لكل مقام مقال

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نعم.. لكل مقام مقال، فالتطوير في المجالات كافة يشكل حقبة جديدة من العمل، تختلف عما سبقها، وتتطلع إلى نواتج جديدة، وإنجاز نوعي يواكب مستجدات المرحلة، ومن الطبيعي أن يقابل التطوير أنماطاً جديدة لتأهيل الكوادر والارتقاء بهم مهنياً، وفق المتغيرات ومساراتها وأهدافها، وهذا ما يعزز أهمية الحقائب التدريبية كجزء أصيل في منظومة الأعمال.
ولا نعني هنا التدريب بمفهومه التقليدي، الذي تعودنا عليه في ميادين العمل، ولكن المراد التأهيل الحقيقي الذي يشكل إضافة جديدة للكادر البشري ويُكسبه مهارات متنوعة ومطلوبة فعلياً في سوق العمل، وتخدم متطلبات كل مرحلة وتدعم اتجاهاتها وأهدافها ونواتجها.
عشنا في الأمس القريب ساعات قليلة مع ملتقى استشراف مستقبل التدريب والتأهيل المهني، الذي نظمته الجامعة القاسمية في الشارقة، إذ كشف لنا خبراء وأكاديميون وبعض صناع القرار، عن التصورات المستقبلية للتدريب، وإلى أي مدى تطورت مفاهيمه، وكم نحن بحاجه ماسة إلى تدريب مستمر من أجل تطوير مستدام، لنلحق بالكم الهائل من تطورات التكنولوجيا وأنماط عصر الذكاء الاصطناعي والميتافيرس.
التحديات التي رصدها الملتقى تبدو مقلقة، للمؤسسات غير القادرة على تدريب وتأهيل كوادرها، ولمن لا يستطيع إدراك المتغيرات وتطوير الذات، وحماية المكتسبات، ولكن لم يكن أمر التدريب والتأهيل مستحيلاً، إذ إن «إعادة ترتيب البيت» وإعداد الكوادر من جديد يشكلان ظاهرة صحية، ترقى بالعقول والمهارات والقدرات.
ولعل أبرز التحديات تلك التي تتعلق بعدم دراية بعض المؤسسات بحركة التطوير المهني المتسارعة، وعجلة التغير التي انطلقت في الدوران ولم تلتفت إلى أحد، وكذلك نوعية حقائب التدريب، وحاجتها إلى إعادة بناء لتواكب متطلبات التطويرات الفعلية في المجالات كافة، وهذا أمر ليس ميسوراً كما يعتقد البعض، لحاجته إلى تعاون أعمق بين الجامعات والأكاديميين وخبراء التأهيل المهني والمهاري، والمؤسسات التي تركز على الارتقاء بكوادرها باستمرار.
التقدم التكنولوجي أصبح بمثابة أخطبوط طالت أذرعه المجالات كافة، ومن لا يدرك المعنى الحقيقي للتغير، سيفوته قطار التطوير، ليغرد في سرب والعالم في سرب آخر، ولا نقول إننا نفتقر للكوادر المؤهلة، بالعكس لدينا من المتميزين علمياً ومهنياً الكثير، ولكن في الوقت ذاته مازال لدينا من يحتاج إلى تأهيل ومازال هناك الكثير الذي نحتاج إلى أن نتعلمه.
مخرجات الملتقى رصدت توصيات مهمة، جاءت كالشبكة العنكبوتية، لتجمع الأطراف كافة، وتتشابك جوانبها وتترابط، لتبني منظومة التدريب المستقبلي، التي تركز مهامها على القضاء على الأمية المهارية، في حلقة جديدة من مسلسل تشكيل الكوادر، فكلما كان التدريب احترافياً، كلما زادت الإنتاجية، وارتفعت الجودة، وتوالت أجيال الكوادر المطورة والمهارات والميتافيرس.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2nykcs5s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"