عادي
فهد الحساوي الرئيس التنفيذي ل «الاتصالات المتكاملة» لـ "الخليج":

الإمارات تمتلك واحدة من أفضل شبكات الاتصالات عالمياً

23:14 مساء
قراءة 8 دقائق
دو تواصل الاستثمار في شبكات الجيل الخامس

دبي: حمدي سعد
أكد فهد الحساوي الرئيس التنفيذي لشركة «الإمارات للاتصالات المتكاملة» أن حكومة الإمارات أدركت منذ وقت مبكر أهمية الاستثمار في البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، انطلاقاً من إدراكها للدور الذي يلعبه القطاع في دعم الاستراتيجيات والأجندة الوطنية للدولة، وأهدافها على المدى البعيد.

قال الحساوي ل«الخليج»: رداً على مدى استطاعة دولة الإمارات المحافظة على تصدر مشهد قطاع الاتصالات في المنطقة ومرتبة عالمية مميزة بالقطاع، أولت الحكومة أهمية استثنائية لاستقدام وتبني أحدث الحلول والتقنيات الناشئة، وضمان خلق بيئة مواتية لتأسيس الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، ما أسهم بشكل كبير في دفع عجلة التحول الرقمي على امتداد الدولة.

وأضاف أن العامل الرئيسي وراء مواصلة دولة الإمارات ريادتها العالمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يكمن في المتابعة الحثيثة من القيادة الرشيدة، وتوجيهاتها المستمرة بضرورة مواكبة أحدث الاتجاهات في مجال التكنولوجيا بما يعود بمزيد من الخير والازدهار على شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، ويرتقي بجودة حياة الإنسان.

كانت الإمارات الأولى على مستوى المنطقة التي تقدم شبكات الجيل الثالث والرابع للهاتف المتحرك. كما شكل إطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2013، حكومة الإمارات الذكية نقطة تحول حقيقية في مسيرة الدولة نحو المستقبل الرقمي من خلال الاعتماد على التقنيات الناشئة في توفير الخدمات الحكومية في أي وقت وأي مكان من خلال الهواتف والأجهزة الذكية والتطبيقات الحديثة، وأوضح الحساوي، أنه وفقاً لمؤشر الجاهزية الشبكية للعام 2021، الذي يقيس قدرة الاقتصادات على توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، لزيادة تنافسيتها وتطورها، احتلت دولة الإمارات المركز الأول عربياً وال 26 عالمياً، وتمتلك دولة الإمارات اليوم واحدة من أفضل شبكات الاتصالات على مستوى العالم، ومنذ انطلاق خدماتنا في دولة الإمارات في عام 2007، حرصنا في دو على المساهمة بدور حيوي في دعم جهود حكومة الإمارات وترسيخ ريادة الدولة في قطاع الاتصالات من خلال تطوير وتوفير تقنيات اتصال حديثة ساهمت على نحو ملحوظ في تعزيز جودة وكفاءة الخدمات الحكومية وتمكين الناس من التواصل على نحو سلس وموثوق ودعم مجتمعات الأعمال وتمكينها من النمو والازدهار.

تحديات القطاع

وعن أبرز التحديات المتعلقة بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الدولة حالياً وكيف يمكن التغلب عليها؟ قال الحساوي: لا شكّ في أن العالم يتجه اليوم بشكل متزايد نحو تبني الأدوات والمنصات الرقمية، وهو ما يفرض تحديات يمكن تلخيصها في تحديين رئيسين: التحدي الأول في مدى قدرة مزودي حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومشغلي خدمات الاتصال على مواكبة المتطلبات الجديدة والمتسارعة وتقديم حلول تتناسب مع تطلعات العملاء من الأفراد والمؤسسات عبر القطاعين العام والخاص. وتحتاج شركات الاتصال اليوم إلى التركيز بشكل أكبر على إزالة الحدود بين العالمين المادي والرقمي من خلال خلق وتوفير تجارب سلسة عبر مختلف قنوات التواصل مع العملاء، هذا إضافة إلى تعزيز مستويات المرونة والقدرة على الاستجابة بشكل سريع للمتغيرات.

