عادي
قيادات إعلامية خلال أول أيام منتدى الإعلام العربي في دبي:

صناعة الإعلام قادرة على مواجهة التحديات والتكيف مع التكنولوجيا

21:22 مساء
قراءة 5 دقائق
  • - بيار الضاهر: الوسائل الإعلامية بلا منصات رقمية مصيرها إلى زوال
  • - نارت بوران: وسائل التواصل الاجتماعي جاءت لتبقى وعلينا التعايش
  • - ألبرت شفيق: صناعة الإعلام ستظل قوية بالمحتوى مهما تعددت المنصات

دبي: «الخليج»

أكد رؤساء وقادة مؤسسات إعلامية عربية كبرى، قدرة صناعة الإعلام على مواصلة حضورها وتأثيرها القوي في الساحة الإعلامية، رغم ما تواجهه من تحديات ومخاطر في ظل انتشار منصات ووسائل التواصل الاجتماعي، والمتغيرات التقنية السريعة، وما أحدثته من تغيرات عميقة في معايير العمل الإعلامي.

وأجمع المتحدثون في جلسة «صناعة الإعلام.. هل لها مستقبل؟» ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة العشرين من منتدى الإعلام العربي، وشارك فيها بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC، ونارت بوران، الرئيس التنفيذي للشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية، وألبرت شفيق، رئيس قطاع التلفزيون في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأدارتها الإعلامية مهيرة عبدالعزيز، على أن الإعلام التقليدي بإمكانه الصمود والتكيف مع المتغيرات المتسارعة، رغم خسارته لنسبة ملحوظة من المهتمين بمتابعة برامجه، خاصة الإخبارية، لصالح وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل اليوم مكتبة ضخمة محمولة في أجهزة الهواتف المتحركة، ويمكن الوصول إليها واستخدمها في أي وقت.

وفي بداية الجلسة، استعرض المشاركون تأثير المنصات الرقمية على صناعة الإعلام بشكل عام، وتوجهها بشكل أكبر إلى البرامج الترفيهية، المسلسلات والدراما أكثر من البرامج التقليدية، حيث أشار الضاهر، إلى أن المنصات الرقمية تعزز صناعة الإعلام وهي مكتبة محفوظة على جهاز الهاتف لمشاهدة البرنامج الذي يريده الشخص في أي وقت إضافة إلى إمكانية متابعة البث المباشر للأحداث، مؤكداً أن المؤسسات الإعلامية التي لا تبادر بتبني المنصات الرقمية بأن تكون جزاءً من هيكلها التشغيلي، سيكون مصيرها إلى زوال.

التخوفات والفرص

وأشار بيار الضاهر إلى تخوف أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية في البداية من ظهور المنصات الرقمية وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع مرور الوقت اكتشف الجميع أنها طريقة لتوصيل المحتوى بشكل مختلف، أتاحت فرصاً أكثر للمشاهد لمتابعة العديد من الأحداث من أي مكان وفي أي زمان، لافتاً إلى أنها باتت جزءاً من الإعلام وصناعة المحتوى، وأن «السوشيال ميديا» وسيلة من هذه الوسائل العديدة، بغض النظر عن المنصة المعروضة عليها.

من جهته أكد ألبرت شفيق، أن صناعة الإعلام ستظل قوية ب«المحتوى» مهما تعددت الوسائل والمنصات، مشيراً إلى أن الوسائل الإعلامية في عصر التكنولوجيا تتعدد وتتنوع بطريقة أسرع وأكبر، لكن سيظل المحتوى هو سيد الموقف، وقال: «لدينا أنواع كثيرة من الإعلام، منها الترفيهي والخبري الذي تستخدمه منصات ووسائل كثيرة، بالتالي مهما تعددت الوسائل فاعتقد أن وسائل الإعلام كصناعة ستظل قوية بالمحتوى».

