عادي
المؤسسة تنشئ أول مصنع يُدار ويُشغّل بالكامل من السيدات

«القلب الكبير» توفر 500 فرصة عمل للنساء في صعيد مصر

19:51 مساء
قراءة 6 دقائق

وفد المؤسسة يطلع على سير العمل في المصنع ومركز العمل المجتمعي

605 آلاف دولار تكلفة الإنشاء.. و3 سنوات تأهيل مهني للعاملات

تمكين 500 امرأة في مصر من العبور بحياتهن إلى محطة الأمل

تسويق المنتجات للدول المجاورة وربطها بالأسواق المحلية والدولية

مريم الحمادي: المصنع نموذج لتطوير المشاريع.. وفخورون بالنتائج

صالح السعدي: العلاقات الإماراتية المصرية نموذج يحتذى عربياً

قنا (مصر): إيمان عبدالله آل علي

كشفت «القلب الكبير» المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة ودعم اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، عن توفيرها 500 فرصة عمل في أول مصنع يدار ويشغّل بالكامل من السيدات، حيث وصل عدد العاملات في مصنع الملابس الجاهزة الذي أسسته في عام 2019 في محافظة قنا بصعيد مصر، إلى 426 عاملة وإدارية جميعهن من السيدات اللاتي يقطن في المناطق المحيطة بالمصنع والبلدات المجاورة، حيث بلغ عدد السيدات اللاتي يعملن بنظام الدوام الكامل 142 سيدة، في حين تعمل 284 سيدة بنظام الدوام الجزئي، إضافة إلى 80 موظفة في مركز العمل المجتمعي الذي يؤهل السيدات لدخول سوق العمل. وتسعى إدارة المصنع إلى تسويق منتجاته لعدد من الدول المجاورة في آسيا وإفريقيا، والتي أسهم دعم مؤسسة القلب الكبير في عرضها في الأسواق بأسعار منافسة وجودة عالية في التصنيع، عبر ربط المستفيدين بالأسواق المحلية والدولية، إضافة إلى تعريفهم على موردين آخرين متمرسين في هذا المجال.

ويعمل المصنع حالياً باكتفاء ذاتي يوفر التكاليف التشغيلية كاملة، إضافة إلى تخصيصه نسبة من الأرباح للأعمال والبرامج التطويرية في المصنع؛ من تدريب وتعزيز عوامل السلامة وإضافة معدات ترفع كفاءة وجودة المنتجات التي باتت توزع على العديد من المحافظات المصرية، والواقع أن ثمة 3 سنوات من التأهيل المهني للعاملات سبقت عمليات الإنشاء، وخلال جائحة كورونا بدأ خط إنتاج المشغل ينتج كمامات، ووصل إلى إنتاج 3000 كمامة في اليوم.

وجاء الكشف عن هذه النتائج خلال زيارة إعلامية نظمتها مؤسسة القلب الكبير، إلى مصنع الملابس الجاهزة، وضم الوفد الزائر ممثلين لمؤسسة «القلب الكبير» برئاسة مريم الحمادي مديرة المؤسسة، ورافقه صالح السعدي نائب سفير دولة الإمارات في مصر، كما ضم الوفد ممثلين عن «نماء للارتقاء بالمرأة»، برئاسة ريم بن كرم، وممثلين عن عدد من المؤسسات الإعلامية الإماراتية، إضافة إلى مندوبين عن وسائل الإعلام والصحافة المصرية.

مشاريع مستدامة

وقالت مريم الحمادي: «فخورون بالنتائج الإيجابية التي لمسناها بعد ثلاث سنوات من عمل المصنع، والريادة التي حققها في تأسيس بنية اقتصادية شكلت نموذجاً في تطوير مشاريع استثمارية تنموية، وفخورون أكثر برؤية المصنع ينمو ويتوسع تحت إدارة وإشراف النساء المصريات. فالمصنع الذي بدأ بفكرة طموحة تستند لطاقات وقدرات المرأة المصرية والمجتمع المصري، رسّخ مكانته في السوق المحلية، ويعمل من أجل تلبية الطلب المحلي الذي يتمثل في عقود توريد طويلة الأجل، تجسد مصداقيته وجودة منتجاته العالية والتزام إدارته أمام رواد الاقتصاد المصري».