التحدي الثاني

أما التحدي الثاني الذي يواجهه القطاع اليوم؛ فيتمثل في الاختراقات والتهديدات الإلكترونية التي يشهدها الفضاء الرقمي. فمع تزايد وتيرة اعتماد القنوات والمنصات الرقمية، تزداد احتمالية وجود ثغرات إلكترونية يمكن استغلالها لإلحاق أضرار قد تكون بالغة بالجهات الحكومية والشركات والمؤسسات عبر قطاعات عدة. ونواصل في دو مساعينا الرامية إلى تقديم الدعم لعملائها من المؤسسات والجهات الحكومية لمساعدتها على مواكبة متطلبات الاقتصاد الرقمي، بما في ذلك متطلبات الأمن السيبراني من خلال التأكد من جودة وكفاءة البنية التحتية الرقمية وتمتعها بالمستوى المطلوب من الحماية، وكنا قد أعلنا في شهر يونيو/ حزيران من العام المنصرم عن إطلاق مركزنا الجديد للدفاع والأمن الإلكتروني بالشراكة مع «ويبرو»؛ حيث يهدف المركز إلى تقديم الدعم للشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص لحمايتها من التهديدات والهجمات الإلكترونية، فضلاً عن تعزيز مرونتها وقدرتها على التنبؤ والكشف عن التهديدات والمخاطر الإلكترونية وتحليلها والاستجابة لها والتخفيف من حدتها على نحو سريع وفعّال على مدار الساعة. ويستند المركز في عملياته إلى حالات استخدام مثبتة، كما تم تزويده بأحدث التقنيات الرائدة تحت إشراف فريق عالمي من الخبراء والباحثين والمحللين الأمنيين الذين يتمتعون بخبرات واسعة في مجال الأمن السيبراني.

توقعات النمو

وعن توقعاته حول نمو وازدهار قطاع تقنية المعلومات خلال 2022 مقارنة بعام 2021 أشار الحساوي إلى أنه وبعد التحولات التي شهدناها على مدار العامين الماضيين والتي كان لها تداعيات كبيرة على الأسواق، انعكس الانتعاش في الاقتصاد العالمي منذ أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي على آفاق النمو في دولة الإمارات، كما أظهر سوق الاتصالات أيضاً علامات إيجابية لتحقيق معدلات نمو معتدلة، وفي عام 2022، نتوقع استمرار مسار النمو هذا ولا سّيما مع استمرار تطور منظومات الاتصال الرقمية بوتيرة متسارعة، إضافة إلى استمرار توجه الشركات نحو تسريع وتيرة تحولها الرقمي من خلال اعتماد نماذج العمل الهجين ورقمنة العمليات واعتماد حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الحلول السحابية وخدمات مراكز البيانات وحلول الأمن السيبراني. كما نتوقع استمرار الطلب من جانب الشركات عبر مختلف القطاعات على التقنيات الناشئة مثل الحلول المدعومة بتقنية الجيل الخامس والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة للبيانات.

تعافي القطاع

وعن مدى مواصلة قطاع تقنية المعلومات المساهمة الفاعلة في تعافي الاقتصاد الإماراتي خلال 2022 قال: بكل تأكيد سيستمر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لعب دوره كمحرك وداعم رئيسي لعجلة الاقتصاد الإماراتي، كونه يشكل الركيزة الأولى والأساسية التي تستند إليها جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى، وقد لاحظنا كيف ساهم القطاع في ضمان استمرارية الأعمال والعملية التعليمية خلال العامين الماضيين وحتى الآن، خاصةً في ظل التحديات التي واجهت القطاع على الصعيد العالمي، إلا أن قطاع الاتصالات في دولة الإمارات أثبت مرونته وقدرته على التعامل مع التحديات والمتطلبات الجديدة نظراً لما يتمتع به من بنية تحتية رقمية متطورة.