منصات التواصل باقية

بدوره قال نارت بوران إن منصات التواصل الاجتماعي جاءت لتبقى وعلينا التعايش معها، مشيراً إلى أن هذه الوسائل فرضت في الفترة الأخيرة تحديات كبيرة أمام صناعة الإعلام التي تعيش حالياً أوقاتاً صعبة من ناحية ابتعاد الجمهور أكثر عن متابعة الأخبار والاغتراب عن الإعلام، مشيراً إلى دراسات حديثة أظهرت تراجعاً في مستويات متابعة الجمهور للأخبار على الشاشات الإعلامية، مقابل زيادة في «السوشيال ميديا» والمنصات الرقمية، وامتداد ذلك للتأثير في الوسائل التقليدية كالصحف الورقية، ما دفع المؤسسات الإعلامية إلى ابتكار البرامج الإخبارية ذات الصبغة الترفيهية أو الوثائقية أو التحليلية، واستخدام الأدوات التي يمكن أن تترك تأثير في المشاهد عبر كافة الوسائل، وليس فقط في التلفزيون، وهذا كان له أثر في كل المستويات، خاصة التجارية، وجعل المؤسسات الإعلامية تعيد التفكير في نموذجها التشغيلي وتغيير طريقتها، لإنتاج المحتوى وإدارة مواردها المالية.

وتطرق بوران إلى تحكم شركات التكنولوجيا العالمية في مداخيل الإعلانات على المنصات الرقمية، وتأثير ذلك في دخل المؤسسات الإعلامية التي تصنع المحتوى، لافتاً إلى أهمية الوصول إلى تفاهمات مع هذه الشركات من قبل الحكومات، لدفعها إلى مشاركة حصة من الدخل مع المؤسسات، كما حدث في استراليا ودول أخرى من العالم.

من جهته، رأى ألبرت شفيق أن المنصات التي ظهرت في الفترة الأخيرة كانت تقوم على توفير محتوى فقط بدون إعلانات، بهدف الحصول على أعداد متزايدة من المتابعين، مشيراً إلى أن جميع هذه المنصات استغلت فترة الجائحة بشكل جيد، لكنها بدأت في التراجع حالياً وبدأت تتجه إلى الإعلانات، بهدف الربحية لمساعدتها على الاستمرارية، بخلاف وسائل الإعلام التقليدية التي تعتمد على الدخل الثابت من الإعلانات، ولذا بدأت في خلق أدواتها الخاصة التي تمكنها من جلب إيرادات أخرى للوسائل التقليدية للتعايش بشكل أطول.

صناعة المحتوى

وشدد شفيق على أن الصناعة الإعلامية هي صناعة محتوى، والفترة المقبلة ستشهد تغيرات كبيرة على مستوى هذه المنصات، لافتاً إلى أن جائحة كوفيد-19 أظهرت هذه المنصات بقوة، وفي نفس الوقت دفعت الوسائل التقليدية، لإعادة التفكير في المنافسة مع المنصات الجديدة.

وأشار إلى أن صناعة الإعلام تواجه تحديات طوال الوقت مع التكنولوجيا المتسارعة، لكن الأمر في نهايته يدور حول المحتوى الذي ستكون وسيلة إيصاله متغيرة، لافتاً إلى أنه غير قلق رغم تراجع المحتوى الخبري، طالما كان هناك بديل وطلب أكبر على المحتويات الأخرى، وكذلك في ضوء قدرة القطاع على التكيف مع كل ما هو جديد.

نموذج تشغيلي

واتفق نارت بوران مع ما ذهب إليه ألبرت شفيق بأن وسائل التواصل الاجتماعي والجائحة دفعت المؤسسات الإعلامية، لابتكار نموذج تشغيلي مختلف، مؤكداً أن الوسائل التقليدية لن تختفي، لكن النموذج التشغيلي للشركات هو الذي قد يتغير، وهذا ما شهدناه خلال فترة الجائحة التي فتحت الباب أمام إجراء المقابلات مع الضيوف من بيوتهم عبر تقنيات الاتصال عن بعد، وكذلك إمكانية عمل جزء من فريق العمل من المنزل، ما دفع المؤسسات الإعلامية للتفكير في تغير في أسلوب التشغيل.

وأكد بوران أن الدرس الثاني الذي استفادة الإعلام من هذه التحولات وأزمة كوفيد-19 هو إعادة تأكيد أن ابتكار وصنع المحتوى هو الأولوية، خاصة أن الأخبار لم تعد بنفس الأهمية، فيمكن توصيل الرسائل الإخبارية والتوعية عبر وسائل أخرى، مثل تيك توك.

يُشار إلى أن «منتدى الإعلام العربي» الذي ينظمه «نادي دبي للصحافة» يجمع في دورته العشرين أكثر من 3000 مشارك من الساسة والمسؤولين وقيادات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، وكِبَار الكُتَّاب والمفكرين، والمثقفين والمعنيين بصناعة الإعلام في المنطقة، في نسخة استثنائية احتفاءً بمرور عقدين على تأسيس الحدث الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22djxrs3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"