عادي
نظمتها «أناسي» ضمن فعاليات السفارة الثقافية للدولة

حلقة نقاشية تستعيد ملامح سينما العصر الذهبي

22:58 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: مها عادل

في إطار أنشطة وفعاليات السفارة الثقافية للإمارات لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، نظمت «أناسي للإعلام»، بالتعاون مع سينما عقيل في دبي، حلقة نقاشية، ضمن برنامج «موعد نقاش» بعنوان «المجتمع وسينما العصر الذهبي». قدمت الحلقة رزان طقش، منتجة، ومخرجة ومحاضرة صناعة أفلام، وذلك بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة الثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وعدد من السينمائيين والإعلاميين وأعضاء من الهيئة الأكاديمية بالدولة.

تناولت الحلقة التي أدارتها الإعلامية شروق زكريا، الخصائص المختلفة للعصر الذهبي للسينما في هوليوود وتأثير الأفلام على المجتمع مع ربطه بالعصر الذهبي للسينما المصرية في فترة الخمسينات والستينات وإبراز أوجه الشبه بينهما.

استهلت المحاضرة حديثها بالقول: «عندما نفكر في العصر الذهبي لهوليوود، فإننا نميل إلى التفكير في حقبة براقة تمتد من منتصف الثلاثينات إلى أوائل الستينات، وتتميز هذه الفترة بخصائص عديدة منها: قوة الممثلين (النجوم)، وسيطرة الاستوديوهات، وتقدم صناعة الأفلام، والترويج و(البروباجندا)».

وأوضحت أن العصر الذهبي اعتمد على نجوم مثل همفري بوجارت وكاري جرانت وجريس كيلي وريتا هايورث، لتحقيق النجاح في شباك التذاكر، وأن أكبر نجوم العصر الذهبي كانوا رجالاً مثل جيمس ستيوارت وجيمس دين وكلارك جابل وجريجوري بيك، أما النجمات، فكانت وإنجريد بيرجمان وأودري هيبورن ومارلين مونرو وإليزابيث تايلور.

وأضافت رزان: «سيطرت خمسة استوديوهات رئيسة، هي «MGM، وParamount، وFox، وWarner Bros، وRKO»، على إنتاج الصور المتحركة، والتحكم في كل ما يخص إنتاج الأفلام، من التمثيل إلى التصوير إلى التوزيع، كما سيطرت استوديوهات «Big 5» على جميع المراحل بداية من ما قبل الإنتاج إلى التوزيع، ما سمح لهم باحتكار صناعة السينما.

وأنتجت الثلاثينات بعضاً من أكثر الأفلام شهرة في تاريخ السينما: «The Wizard of Oz وGone With the Wind وSnow White والأقزام السبعة».

وحققت الأفلام الصادرة خلال هذه السنوات تقدماً في ثلاثة مستويات وهي: أجهزة صناعة الأفلام، والحبكة، والتكنولوجيا، فادخل الصوت لأول مرة في السينما في فيلم صاغ مصطلح «talkie» هو The Jazz Singer في عام 1927، كما استخدمت تقنيات صناعة الأفلام المونتاج Technicolor، وتصوير الأفلام بالألوان وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة من تصميم الديكور والإضاءة الاصطناعية والإضاءة المنخفضة وتأثيرات النار وغيرها.

وتطرقت في الحديث عن علاقة السينما بالمجتمع، فقالت: «جمهور السينما في الولايات المتحدة كان أغلبه في البداية من العمال ذوي الدخل المنخفض، لذا كانت السينما تمثل أهم عناصر الترفيه، وأن سحر وبريق الأفلام الكبيرة ساعد في الحفاظ على الروح المعنوية الأمريكية أثناء وبعد الكساد الكبير، فكان الذهاب إلى السينما أرخص من المسرحية أو الحفلة الموسيقية، وأصبحت السينما وسيلة هروب».

