“الارهابي” مانديلا

05:05 صباحا
قراءة دقيقتين

أي زمن هذا الذي نعيش عندما يكون رجل فاضل ومناضل ومكافح، رجل سلام ورجل عدل ورجل حرية وديمقراطية ومساواة، مثل نلسون مانديلا إرهابياً؟

نلسون مانديلا الذي حطم قيود العنصرية، وكسر النظام العنصري الذي كان يستعبد بلاده ويستبد بشعبه في جنوب إفريقيا، مازال إلى الآن، حسب نائب أمريكي، هو رئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب هاورد برمن، في قائمة الإرهاب؟

النائب نفسه يقول إنه أمر لا يصدق. لكن في زمن العجائب هذا، زمن شريعة الغاب، الزمن الذي تسلب فيه الإرادة الدولية، وتشلّ فيه الشرعية الدولية، وتستباح فيه أوطان وشعوب، غزواً واحتلالاً، قتلاً ودماراً، كل شيء يصدق، بل يجب أن يصدق.

هذا الوضع المشين، وهذه الكلمة للنائب الأمريكي، هو مجرد عينة من الكثير من الأوضاع المشينة التي ابتلي بها العالم الذي يعيش في القرن الحادي والعشرين بفعل السياسات الأمريكية المتعاقبة، التي أيدت وتؤيد نظماً عنصرية دكتاتورية وصهيونية تحتل أرض الغير وتشَّرد شعباً في وطنه وفي خارجه.

نلسون مانديلا الذي سجن 27 عاماً وحرر شعبه من العبودية، من نظام عنصري كانت تدعمه واشنطن، ثم تولى رئاسة بلاده الحرة والديمقراطية حقاً وفعلاً، ثم تقاعد عن العمل السياسي، ونال نوبل للسلام، مازال إرهابياً في نظر الإدارات الأمريكية، في وقت تصف هذه الإدارات هي نفسها مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني بأنهم رجال سلام، وأن ما يقومون به من مذابح وتدمير وتشريد أفعال دفاعية عن نفسه وتخدم السلام أيضاً.

ولهذا كله ليس عجباً أن يوصم مانديلا بالإرهاب، كما كل حالة مقاومة في عالم اليوم، خصوصاً أن الشكوى من العنصرية في الداخل الأمريكي لم تهدأ، وعنصرية الكيان الصهيوني لا تحتاج إلى إثبات. ولهذا أيضاً يتجه الكيان وواشنطن إلى مقاطعة مؤتمر دربان الذي يناهض العنصرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"