أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن أكثر من 2.5 مليون شخص فروا من أوكرانيا حتى الحادي عشر من مارس الجاري. ويعني هذا الرقم، أن هناك زيادة بحوالي 300 ألف لاجئ عن الرقم الوارد في تقرير المنظمة الصادر في العاشر من مارس. وحمّل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي «الحرب العبثية» التي بدأت في 24 فبراير/شباط مسؤولية النزوح الجماعي.
وقال في تغريدة: «وصل عدد اللاجئين من أوكرانيا إلى 2,5 مليون اليوم (الجمعة)، وهو أمر مأسوي». وفر أكثر من نصفهم إلى بولندا المجاورة. وأضاف: «نقدّر أيضاً بأن مليوني شخص نزحوا داخل أوكرانيا. أجبر الملايين على مغادرة منازلهم جرّاء هذه الحرب العبثية». وقالت المفوضية السامية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد النازحين داخل أوكرانيا يبلغ 1,85 مليون شخص على الأقل، فيما يعتقد أن 12,65 مليون شخص إضافيين تأثروا مباشرة بالنزاع.
بدوره، كتب الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بول ديلون على تويتر: «هرب مليونان ونصف المليون شخص من أوكرانيا حتى الآن، بينهم 116 ألفاً هم مواطنو دول ثالثة». وكانت الأمم المتحدة تخطط احتياجاتها الإنسانية على افتراض أن نحو أربعة ملايين لاجئ أوكراني سيسعون لتأمين سلامتهم خارج البلاد. لكن مسؤولاً عن اللاجئين بالأمم المتحدة قال إنهم قد يضطرون لتعديل هذا العدد بالزيادة بعد أن فر نحو 200 ألف شخص إلى الدول المجاورة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
تضامن واسع
وقال ماثيو سولتمارش المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين إن الوكالات الإنسانية تسرع جهودها لتوفير معدات التدفئة لآلاف اللاجئين الذين ينتظرون عند المعابر الحدودية وسط درجات حرارة شديدة البرودة.
وأكد أن مفوضية اللاجئين «تثني على جهود المضيفين والتضامن الكبير الذي أظهره الناس والمتطوعون والمنظمات الإنسانية، الذين يقدمون الدعم في مجال الإقامة والنقل والطعام والتبرعات المالية والمادية».
الممرات الإنسانية
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، إن بلادها تأمل في فتح «ممر إنساني» للمدنيين لمغادرة مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة. ويعيش السكان منذ أكثر من أسبوع تحت النيران بدون كهرباء أو مياه في المدينة الاستراتيجية المهمة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة، وفشلت مراراً محاولات ترتيب وقف إطلاق نار محلي وفتح ممر آمن. وقالت فيريشوك في بيان عبر التلفزيون: «نأمل أن تنجح اليوم» وأبدت أملها في فتح العديد من الممرات الإنسانية الأخرى.
الدعم النفسي
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، إنها ستفتح ممرات إنسانية من كييف وسومي وخاركيف وماريوبول وتشرنيهيف. وذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنه لم يتمكن مدني واحد من مغادرة ماريوبول أمس الخميس، بعد يوم من هجوم على مستشفى قال إنه أودى بحياة ثلاثة أشخاص. وألقى زيلينسكي باللوم على القصف الروسي في فشل محاولة الإجلاء. وذكر تقرير صادر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه يجري توفير خدمات الدعم النفسي عبر الإنترنت من داخل أقبية في أوكرانيا بسبب الأوضاع الأمنية.
توسع الحرب
من جانب آخر، قالت وزيرة العدل السويسرية كارين كيلا زوته، نقلاً عن تقديرات للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن حرباً أوسع نطاقاً في أوكرانيا يمكن أن تحول 15 مليون شخص فيها إلى نازحين. وقالت في مؤتمر صحفي في برن متحدثة عن سياسة بلادها بشأن استقبال اللاجئين: «إذا افترضنا أن العمليات الحربية ستستمر، وأن الجيش الروسي سيتقدم بقوة في الغرب (الأوكراني) حيث من الممكن أن تكون هناك ممرات لفرار المدنيين فإن من الممكن أن يكون هناك فعلاً مليون شخص يغادرون البلاد كل أسبوع». وأضافت: «هناك الآن تقديرات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقول إننا يجب أن نأخذ في الحسبان نحو 15 مليون نازح، يمثلون العدد الأكبر (من السكان)، يقال إنهم نحو نصف عدد السكان مطروحاً منه الرجال في القوات المسلحة من يدافعون عن البلاد». (وكالات)
