عادي

كوريا الشمالية ترد مدفعياً وصاروخياً على المناورات

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

أعلنت كوريا الجنوبية، أن جارتها الشمالية أطلقت حوالي 100 قذيفة مدفعية باتجاه البحر الشرقي، عقب إطلاقها نحو 17 من الصواريخ البالستية وغير البالستية في غضون 7 ساعات فقط من يوم، أمس الأربعاء، وتوعدت بجعل بيونغ يانغ تدفع الثمن.

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن كوريا الشمالية أطلقت 4 صواريخ بالستية قصيرة المدى باتجاه البحر الأصفر من إقليم شمال «بيونغ آن» في الساعة 6:51 صباحاً. كما رصدت الهيئة إطلاق كوريا الشمالية 3 صواريخ أخرى بالستية قصيرة المدى من موقع في مدينة «وونسان» الساحلية الشرقية أو حولها، في الساعة 8:51 صباحاً.

وقد سقط أحد الصواريخ بالقرب من المياه الإقليمية لكوريا الجنوبية، ما زاد من حدة التوترات الحدودية بين الكوريتين. واجتاز الصاروخ البالستي قصير المدى خط الحدود الشمالي الذي تشكل الحدود البحرية بين البلدين ما أطلق إنذاراً بحصول غارة جوية فطلب من سكان جزيرة اولونغدو الكورية الجنوبية النزول إلى ملاجئ تحت الأرض.

سابقة تاريخية

وأشارت سيؤول إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ تقسيم الكوريتين التي تطلق فيها بيونغ يانغ صاروخاً بالستياً في اتجاه الجنوب متجاوزاً خط الحدود الشمالي.

وأضافت هيئة الأركان المشتركة أن بيونغ يانغ بدأت في الساعة 9:12 صباحاً في إطلاق أكثر من 10 صواريخ، بما في ذلك ما يُفترض أنها صواريخ بالستية قصيرة المدى، وصواريخ أرض-أرض، من مواقع مختلفة وإلى اتجاه البحر الشرقي والبحر الغربي.

كما رصد الجيش الكوري الجنوبي أكثر من 100 قذيفة مدفعية أُطلقت الساعة 1:27 مساء من بلدة «كوسونغ» بإقليم «كانغ وون» إلى المنطقة العازلة الشرقية، والتي تم تحديدها بموجب الاتفاق العسكري بين الكوريتين الموقع في 19 سبتمبر/أيلول 2018 للحد من التوترات الحدودية،في إطار ما وصفه خبراء بأنه جزء من رد «عدواني ويمثّل تهديداً» من بيونغ يانغ على المناورات العسكرية الجوية المشتركة واسعة النطاق التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حالياً.

اجتماع طارئ

ودعا الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، وأمر باتخاذ تدابير «سريعة وصارمة لكي تؤدي الاستفزازات الكورية الشمالية إلى ثمن واضح» بالنسبة لبيونغ يانغ. وندد ب«اجتياح أرضي بحكم الواقع». وشدد يون على أن «الاستفزاز الكوري الجنوبي يشكل اجتياحاً أرضياً بحكم الواقع لصاروخ اجتاز خط الحدود الشمالي للمرة الأولى منذ الانقسام» على ما جاء في بيان للرئاسة. وسقط الصاروخ الأقرب إلى الحدود الكورية الجنوبية في مياه تقع على بعد 57 كيلومتراً شرق البر الرئيسي لكوريا الجنوبية على ما أوضح جيش سيؤول الذي أكد أن ما حصل «كان نادراً جداً ولا يمكن قبوله».

وقال الباحث لدى «معهد آسيان للدراسات السياسية» غو ميونغ-هيون إن سلسلة عمليات الإطلاق مثّلت «استفزازات ضد كوريا الجنوبية»، مضيفاً «لن أتفاجأ إذا أدت إلى اختبار نووي».

بدورها، أعلنت كوريا الجنوبية أنها أطلقت ثلاثة صواريخ أرض-جو في البحر باتّجاه شمال الحدود البحرية بين البلدين.

وأغلقت كوريا الجنوبية بعض الممرات الجوية فوق بحر الشرق المعروف أيضاً ببحر اليابان، ووجّهت خطوط الطيران المحلية إلى تغيير مساراتها «لضمان سلامة الركاب المتوجّهين إلى الولايات المتحدة واليابان».

دعوة للتهدئة

من جهتها، دعت روسيا الأربعاء إلى التهدئة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «نحض جميع الأطراف على المحافظة على الهدوء.. على جميع أطراف هذا النزاع تجنّب اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى زيادة التوتر».

 ويأتي إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، بينما تنظم سيؤول وواشنطن أكبر تدريب عسكري جوي مشترك في تاريخهما باسم «العاصفة اليقظة» التي تشارك فيها مئات الطائرات الحربية من الجيشين.

ووصف الماريشال باك جونغ شون سكرتير حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية هذه التدريبات بأنها «استفزازية وعدائية» على ما جاء في تقرير نشرته الأربعاء الصحافة الرسمية الكورية الشمالية. وأضاف أن هذه المناورات تذكر ب«عاصفة الصحراء» وهو الاسم الذي اطلق على العمليات العسكرية لتحالف قادته الولايات المتحدة ضد العراق في 1990 و1991 بعد غزوه الكويت.

وقال باك على ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «كاي سي ان إيه»، «في حال حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية استخدام القوات المسلحة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، فإن الوسائل الخاصة في القوات المسلحة (لكوريا الشمالية) ستنجز مهمتها الاستراتيجية فوراً». وأضاف«ستواجه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عندها وضعاً رهيباً وستدفعان أفظع ثمن في التاريخ».

عرض عدائي

 وقال شيونغ سيونغ-تشانغ الباحث في مؤسسة سيجونغ إن الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية الأربعاء تشكل «أكثر عرض قوة عدائية وتهديداً على الجنوب منذ عام 2010». وأوضح لوكالة فرانس برس «الوضع خطير وغير مستقر وقد يفضي إلى نزاع مسلّح».

في مارس/آذار 2010 فجرت غواصة كورية شمالية طراداً كورياً جنوبياً ما أدى إلى مقتل 46 بحاراً كان 16 منهم يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من السنة نفسها قصفت بيونغ يونغ جزيرة كورية جنوبية حدودية، ما أدى إلى مقتل جنديين. وأتى إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية الأربعاء بعد سلسلة من عمليات الإطلاق التي وصفتها بيونغ يانغ بأنها تدريبات نووية تكتيكية.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3muyru

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"