في ذكرى الراحلين

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

في ليل الاثنين 19 فبراير 2001، كان موعدنا مع رحيل الأديب الشاعر والقاص والموسيقي والروائي جمعة الفيروز في منزله الكائن في منطقة الظيت الجنوبي برأس الخيمة، وفي ظهيرة الاثنين 20 فبراير 2012، كان موعدنا مع رحيل الأديب الشاعر والباحث التراثي أحمد راشد ثاني في مستشفى الشيخ خليفة بأبوظبي، وبين الرحيلين، كان موعدنا مع رحيل الشاعر علي العندل في منزله الكائن في إمارة الشارقة في مساء السبت 5 يونيو 2004؛ وقبل رحيل هؤلاء الشعراء الثلاثة، ارتحل عن الحياة أحد رواد قصيدة النثر الإماراتية الشاعر الشاب خليفة محمد خليفة المر سنة 1990 في دبي، وفي دبي كذلك توفي رائد الحداثة الشعرية الإماراتية د. أحمد أمين المدني في عام 1996، وبعد عدة سنوات من رحيل أولئك الشعراء الشموليين، غادر الحياة كل من: في يوم الجمعة 8 يوليو 2011 الأديب الشاعر محمد بن حاضر في العاصمة الفرنسية باريس، الباحث سالم سيف الجابر في يوم الخميس 17 يوليو 2014 برأس الخيمة، والأديب الشاعر والقاص والروائي ناصر جبران السويدي في يوم الجمعة 3 نوفمبر 2017 بعجمان، والأديب الشاعر والإعلامي حبيب الصايغ في العاصمة أبوظبي ظهر يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2019، وفي 2 ديسمبر 2019 غادرتنا الأديبة القاصة والإعلامية مريم جمعة فرج، والشاعر والإعلامي والروائي ثاني عبد الله السويدي في يوم الأحد 5 يوليو 2020، والعديد من الأسماء الإبداعية الثقافية التي رحلت في مختلف الأزمنة الإماراتية، وفي أمكنة عدة على مر التاريخ والجغرافيا.
رحيل تلو رحيل، وفي كل رحيل جديد، نستذكر مآثر هذا الراحل ومن سبقه من راحلين، ونطرح السؤال تلو السؤال، حول ما تركوه من مخطوطات ورقية ما زالت حبيسة الأدراج في معية أسرهم، أو لدى أصدقائهم، أو مخطوطات إلكترونية رهينة الحاسبات الآلية أو الأقراص المدمجة أو ما إلى ذلك من أدوات إلكترونية: متى تصار تلك المخطوطات إلى كتب تبصر النور في الزمان والمكان؟ متى تلتفت المؤسسات المعنية بالثقافة إلى تلك الكنوز الإبداعية المختلفة الأجناس والمجالات؟ متى تلتفت الأسر إلى ثروات الراحلين من أفرادها بعين التعاون مع المؤسسات، لإظهار مكنونات تلك الإبداعات إلى نور الطباعة؟ متى تحسن دور النشر الخاصة استقبال ما يرد إليها من مخطوطات منوعة لكوكبة من مبدعين راحلين في أزمنة مختلفة؟ ومتى يمكن جمع شتات ما قد نشر في صحف ومجلات في حياتهم لتُصار إلى كتب تثري المكتبة الثقافية الإماراتية والعربية؟
متى؟ ومتى؟ ومتى؟ ومن المسؤول عن الإجابة عن كل تلك التساؤلات المشروعة؟ ومن هو المعني بتحويل تلك النفائس المكنونة إلى واقع إبداعي ملموس في متناول الأجيال المتتالية في المثول في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي العام؟
أسئلة عديدة بحق أمثلة مثالية من ثروات ثقافية إماراتية دفينة تنتظر الفرج.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"