عادي

علي عبدالخالق.. أغنية واقعية على ممر السينما العربية

21:53 مساء
قراءة 3 دقائق
من فيلم إعدام ميت للمخرج علي عبدالخالق
من فيلم الكيف للمخرج علي عبدالخالق
صورة علي عبدالخالق

الشارقة: مها عادل

تعتبر إبداعات المخرج السينمائي المصري علي عبدالخالق من أهم العلامات الفارقة بسجل السينما المصرية، فهو واحد من أبرز مخرجي فترة الثمانينات، ويمثل أحد أعمدة سينما الواقعية الجديدة التي حمل لواءها مجموعة كبيرة من المخرجين المتميزين بهذه الفترة الثرية بتاريخ السينما المصرية مثل: عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة وغيرهم من المبدعين الذين حفروا بصماتهم السينمائية بوجدان الشعوب العربية جميعاً.

تميز المخرج علي عبدالخالق بأسلوب خاص في تناول القضايا المجتمعية بأسلوب واقعي مشوق يخلو من الاصطدام بمشاهد القبح بالواقع إن جاز التعبير، ولكنه حرص بأفلامه المهمة على تناول القضايا التي تشغل المجتمع والإنسان البسيط والطبقة المتوسطة على حد سواء، من دون إزعاج عين المشاهد بما يصدمه، بل على العكس برع المخرج الفنان في تقديم الحياة الواقعية ومشاكلها وتناقضاتها في إطار محبب من الصورة الطبيعية للأماكن المفتوحة والطبيعة المسالمة لحد بعيد، وقدم للسينما ما يزيد على 37 فيلماً، أبرزها وأكثرها شعبية ونجاحاً، أفلام «العار» و«الكيف» و«جري الوحوش» و«أغنية على الممر» (أول أفلامه الروائية)، و«أربعة في مهمة رسمية» و«الوحل» و«اغتصاب» و«الجنتل» و«البيضة و الحجر» و«يوم الكرامة» و«إعدام ميت» «بئر الخيانة» و«السادة المرتشون» و«مدافن مفروشة للإيجار» و«شادر السمك» و«عتبة الستات» وغيرها الكثير.

ارتبطت أعمال علي عبدالخالق بكتابات السيناريست المبدع محمود أبوزيد، حيث شكلا سوياً «دويتو» ثنائياً ناجحاً بالسينما، حيث اشتركوا في عمل الكثير من الأفلام البارزة، وتميزت الأفلام التي تشاركوا بها ببراعة وخصوصية الديالوج والحوار بين أبطال العمل، لدرجة جعلت من الديالوج والحوار الطويل بأفلامهم بطلاً رئيسياً بالعمل بمفرداته المؤثرة والمنتقاة بعناية والموظفة بحرفية لا تصيب المشاهد بالملل ولا تدفعه بعيداً عن الأفكار الفلسفية العميقة التي تتناولها هذه الأفلام بأسلوب عفوي بسيط قريب من لغة وفكر المشاهد وتعلق بذاكرته، غالباً ما تناقش قضايا مجتمعية تتعلق بالمعتقدات السائدة بالمجتمع والأفكار الشائعة وتوضيح الصواب والخطأ بها ومناقشة الحلال والحرام أيضاً في نظر العامة والمثقفين، وخير مثال على هذه النوعية من الأفلام التي يشكل بها الديالوج والحوار الطويل بطلاً رئيسياً في تقريب الفيلم للمشاهد بأسلوب سينمائي مشوق ومتفرد أفلام: «جري الوحوش»، و«العار»، و«الكيف»، و«البيضة والحجر»، و«عتبة الستات» وغيرها.

كما اهتمت سينما علي عبدالخالق بالتعبير عن البطولات الوطنية المصرية وملحمة حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر وتناول ببعض أفلامه موضوعات من ملفات المخابرات المصرية، حيث أخرج في الثمانينات فيلمين عن عمليات مخابراتيه مصرية مهمة هما: إعدام ميت وبئر الخيانة ونسب إليه إخراج فيلم وثائقي و«بدأت الضربة الجوية» الذي يتناول أحداث ما قبل حرب أكتوبر 1973، كما قدم واحداً من أهم أفلامه عن فترة الاستنزاف وهو الفيلم لشهير «أغنيه على الممر» 1972م.

كما قدم المخرج علي عبدالخالق 4 أفلام من تأليفه، أبرزها أربعة في مهمة رسمية وشارك ببطولة فيلم واحد من إخراجه هو فيلم «الكافيير»، وتميز المبدع الكبير بنظرته الثاقبة لقدرات الممثل بأفلامه وقدرته على اكتشاف نمط جديد ومختلف بأدائه، غيَّر به المستقبل الفني لكثير من النجوم أبرزهم النجم محمود عبدالعزيز الذي حوله من أدوار الرومانسية لأدوار الكوميديا الرصينة النابعة من الشخصية والموقف خاصة عندما قدمه بفيلم الكيف بشخصية غيرت رؤية المخرجين والمنتجين له وفجرت طاقاته الكوميدية والغنائية وقدم به أغنيات برع محمود أبوزيد في صياغتها لتعيش بوجدان المشاهد للأبد.

المخرج الكبير علي عبدالخالق من مواليد 9 يونيو 1944، درس بالمعهد العالي للسينما قسم إخراج، وقدم للسينما والتلفزيون أعمالاً فنية مهمة تزخر بها ذاكرة السينما. وعقب تخرجه في المعهد العالي للسينما عام 1966 عمل مساعداً لفترة ثم اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية، ومن أشهر هذه الأفلام فيلمه التسجيلي «أنشودة الوداع» الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة ومنها الجائزة الثانية من مهرجان «ليبزج» السينمائي بألمانيا، كما حصل فيلمه «السويس مدينتي» على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام التسجيلية عام 1970.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4x5vns2m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"