ونعمل في هذا الإطار على مواصلة خططنا الاستراتيجية لتطوير ونشر أحدث شبكات الاتصال والتقنيات الجديدة التي يمكنها إرساء أسس متينة لقطاعات الأعمال المستقبلية والمساهمة في نمو اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا إلى جانب رفد السوق الإماراتية بمنتجات وخدمات جديدة ومبتكرة، والتأكد من حصول عملائنا ومجتمعات الأعمال على أفضل خدمات وتقنيات الاتصال، إضافة إلى دعم وتسريع برامج التحول الرقمي، وكنا قد افتتحنا مؤخراً بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي مركز الأعمال الذكي الذي يهدف إلى تقديم خدمات ذات قيمة مضافة للعملاء من الشركات والتي جرى تصمميها لتسهيل مزاولة الأعمال وتعزيز رضا وسعادة الجمهور بمختلف شرائحه. ويأتي إطلاق هذا المركز في إطار حرصنا على دعم مبادرات الحكومة الرشيدة في مجال تطوير خطوات التحول الرقمي وإطلاق مبادرات ذكية، تسهم في تعزيز تنافسية واستدامة قطاعات الأعمال بإمارة دبي، إضافة إلى ترسيخ مكانة دبي؛ منصة مثالية للتوسع واستدامة الشركات الإقليمية والعالمية. ويمكن للمتعاملين من خلال مركز الأعمال الذكي الحصول على مجموعة متنوعة من خدمات وحلول الاتصال من دو المصممة لمساعدتهم على إطلاق شركاتهم ومتابعة طموحاتهم من خلال بوابة رقمية شاملة ذات واجهة استخدام سلسة.

إنفاق القطاع الخاص

وحول قدرة القطاع الخاص في الإمارات على تبني حلول الاتصالات وتقنية المعلومات الحديثة وبصورة فاعلة أم أن القطاع يظل بحاجة إلى زيادة الاستثمار في الإنفاق خلال 2022 قال الحساوي: لا شكّ أن السنوات الماضية شهدت توجهاً متزايداً من جانب شركات القطاع الخاص نحو الاستثمار في تبني الخدمات والمنصات الرقمية وحلول وتقنيات الاتصال الحديثة، نظراً لما توفره من فوائد وإمكانات متعددة الجوانب والمستويات، وقد شهد الطلب على خدمات وتقنيات الاتصال خلال العامين الماضيين ارتفاعاً قياسياً نتيجة التحولات غير المسبوقة التي دفعت الشركات والمؤسسات عبر مختلف القطاعات لنقل عملياتها وخدماتها بالكامل إلى المنصات الرقمية بين عشية وضحاها، ونعتقد أن هذا الزخم الاستثماري سيستمر خلال العام الحالي والسنوات القادمة وخاصة من جانب الشركات التي تسعى إلى خلق تجارب جديدة ومبتكرة لعملائها.

تكنولوجيا الجيل الخامس

وتتمتع تكنولوجيا الجيل الخامس بإمكانات هائلة ستعزز تجارب وجودة حياة السكان إضافة إلى دعم مجتمعات الأعمال. وستسهم التقنية الجديدة في تعزيز مؤشرات الابتكار ليس فقط في قطاع الاتصالات وإنما عبر كافة قطاعات الأعمال الأخرى بفضل المزايا العديدة التي تتمتع بها مثل الطاقات الاستيعابية الضخمة والسرعات الفائقة في نقل المعلومات والبيانات.

وستساهم هذه التقنية في دفع عجلة التحول الرقمي للأنظمة والخدمات في القطاعين العام والخاص، ما يتيح ابتكار المزيد من التطبيقات والخدمات الجديدة التي ستسهم في تعزيز التحول الذكي على جميع الأصعدة.

