليونيسكو أدرجتها عام 2006 ضمن شبكتها لمحميات المحيط الحيوي.

لكنّ الشواطئ الرملية البيضاء جذبت المستثمرين الذين يحلمون بجعلها فوكيت جديدة، نسبة إلى الجزيرة التايلاندية التي استقبلت عشرة ملايين زائر من العالم في عام 2019.

وسنة 2012، تم افتتاح مطار دولي في فو كووك. بعد سبع سنوات، استقطبت شواطئ الجزيرة خمسة ملايين سائح، بينهم أكثر من 500 ألف أجنبي - (صينيون وروس ويابانيون وكوريون جنوبيون).

طوفان من البلاستيك

حتى لو ظل جزء من الجزيرة ضمن تصنيف منطقة محمية، فإن هذا التطور السريع مثير للقلق.

وقال كن أتكينسون «فوكيت احتاجت إلى سنوات لتنمو، لكن فيتنام تميل إلى القيام بكل شيء دفعة واحدة»، مضيفاً «لا أعتقد أنه يتم إيلاء اهتمام كاف لما سيكون في مصلحة فو كووك على المدى الطويل».

وتعج المياه النقية الصافية بالشعاب المرجانية، وكانت الشواطئ ذات يوم مناطق تعشيش شهيرة للسلاحف الخضراء المهددة بالانقراض والسلاحف الصقرية المنقار.

وأشارت اليونيسكو عام 2018 إلى عدم حدوث أي تعشيش في السنوات الأخيرة.

وقد كان للنفايات البلاستيكية الناتجة من السياحة أصلاً تأثير كارثي على النظام البيئي.

فقبل الجائحة، كانت الجزيرة تنتج يومياً نحو 160 طناً من القمامة، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة.

ونددت المنظمة بـ «طوفان لا يمكن تصوره من البلاستيك» يهدد الحياة البحرية. وحذرت من إدارة النفايات «غير الملائمة» في مواجهة الطفرة السياحية.

ويحذر كن أتكينسون من أن «المزيد من الزوار يدركون وضع البيئة، ولن يرغبوا في الذهاب إلى الشواطئ المملوءة بالنفايات أو السباحة في بحر ملوث بمياه الصرف الصحي».

لكنّ السكان المتعطشين للمكاسب المالية السياحية المتوقفة منذ شهور، يتوقون إلى استئناف أنشطة السياحة.

ويقول تشو دينه دوك الذي أنشأ فندقاً صغيراً بعيداً عن المنتجعات الضخمة «إذا لم تتطور فو كووك، فستكون مجرد لؤلؤة غير مكتشفة».

وينتظر المرشد السياحي لاي تشي فوك بفارغ الصبر عودة الزوار.

ويتذكر الشاب البالغ 33 عاماً الذي ذهب للعمل خلال فترة طويلة في البر الفيتنامي الرئيسي «أراد الجميع الهروب من فو كووك عندما كنت طفلاً»، لكن «بفضل السياح، تمكنت أخيراً من العودة إلى جزيرتي».

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"