أمن الأجيال الرقمية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

يوجد في العالم حالياً حوالي 4 مليارات شخص من المتصلين بالشبكة، وهي نسبة متزايدة، خاصة مع تعدد تقنيات التواصل التي تتيح للبشر فرصاً للتفاعل، النشر، الابتكار، العمل، التعليم، والترويج للمنتجات والأفكار. هذا المجتمع الرقمي يترجم فكرة الترابط بغض النظر عن الهويات والمواقع والأوقات، ما يحدث تأثيراً متبادلاً بالضرورة بين «المواطنين الرقميين»، من المهم أن يتم تنظيمه من خلال قواعد وقوانين «المواطنة الرقمية»، حتى يتحقق شعور الراحة والأمان في هذا العالم الجديد.
حسب مجلس جودة الحياة الرقمية الإماراتي، فإن أهم المبادئ التي تقوم عليها المواطنة الرقمية تتلخص في: الأمن من حيث التركيز على درء المخاطر وحماية الفرد والآخرين، الحكمة من حيث التوعية بمفاهيم مثل التعلم مدى الحياة في مجال مستجدات هذا العالم، والتفاعل الاجتماعي الذي يتمحور حول احترام الذات والآخرين، وتعزيز العلاقات الإيجابية والتعاونية بين المواطنين الرقميين.
ما نحتاج إليه اليوم كمواطنين رقميين، هو التفكير بأبعاد حضورنا المهني والشخصي في أشكال متعددة، إذ إن هناك أولويات من الضروري التفكير بها، لتعزيز جودة حياتنا على الشبكة. وهناك أسئلة من الضروري طرحها، أحدها يتعلق بالصحة الرقمية، خاصة مع وجود عدد كبير من الأطفال والشباب من المواطنين الرقميين، في مقابل عدد كبير آخر ممن يهجرون الحياة الرقمية، ما يعمق الفجوة بين الأجيال، في حال لم يتم تدارك الأمر بالوقاية من الآثار النفسية والجسدية لهذه الفجوة على الطرفين. النقطة هذه ترتبط بمفهوم الأمية الرقمية، الذي يتطلب جهوداً كبيرة للتثقيف والتوعية والحث على التعلم المستمر في ظل تغير لا يتوقف.
كذلك «الإتكيت الرقمي»، وهو فن التعامل من خلال مدونة سلوك «عرف رقمي»، يحدد معايير ما هو مقبول وإيجابي، وما هو عكس ذلك، داخل الشبكة وخارجها. الأمر الذي يمتد ليتشابك مع مفهوم «الأمن الرقمي» الذي يهتم بالإجابة عن سؤال: كيف يمكن للمواطن الرقمي حماية نفسه من مخاطر الإنترنت مثل الاحتيال وانتهاكات الخصوصية؟ ويمكن تحقيق ذلك من خلال «القانون الأمني»، وتشكله مجموعة القوانين والتشريعات التي تحدد المسؤوليات داخل العالم الرقمي. والإجراءات خارجه.
إن جودة الحياة هي مسؤولية مشتركة تضم الأطفال والشباب وكبار المواطنين وأصحاب الهمم، وتبدأ من السياسات الوطنية، والمدارس من خلال مناهج معنية بتحقيق معاييرها، والمجتمع من خلال مواثيق القيم والسلوكيات، من أجل أمن وسلامة أجيالنا الرقمية في الشبكة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"