التجربة العربية

استعرضت المحاضرة تاريخ السينما العربية، فقالت: «بدأ الأخوان لوميير في إنتاج أفلام مدتها 60 ثانية في مصر، ولم يتم إنتاج الأفلام المحلية حتى عام 1918، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أدى اهتمامه بصناعة السينما إلى الاعتراف بالسينما كصناعة وطنية، وبالتالي أداة للتعبير عن الأيديولوجية القومية، وتم تطبيق نفس الخصائص التي تم تطبيقها في هوليوود على السينما المصرية الكلاسيكية التي أطلق عليها الغرب لقب: هوليوود الشرق الأوسط».

وكما هو الحال في هوليوود، كان الممثلون «النجوم» هم القوة الكامنة وراء الأفلام، واعتبر العديد من الممثلين العرب نسخاً هوليوودية لنجوم مشهورين، فأغلب الأسماء الكبيرة كانت تقارن بنجوم هوليوود: فأصبحت هند رستم «مارلين مونرو العرب»، وأطلق على رشدي أباظة «كلارك جابل العرب»، و«محمود المليجي انطوني كوين الشرق»، و«أنور وجدي روبرت تايلور العرب»، وفيروز معبد شيرلي في مصر، وسعاد حسني سندريلا السينما وغيره.

وواصلت المحاضرة استعراض أوجه المقارنة بين سينما الغرب والشرق فقالت: «كما كان الحال في هوليوود، كان لمصر نظام خاص للاستوديوهات؛ حيث قام طلعت حرب بتمويل وإنشاء استوديو مصر، الذي ظهر كنظير مصري رائد لاستوديوهات هوليوود الكبرى، وهو الدور الذي احتفظت به الشركة لمدة ثلاثة عقود، وتمثلت طفرة أخرى في إنشاء استوديو رمسيس من قبل الممثل الشهير يوسف وهبي، لكنها كانت موجهة لأفلامه الخاصة التي كتبها وأخرجها ومثل بنفسه في أغلبها».

عزف موسيقي

تخلل الحلقة عزف للدكتور محمد حمامي، عازف منفرد وملحن ومؤسس وقائد اوركسترا شرق في دبي، كما عرض فيديو يتضمن أهم وأشهر مشاهد أفلام العصر الذهبي في «هوليوود» والسينما العربية.

اليازية بنت نهيان: الإبداع يعيش بالقيم

قالت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان ل«الخليج»: «كثيرة هي المجالس العلمية والثقافية حولنا في الإمارات، وجلسة «موعد نقاش» استمرار لهذا الحراك، انطلاقاً من تأثرنا وإعجابنا بما شاهدناه في جلسات ثقافية نسائية عدة في أبوظبي، وتعتبر الجلسة مكاناً لتبادل الآراء والأفكار، لما فيها من سهولة وسلاسة المواضيع والتنوع المستمر، حيث إن الحيوية الفكرية تزداد عندما يفتح المجال للتحليل وطرح الآراء بمشاركة جميع المهتمين». وأضافت الشيخة اليازية عن اختيار مناقشة موضوع السينما والمجتمع بالتحديد: «المجتمع وسينما العصر الذهبي، جانبان من موضوع واحد، فالمادة المرئية نشاط مجتمعي من الدرجة الأولى، فلا صناعة بلا مشاهدة، والإجماع على فيلم ما، سواء بالإشادة أو الانتقاد هو الفصل الأخير لقصة كل فيلم، وسبب التركيز على فترة العصر الذهبي، أن صناع السينما الكلاسيكية قدموا أعمالاً أبدية، ولم يترددوا سابقاً في عرضها أمام أسرهم وعائلاتهم، ولهذا روعيت قيم المجتمع، كأنه أسرة واحدة، كدافع لتقديم المحتوى بذوق فني راق، وبمسؤولية، وجميل أن نستذكر العلاقة بين السينما والمجتمع، خصوصاً أنه في عصرنا الحالي تبقى مبادئ العطاء المتبادل بين المجتمع والمبدع ثابتة وموجودة، ومادام المبدع يحمل داخله هموم وآمال المجتمع من حوله، فالأعمال الإبداعية تكون لها اعتبار أكبر عندما تنجح في التعبير عن مبادئ أساسية في المجتمع».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"