عادي

الضغط والسكري والكولسترول والتدخين من مسببات الإصابة بالسكتة الدماغية

23:48 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: إيمان عبدالله آل علي

أكد د. سهيل عبدالله الركن، رئيس جمعية الإمارات لطب الأعصاب، أن ثمة دراسة محلية أوضحت أن نسبة 70% من المصابين بالجلطة الدماغية عانوا قبيل حدوثها، ارتفاعاً في ضغط الدم وانعدام القدرة على التحكم فيه، أما المسبب الثاني المباشر فهو داء السكري، حيث إن 45% من المصابين بالجلطة الدماغية تتزامن إصابتهم بها مع ارتفاع في منسوب السكر في الدم، فيما يشكل ارتفاع الكولسترول المسبب الثالث للمرض، نظراً لترسب المواد الدهنية في شرايين الدماغ والرقبة والتسبب في انسدادها. وكذلك لا يمكن إغفال التدخين كعامل رئيسي للإصابة بالمرض؛ كونه المسبب الأول لانسداد الشرايين وتصلبها في القلب والدماغ. وتشكل السمنة كذلك مسبباً قوياً، حيث يعد الناس الذين يعانون زيادة الوزن وكبر الكتلة الجسدية هم الأكثر عرضة للسكتة الدماغية وكافة تداعياتها، مثل أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسكر. ومن الأمور الواجب ذكرها هنا، أن كثرة استهلاك الأملاح محلياً وعربياً، هو مسبب رئيسي لارتفاع ضغط الدم، حيث أوضحت دراسات عديدة أن استهلاك أكثر من 2.5 جرام يومياً من الملح يرفع ضغط الدم بنسبة عالية وخطرة.

وأوضح أن مرض السكتة الدماغية المسبب الأول للإعاقة والمسبب الثالث للوفاة عند البالغين على مستوى العالم. وعلى الرغم من هذا، فإن هذا المرض يعتبر من المشاكل الصحية التي يمكن الوقاية والعلاج منها، ضمن فترة زمنية محدودة تسمى في لغة طب الأعصاب ب«الساعة الذهبية»، وعلى مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ما من إحصاءات دقيقة تحدد نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية، ولكن بحسب المنظمة العالمية للجلطة الدماغية، فإن ما بين 10 آلاف و12 ألف شخص في الدولة يصابون بالجلطة الدماغية سنوياً.

وقال الركن: «على مستوى العالم تذكر منظمة الجلطة الدماغية العالمية أن عدد المصابين بهذا المرض يزيد على 15 مليوناً سنوياً، يتوفى منهم 5 ملايين؛ أي ما نسبته الثلث في مرحلة ما قبل تلقي الإسعافات، فيما يصاب الثلث الثاني منهم بإعاقات مزمنة مختلفة، منها الجسدية أو النطقية أو الحركية أو البصرية المزمنة، بعد التعرض للسكتة الدماغية».

التأخر في العلاج

وأضاف: «من الصعب حصر نسبة الذين يتأخرون في الحصول على العلاج، ولكن ما نعرفه هو أن هناك نسبة ليست قليلة من المرضى ممن يتأخرون في تلقي العلاج، نظراً للخلط في توجيههم نحو المراكز الطبية والمستشفيات المزودة بوحدات الإسعاف من السكتة الدماغية، وتلك غير المتخصصة في ذلك، مما يعكس حاجة المجتمع إلى إنشاء مزيد من المراكز ونقاط العلاج في جميع المناطق، وكذلك ضرورة نشر التوعية به على نطاق أوسع.

التقنيات الجديدة

وأكد أن هناك توجهاً على مستوى الدولة في القطاع الصحي الحكومي والخاص لاستقطاب أحدث البروتوكولات الطبية الناجعة في علاج السكتة الدماغية، منها استخدام مذيبات الجلطة الدماغية، وبروتوكولات توسيع الساعة الذهبية للمرضى، وكذلك تلتزم الوزارة باتباع تعليمات التقارير الصادرة عن المنظمتين العالمية والأوروبية للجلطة الدماغية في ما يخص التعامل مع المرضى الذين يأتون متأخرين أو تباغتهم الأعراض أثناء فترة النوم، ومن التقنيات الحديثة المعتمدة نظام Rapid القائم على قراءة الأشعة المقطعية العادية والملونة، بواسطة أحدث وسائل الذكاء الاصطناعي، ما من شأنه توضيح الرؤية وتيسير اتخاذ القرار بضرورة التدخل الجراحي وإجراء القسطرة الدماغية من عدمه. وكذلك من التقنيات الحديثة المستخدمة في مستشفيات الدولة، القسطرة الدماغية؛ إحدى أحدث التقنيات التي تعتمد على استخدام الدعامات الدماغية لتوسيع شرايين الدماغ المتضيقة بسبب الجلطة الدماغية. وأيضاً استخدام شافطة الانسداد الدماغي وهي الأحدث من نوعها.

انتشاره بين الشباب

وقال الركن: «ما لا يقل عن 50% من المصابين بالسكتة الدماغية على صعيد الإمارات، ينتمون إلى فئة صغار السن والشباب من الشريحة العمرية التي تراوح بين 30 و45 عاماً، حسبما أوضحت ذلك دراسة محلية، وكذلك ذكرت التأثير البالغ لهذا المرض في البيئة وظروف العائلة والمجتمع والمحيط الوظيفي للمصابين؛ لذا وجب التركيز والعمل على تداركه».

أعراض السكتة الدماغية

وأضاف الركن: «تجتمع أهم أعراض السكتة الدماغية في كلمة «عاجل» ومعناها: «ع» عسر في النطق أو الكلام، «أ» انحراف في الوجه،

«ج» جزء ضعيف في حركة الأيدي والأرجل، «ل» لا تتأخر في طلب المساعدة الطبية، وكذلك توجد أعراض ثانوية مرافقة للإصابة بالمرض مثل الرؤية المزدوجة أو الصعوبة في الرؤية، وكذلك الصداع الشديد».

وأوضح أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، أدى النشاط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، إلى رفع مستوى التوعية بمرض السكتة الدماغية، حيث أصبح المرضى المعرضون للإصابة به أكثر سرعة في تدارك مضاعفاته، وبالتالي تخفيف وطأة الأعراض عن طريق طلب الإسعاف في الوقت المناسب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"