عادي

كوميديا اجتماعية راقية في «فضل ونعمة» بدور العرض الخميس

19:17 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: مها عادل

يعتبر الفيلم المصري «فضل ونعمة» الذي تنطلق عروضه بدور السينما، الخميس، من فئة الكوميديا الاجتماعية رفيعة المستوى، فقد تضافرت به كل عوامل الوصول لعقل ووجدان الأسرة العربية، فهو يناقش قضية عائلية مهمة في إطار كوميدي تشويقي منضبط الإيقاع والمعايير السينمائية اللازمة لنجاح العمل السينمائي.

خلال العرض الخاص الذي نظمته سينما ريل بدبي مول، الثلاثاء، بدا جلياً ملامح نجاح الفيلم، وقدرته على تلبية احتياجات وأذواق شريحة واسعة من الأعمار والجنسيات العربية التي حضرت الطرح الأول للفيلم واستقبلته بحالة من التفاعل والإعجاب والضحك الجماعي، كما شكلت الترجمة باللغة الإنجليزية للفيلم فرصة لكل الجنسيات للتفاعل معه والتأثر به.

الصورة

يجسد الفيلم محاولات أب وأم للمضي قدماً بمستقبل أسرتهما المكونة من 4 أفراد، أب وأم، وفتاة مراهقة، وصبي، ومن خلال محاولاتهما المستميتة لتحويل إحباطاتهما إلى نجاحات من خلال التفكير بأساليب مختلفة للخروج من أزماتهما المالية والمعنوية والعائلية، يقع هذان الزوجان في العديد من المواقف الدرامية الساخرة التي تجمع بين الكوميديا والإثارة، والتي تنجح في إبقاء المشاهد في حالة من الترقب المستمر للمقالب الأخرى التي سيضعان نفسيهما فيها.

1

يتقاسم الفنانان ماجد الكدواني وهند صبري بطولة الفيلم، ويشكلان سيمفونية متناغمة من حيث الأداء التلقائي والراقي، حيث يتبارى أبطال الفيلم في الأداء الكوميدي الرصين المعتمد على كوميديا الموقف، ويخلو من أي ابتذال، أو خروج عن العادات والتقاليد، بما يسمح لكل أفراد الأسرة بتمضية فاصل مستقطع من المتعة والمرح داخل قاعة العرض، كما يزيد جرعة الإبداع والكوميديا مشاركة مجموعة من النجوم، منهم بيومي فؤاد وسما إبراهيم.

يعتبر السيناريو والحوار للمؤلف أيمن وتار، من أهم عناصر الجذب والمتعة، فالسيناريو يصحب المشاهد برشاقة عبر أحداث القصة من دون الوقوع في ثغرات مثل غياب المبررات المنطقية لتصاعد الأحداث، ورغم الحبكة الفكاهية للفيلم، فإن المنطق والتسلسل المبرر للمشاهد كان مهيمناً على إيقاع السيناريو، كما تميز الحوار بإيفيهات رشيقة ورصينة منسوجة بعناية في سياق الأحداث لتفجر الضحكات بقوة في أصعب المواقف والأزمات الفكاهية التي يمر بها الأبطال.

برع المخرج رامي إمام في استخدام أدواته التي نمت ونضجت عبر خبرته التي اكتسبها من إخراج العديد من أفلام الكوميديا لوالده الزعيم عادل إمام، وبدا قدر التمكن والبراعة في التحكم في إيقاع الفيلم ليخرج الإيقاع بنمط متسارع وأحداث متلاحقة لا تمنح المشاهد فرصة الشعور بلحظة ملل، خصوصاً أن مشاهد الفيلم تمزج بين الإثارة والتشويق والكوميديا الاجتماعية الملتزمة بالقيم المجتمعية.

وبدت النجمة هند صبري في أولى بطولاتها الكوميدية بالسينما في حالة من النضج والتمكن من استخدام تعبيراتها ولغة جسدها وأدواتها التعبيرية ببراعة و تبتعد تماماً عن المبالغات أو إقحام الضحك.

وتميزت الحبكة الدرامية للفيلم بتناول قضية تعانيها أغلب البيوت بكل أنحاء العالم، وليس مجتمعاتنا فقط، فهي قضية العصر، وكل عصر، وهي الصراع في الآراء والأفكار بين الأبناء والآباء واختلاف المفردات والاهتمامات وسطوة عالم ال«سوشيال ميديا» على عقول وأفكار الأجيال الجديدة والمراهقين، ويناقش الفيلم كفاح هذين الزوجين لإثبات كفاءتهما أمام أبنائهما واكتساب ثقتهما وتقديرهما في إطار كوميدي لا يخلو من المشاعر الإنسانية.

ويشارك بالفيلم العديد من النجوم بأدوار ثانوية أو ظهور خاص ولكنها مؤثرة مثل الشيف شربيني ومحمد محمود تايسون ومي كساب وإسعاد يونس.

يفاجئ صناع الفيلم الجمهور بأغنية راب تقدمها الفنانة هند صبري بصوتها للمرة الأولى، بمشاركة الفنان ماجد الكدواني ومغني الراب شاهين، ويبدو أن تقديم موسيقى الراب بأداء من الأبطال الذين يمثلون جيل الآباء كانت رسالة تقارب وتواصل بين الأجيال، ومحاولة من صناع الفيلم لتقديم حلول مرحة تخلق مساحة من الود والتفاهم بين الأجيال، خصوصاً أن الكثير من مشاهد وأحداث الفيلم تم تصويرها في أجواء وأماكن شبابية مرحة، والألوان بالفيلم موظفة بطريقة جيدة لدعم حالة البهجة والحيوية التي يطبعها الفيلم بوجدان مشاهديه وترافقهم بعد نهايته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25jpk52d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"