ابتسامة الشارقة

23:28 مساء
قراءة دقيقتين

يعتقد البعض أن الفوز بالبطولات وتحقيق الألقاب مجرد شعور وقتي بالسعادة سرعان ما ينتهي، ومن يدرك قيمة الانتصار في عالم الرياضة بإمكانه أن يستشعر قيمة الإنجاز، ومن شاهد مسيرات الفرح التي جابت شوارع المدينة الباسمة بعد تتويج الشارقة بطلاً لكأس صاحب السمو، رئيس الدولة، للمرة التاسعة في تاريخه، بإمكانه استشعار حقيقة ما تعنيه فرحة الفوز بالبطولات. 
وعندما يرتبط الأمر بنادٍ عريق يمتلك إرثاً تاريخياً وسجلاً حافلاً من الألقاب والإنجازات التي غابت عن أروقته منذ عقدين من الزمن، فمن الطبيعي أن تكون الفرحة مختلفة خاصة في ظل وجود جيل جديد سمع الكثير عن إنجازات الشارقة، ولكنه لم يعشها على أرض الواقع؛ لذا كانت فرحة الجماهير الشرقاوية استثنائية في ليلة القبض على الكأس التاسعة.
النتائج السلبية التي سيطرت على أداء الفريق الشرقاوي قبل نهائي الكأس، بدءاً من التعادل أمام الجزيرة، ثم الخسارة المؤلمة من الوصل، وكانت الأولى للفريق والتي أفقدته الصدارة في الجولة السادسة، جعلت موقف الفريق المتصدّر للمسابقة منذ يومها الأول في غاية التعقيد، ومعها تحولت مباراته مع الوحدة المكتمل والمنتشي بفوز معنوي مثير أمام العين في الكلاسيكو إلى موقف صعب بالنسبة للشرقاوية، وجاءت إصابة بيانيتش صانع الألعاب لتضاعف الضغط النفسي على اللاعبين من جهة، وعلى الجماهير في المدرجات من جهة ثانية. 
ولأن مواجهات الكأس لا تعترف بالأحكام المسبقة ولا مكان فيها للتكهّنات، كانت الكلمة العليا للفريق الشرقاوي، على الرغم من التفوّق الواضح للعنابي في معظم فترات المباراة. وبحسابات النهائيات هدف وحيد من كرة وحيدة، وخطأ غير مقصود، كانا كافيين لكي يمنحا التفوق لفريق على حساب آخر، وهذا ما تحقق للملك الشرقاوي الذي حسم مصير اللقب من فرصة واحدة، بعد ملحمة سيسجلها التاريخ باسم هذا الجيل من اللاعبين الذين تعاهدوا على كتابة تاريخ جديد للملك، ومدرب عبقري تذوّق طعم الكأس أخيراً. أما ما حدث في المدرجات فهو حكاية أخرى من حكايات البطولة، التي أكدت عراقة الكيان الكبير من خلال جماهير فعلت المستحيل في سبيل تذوّق اللقب الغائب منذ 19 عاماً، وكانت بالفعل، السلاح الأقوى والأكثر فاعلية الذي قاد الملك إلى لقبه التاسع.
كلمة أخيرة
من شاهد الابتسامة التي غلّفت أجواء المدينة الباسمة في ليلة القبض على الكأس التاسعة، بإمكانه أن يدرك معنى ابتعاد فريق  بحجم الشارقة  عن منصات التتويج، فألف «مبروك» للملك وجماهيره.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/273cfrhy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"