عادي
غير مرتبطة بديون ولا تستخدم كضمان لقروض العالم الحقيقي

انهيار العملات المشفرة.. ضربة غير مؤثرة في الاقتصاد الحقيقي

23:58 مساء
قراءة 3 دقائق
دبي: خنساء الزبير

شهدت سوق العملات الرقمية المشفرة سقوطاً حراً، حيث أصبحت أسعارها في تراجع متسارع، وبدأت الشركات موجة من تسريح الموظفين، وتعثرت بعض الأسماء الأكثر شهرة في هذا المجال.

وخسرت العملات المشفرة أكثر من تريليوني دولار من قيمتها في غضون أشهر قليلة، وذهبت بمدخرات «متداولي التجزئة» الذين يراهنون بشكل كبير على مشاريع هذه العملات التي توصف بأنها استثمارات آمنة.

وانخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 18 ألف دولار في وقت متأخر من يوم السبت، وهوت 13% إلى 17700 دولار، في سلسلة تراجعات استمرت 12 يوماً، قبل أن يرتفع السعر مجدداً فوق 19 ألف دولار.

وبالرغم من أن هذا المجال الناشئ قد يكون من بين فئات الأصول الصغيرة، إلا أنه استحوذ على الكثير من الاهتمام في ثقافة العامة، خاصة بعد إعلانات عن رعاية بطولات رياضية كبرى وأندية رياضية.

مخاوف الركود

وأثار الانخفاض المفاجئ مخاوف من أن انهيار العملات المشفرة قد يؤدي إلى اتساع رقعة الركود، وتعتبر القيمة السوقية لهذه العملات، والتي تقل عن تريليون دولار، ضئيلة، مقارنة بإجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة البالغ نحو 21 تريليون دولار.

ولأن الأسر الأمريكية تمتلك ثلث سوق العملات المشفرة العالمي- بحسب تقديرات «جولدمان ساكس»، فهنالك درجة معينة من حدوث عمليات البيع المكثفة، كما أن استطلاع أجراه «مركز بيو للأبحاث» وجد أن 16% من البالغين في الولايات المتحدة قالوا إنهم استثمروا في عملة مشفرة أو تداولوها أو استخدموها.

وبالرغم من ذلك، يرى اقتصاديون ومصرفيون بأن الأمر ليس مثيراً للقلق، وذكر بعضهم لشبكة «سي إن بي سي» إنهم ليسوا قلقين بشأن التأثير الضار من العملة المشفرة في الاقتصاد الأمريكي الأوسع لسبب واحد مهم؛ وهو أن هذه العملة غير مرتبطة بالديون.

ويقول جوشوا جانز، خبير اقتصادي في جامعة تورنتو: «لا يستخدم الأشخاص هذه العملات فعلياً كضمان لقروض العالم الحقيقي. وبهذا فهي مجرد خسائر لكثير من الأموال».

وسيلة للاقتراض

وبالنسبة لمعظم فئات الأصول التقليدية من المتوقع أن تظل قيمتها مستقرة إلى حد ما خلال فترة زمنية معينة، وهذا هو السبب في أنه يمكن استخدام تلك الأصول المملوكة كضمان لاقتراض الأموال.

ويوضح جانز: «ما لم تره في حالة الأصول المشفرة، ببساطة بسبب تقلبها، هو نفس العملية التي يمكنك من خلالها استخدامها لشراء أصول أخرى في العالم الحقيقي أو المزيد من الأصول المالية التقليدية والاقتراض على هذا الأساس، لقد استخدم الناس العملة المشفرة لاقتراض العملات المشفرة الأخرى، ولكن هذا داخل عالم التشفير».

نعم هناك استثناءات؛ فقد حصلت «مايكرو استراتيجي» على قرض مدعوم ب«البيتكوين» بقيمة 205 ملايين دولار في مارس/ آذار من بنك «سيلفر جيت»، الذي يركز على التشفير، ولكن في الأغلب توجد القروض المدعومة بالعملات المشفرة داخل مجال التشفير.

وبحسب مذكرة بحثية حديثة من «مورجان ستانلي» كان مقرضو العملات المشفرة يقرضون في الأغلب مستثمري وشركات العملات المشفرة، وبالتالي فإن المخاطر غير المباشرة لانخفاض أسعار العملات المشفرة ربما تكون محدودة في النظام المصرفي الأوسع نطاقاً بالدولار.

تأثير محدود

يقول الخبراء: «إن تعرض الأسر والمستثمرين العاديين داخل الولايات المتحدة ليس مرتفعاً إلى هذا الحد؛ وعلى الرغم من أن بعض متداولي التجزئة قد تعرضوا لضربة بسبب اتساع عمليات التصفية الأخيرة فإن الخسائر الإجمالية في سوق العملات المشفرة صغيرة، مقارنة بصافي ثروة الأسر الأمريكية البالغة 150 تريليون دولار».

ووفقاً لمذكرة من شركة «جولدمان ساكس» في مايو/ أيار، فإن مقتنيات العملات المشفرة لا تمثل سوى 0.3% من القيمة المالية للأسر في الولايات المتحدة، مقارنة ب33% في الأسهم.

ويعتقد بعض المحللين في «وول ستريت» أن تداعيات مشاريع التشفير الفاشلة أمر جيد لهذا المجال بشكل عام؛ فهو نوع من «اختبار الإجهاد» لإصلاح العيوب في هذا النموذج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"