وعن تقييمه لأكثر القطاعات إنفاقاً على تقنية المعلومات والاتصالات خلال 2022 أشار الحساوي إلى أن معظم القطاعات في الحقيقة تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على حلول وتقنيات الاتصال لضمان استمرارية عملياتها وتلبية متطلباتها خلال رحلة التحول نحو الاقتصاد الرقمي وباعتقادنا أن قطاعات الخدمات المالية والرعاية الصحية والتجزئة والضيافة إضافة إلى قطاعي التصنيع والعقارات تتصدر مشهد الاستثمار في التقنيات الرقمية.

مركز إقليمي وعالمي

وعن رؤيته لتحول الإمارات لمركز إقليمي وعالمي لمراكز البيانات وزيادة الطلب على تخزين البيانات عبر السحابة قال الرئيس التنفيذي لشركة «الإمارات للاتصالات المتكاملة»: لم يكن تحول دولة الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي لمراكز البيانات محض صدفة، وإنما جاء نتيجة منطقية للمكانة المرموقة التي تتمتع بها الدولة عالمياً في مجالات عدة، ويشكل تأسيس العديد من الشركات المحلية والعالمية مراكز بيانات في دولة الإمارات دليلاً ملموساً على مدى التقدم الذي أحرزته الدولة على صعيد خلق بيئة جاذبة للاستثمار وتعزيز جودة وكفاءة البنية التحتية الرقمية، وتشكل الخدمات السحابية ركيزة أساسية للشركات والمؤسسات التي تسعى إلى مواكبة متطلبات الاقتصاد الرقمي وتعزيز مكانتها في ظل المستوى الكبير من التنافسية في السوق، ونلاحظ مؤخراً تحول عدد أكبر من الشركات عبر مختلف القطاعات نحو اعتماد التقنيات والخدمات السحابية، نظراً لما توفره من فوائد مثل خفض التكاليف وتحسين كفاءة العمليات وتعزيز مستويات المرونة والابتكار والحماية، وكنا قد أعلنا مؤخراً تدشين مركزي بيانات جديدين في كل من أبوظبي ودبي، بهدف تزويد الشركات في جميع أنحاء الدولة بأحدث حلول وتقنيات البنية التحتية الرقمية والسحابية.

مركزان جديدان

وسيعمل مركزا البيانات الجديدان في كل من منطقة خليفة الصناعية بأبوظبي (كيزاد) وواحة دبي للسيليكون على دعم تطلعات العملاء ومساعدتهم على تلبية متطلبات التحول الرقمي وتسريع اعتماد وتبني الحلول والتقنيات التي تتميز بمستوى عالٍ من المرونة والكفاءة والأمان وقابلية التطوير بما يتماشى مع متطلبات الأعمال، وينسجم افتتاح المرفقين الحديثين مع جهودنا لتوسيع نطاق عملياتنا وحضورها في مجال حلول مراكز البيانات بما يتيح لها تزويد الشركات العاملة في دولة الإمارات بالبنية التحتية التقنية التي تحتاج إليها في ظل التطورات التي يشهدها العالم الرقمي، ومن الأمثلة المتميزة على جهودنا في مجال الخدمات السحابية، نجحت منصة «دبي بالس» التي أطلقها مكتب دبي الذكية بالشراكة مع «دو» في تسهيل وصول الأفراد والشركات والجهات الحكومية إلى خدمات المدينة وبياناتها بفضل ما تتمتع به من مستوى عالٍ من الأداء والمرونة والأمان، كما أثبتت المنصة كفاءتها كنظام تشغيل رقمي يواكب متطلبات المستقبل ويلبي احتياجات كافة شرائح وفئات المجتمع، وبالنظر إلى ازدياد الطلب على المزايا والإمكانات التي توفرها السحابة في بيئات التشغيل المتطورة، نؤكد في دو التزامنا بدعم عملائنا في رحلتهم للانتقال إلى عالم الخدمات السحابية معتمدين في ذلك على مواردنا وخبراتنا الواسعة بما يضمن لهم تحقيق أهدافهم المنشودة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"