وأضافت: «نتطلع لأن تؤسس النتائج الإيجابية للمصنع أطر تطوير مشاريع اقتصادية مماثلة، نعمل من خلالها على توسيع نطاق إسهامنا في تعزيز الطاقات المنتجة التي تحفل بها مناطق الريف المصري، بما يحقق رؤى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في تعزيز تمكين المرأة وتطوير مهاراتها، ودعم مساهمتها بالنهوض بالمجتمعات المحلية».

النهج الإنساني

بدوره أكد صالح السعدي، نائب سفير دولة الإمارات لدى مصر أن «العلاقات الإماراتية المصرية تعد نموذجاً يحتذى في العلاقات العربية، وهي علاقة متميزة وقائمة على الاحترام المتبادل منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة».

وأشاد السعدي بمبادرات ومشاريع مؤسسة القلب الكبير في جمهورية مصر العربية وتنظيمها ومتابعتها المتواصلة، مؤكداً أن أي دعم إنساني للفئات والمناطق المستحقة في جمهورية مصر من المؤسسات الإماراتية، هو دعم من الأشقاء للأشقاء، وأن مصر تمتلك عقولاً ومواهب علمية وإبداعية ومهنية وحرفية لا تقدّر بثمن، وأي استثمار فيها كبيراً كان أم صغيراً، فهو استثمار في تنمية شعب دولة تشكل صمام أمان واستقرار منطقتنا العربية.

26 حرفة

وأكدت د. هبة أحمد، المديرة التنفيذية لبرنامج نداء، أن الهدف الأساسي من نداء هو تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للسيدات، وتم الوصول إلى 70 قرية في قنا، وتوجد مشاريع في التمكين منها الزراعة والخياطة والحرف، وتم اعتماد 26 حرفة، وتدريبهن على تلك الحرف، وفعلياً التمكين الاقتصادي عرف المرأة بقيمتها سواء في الجانب المعيشي أو المعرفي، ونختار القرى بتركيز كبير حتى يصل الدعم للمحتاجين.

حكاية 500 امرأة مصرية

حكاية نسجت بحروف من الإنسانية بدأت من الشارقة؛ من «القلب الكبير» التي احتضنت آلام الشعوب، لتكون السند والأمل، وتكون بداية جديدة لرحلة عمل، عبر تمكين 500 امرأة في مصر، للعبور بمحطات جديدة من الأمل، وترسيخ العطاء بأجمل صورة.

رحلة طويلة وصعبة ملأى بالتحديات، بدأت خيوطها بفكرة، وتجسدت على أرض الواقع لتصبح كياناً متكاملاً ومشروعاً عظيماً غيّر من واقع سيدات عربيات.. مشروع مصنع الملابس الجاهزة ومركز العمل المجتمعي، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل أثّر في أسرهن لينعكس على المجتمع.

نعم، رحلة تمكين امرأة يؤثر في أسرة ومجتمع، وهذا ما تجسده الشارقة بمشاريعها الإنسانية في مصر، عبر مؤسسة القلب الكبير التي تحمل من اسمها معاني عميقة، وتعكس ذلك على الواقع بمشاريع تنفّذ، ومبادرات تعمم، وعطاء لا يتوقف ولا ينتهي.

في محطتنا الأولى في مصر في المركز المجتمعي، كان الأمل عنوان المشهد، والسعادة سيدة الموقف، والعمل عادة يومية، والعطاء منبعاً للحياة، في كل زاوية من المركز امرأة تعمل بشغف، وكخلية نحل تعمل السيدات في تصنيع منتجات مختلفة تحمل شعارهن، وتنسج بخيوط الأمل، وتباع برحيق الإنسانية.

