نصف «كلاسيكو» أمريكي

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

يونس السيد

مع احتدام المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات النصفية الأمريكية، تحول السباق بين الجانبين إلى ما يشبه «كلاسيكو» مرتقب، يجري تحت أنظار العالم، كما هي حال «الكلاسيكوهات» التي تجري في عالم الرياضة، وتستقطب أنظار مئات الملايين على امتداد العالم.

ومع اقتراب لحظة الحقيقة، يحاول كل طرف بقيادة رجلين مسنين، هما جو بايدن ودونالد ترامب، حشد كل ما لديه، ووضع اللمسات الأخيرة، للفوز بهذه الانتخابات التي سيكون لها تأثيرها المباشر، من دون شك، في السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، والتي ستمهد، في الواقع، للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.

في خضم هذه المعركة الانتخابية، التي تأخر فيها ارتفاع وتيرة حرارة المنافسة إلى الأيام الأخيرة، لتتحول إلى ما يشبه معركة «كسر عظم»، بات كل طرف يخشى فوز الطرف الآخر. ومع ظهور استطلاعات للرأي ترجح فوز الجمهوريين، وانتزاع السيطرة على مجلس النواب، مع بقاء الشكوك حول قدرة الديمقراطيين في المحافظة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، تولدت صحوة متأخرة للديمقراطيين من جرّاء شعورهم بالخطر، واحتدمت المنافسة في ولاية بنسلفانيا التي قد تحسم الصراع على الكونغرس، فيما اضطر بايدن إلى الاستعانة بالرئيس السابق باراك أوباما الذي لا يزال يحظى بشعبية أكثر منه، وحتى بهيلاري كلينتون، للتحرك في ولايات أمريكية عدة، لحشد الناخبين، ومواجهة المد الجمهوري الهجومي، لاقتناع جزء كبير من الجمهوريين بأن انتخابات 2020 الرئاسية قد سُرقت منهم من جرّاء التعبئة المتواصلة، وعلى خلفية التحقيقات التي لا تزال جارية في الهجوم على الكونغرس، إلى جانب اتهام الإدارة بالتسبب بالتضخم، وتراجع الاقتصاد وغير ذلك من القضايا الداخلية، علاوة على الخلافات العميقة حول السياسات الخارجية.

شعور بايدن بالخطر، دفعه إلى الانتقال من الدفاع إلى الهجوم المضاد، بعد أن كان تحركه يركز على الولايات التي تعد معاقل للديمقراطيين، مدافعاً عن سياساته الاقتصادية، والاستثمارات الضخمة، وخلق مئات آلاف الوظائف، محذراً من أن الديمقراطية الأمريكية في خطر، ومعرباً عن خشيته من العزل في حال خسارة الديمقراطيين، ومن أن هناك عامين «مروعين» إذا نجح الجمهوريون في السيطرة على الكونغرس، على الرغم من أنه يملك «الفيتو» ضد أي قرارات جمهورية، تحمل نوعاً من الانتقام المضاد، لافتاً إلى أن هناك في اليمين الجمهوري المتطرف من يرفض مسبقاً القبول بنتائج الانتخابات، كما حدث في الماضي، ودعا الناخبين إلى التصويت بكثافة، حفاظاً على النظام الديمقراطي الأمريكي.

وبالمقابل، بدأ ترامب واثقاً من فوز الجمهوريين، وألمح لناخبيه في ولاية أيوا بأنه سيترشح للانتخابات الرئاسية، قائلاً: «من أجل جعل بلدنا ناجحاً وآمناً ورائعاً، سأفعل ذلك مرة أخرى على الأرجح. استعدّوا، هذا كل ما يمكنني قوله. سوف نستعيد أمريكا، والأهم من ذلك، في عام 2024 سوف نستعيد بيتنا الأبيض الرائع». ونقلت وسائل إعلامية أمريكية عن مصادر داخل فريق ترامب، أن هذا الإعلان سيأتي في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي؛ أي بعد انتهاء الانتخابات النصفية مباشرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye2y6t3v

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"