ومركز العمل المجتمعي أسسته «القلب الكبير» في عام 2017، بالتعاون أيضاً مع المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (نداء)، ويضم مركزاً للتدريب والتشغيل المهني للسيدات، ومركزاً لمحو الأمية، ويعمل فيه أكثر من 80 سيدة بنظامي العمل الكامل والجزئي. وشكّل المركز نواة العمل الإنساني لمؤسسة «القلب الكبير» في صعيد مصر.

وأكدت إحدى السيدات أن انضمامها للمركز أسهم في تحسين وضعها، ودعمها حتى تتمكن من اكتساب حرفة تعينها على رحلة الحياة، وشاركتها زميلتها الحديث موضحة أن مبادرات القلب الكبير، كبيرة، وانعكست إيجابياً على حياتهن.

أما تجربة إيمان فقد كانت مختلفة، حيث بدأت التعليم في محو الأمية، وأكملت دراستها وأصبحت مدربة للنساء، وتسهم في تمكين سيدات أخريات، وتدرّبهن على القص والخياطة، لتتحول من امرأة لديها موهبة بسيطة إلى سيدة تتقن حرفة، و امرأة عاملة ومدربة تسهم في تحسين واقع أخريات.

مصنع الملابس الجاهزة

وفي جولة في مصنع الملابس الجاهزة، كانت السيدات غارقات في العمل بشغف، متّخذات من الإتقان عنواناً لمشاريعهن، والجودة شعارهن، حتى أصبحن قادرات على تصدير منتجاتهن، والاستدامة في العمل ليبقى المشروع قادراً على تغطية تكاليفه، والعمل على التحسين والتطوير، من أجل التوسعة واستيعاب نساء أخريات.

ووصلت تكلفة مصنع الملابس الجاهزة الذي أطلقته مؤسسة القلب الكبير في صعيد مصر 605 آلاف دولار، على مساحة 500 متر مربع، وأسندت تنفيذه إلى «المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة» (نداء)، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك ضمن مساعي المؤسسة التنموية المتواصلة في المنطقة، والتي شملت برامج تدريب مهني تسعى إلى تمكين المرأة وتزويدها بالمهارات اللازمة للانضمام إلى صفوف القوى العاملة المنتجة. وبدأ المصنع بتوظيف 30 سيدة، وسعى خلال الفترة الماضية إلى تنظيم برامج تدريبية وتطويرية للوصول إلى النتائج الحالية، حيث بلغ عدد المستفيدين غير المباشرين من تشغيل المصنع أكثر من 2,300 شخص، بمن فيهم عائلات وأقارب العاملات.

ويعتبر المصنع الذي أقيم في منطقة قريبة من سكن العاملات لتسهيل عمليات التنقل، أول مصنع للملابس الجاهزة المعدة من مواد قابلة للتصدير في منطقة قوص شبه الصحراوية في صعيد مصر، وتم تصميم المصنع ليكون مصدراً للدخل المستدام للأسر المستفيدة، وتم إنشاء 12 حضانة حول المصنع لرعاية أبناء العاملات، مما أدى إلى زيادة إقبال السيدات والفتيات على العمل في المصنع، واكتساب تشجيع ومساندة عائلاتهن. واللافت أنه تم تنفيذ هذا المشروع ليكون قريباً من منازل المستفيدين، تماشياً مع طبيعة المجتمع المحافظ في صعيد مصر الذي لا يسمح للنساء بالعمل بعيداً عن منازلهن.

وأكدت إحدى المستفيدات أن المشروع هيأ لهن بيئة عمل آمنة تناسبهن، حيث يتميز بقربه من سكنهن، وذلك ساعد السيدات على الانضمام للمشروع، وضمان مصدر دخل إضافي لعائلاتهن في محافظة قنا، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للنساء، وتشجيع السيدات والشابات على البدء في مشاريعهم الصغيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"