عادي

المستقبل.. نظرة في كتاب

00:46 صباحا
قراءة دقيقتين
4649410
جيرونيمو ستيلوتون

الشارقة: علاء الدين محمود

على حب القراءة يلتقي الناس من مختلف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية وفئاتهم العمرية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، يتجولون بحثاً عن المؤلفات التي يحبونها، عن كُتابهم الذين يفضلون، والأنشطة والندوات الفكرية والثقافية التي تغذي عقولهم وتقربهم أكثر من عالم المؤلفين والأدباء والشعراء وفي مختلف التخصصات المعرفية والعلمية، ولأن المعرفة مفهوم شامل وعميق، فقد كان ضمن ضيوف المهرجان نجوم من غير الكتاب، بل مبدعون في عوالم أخرى كالسينما وصناع المحتوى والغناء والموسيقى، وفي ذلك الأمر فلسفة واضحة، فعندما يحل أمثال هؤلاء النجوم على معارض الكتاب بشعبيتهم الجارفة، فإن في ذلك ترويجاً للقراءة والكتاب؛ حيث يقبل على المعرض حتى الذين لا علاقة لهم بالقراءة، ليؤسسوا ويصنعوا تقارباً من الكتاب.

الكثير من المثقفين والأدباء والمبدعين بدأت علاقاتهم بالقراءة والكتاب من خلال المعارض، التي يقصدونها لأجل الترفيه وتزجية الوقت والتسلية، من أجل التغيير وقتل الروتين، لكن بعضهم يتعلق قلبه بالكتاب من خلال عنوانه أو غلافه، لتبدأ قصة علاقة تنتهي بهم كُتاباً ومؤلفين، ولأجل تقوية تلك الروابط بين الجمهور العادي والمعرض، فقد عملت الإدارة على استضافة العديد من النجوم والمشاهير في مختلف التخصصات.

وعلى الرغم من وجود نجوم الكتابة والفنون والمعارف الأخرى، فإن إدارة المعرض لم تكتفِ بذلك فقط، بل استطاعت أن تخلق عوالم ساحرة في المكان، بحيث يتجوّل المرء داخل المعرض وكأنه «أليس في بلاد العجائب»، وذلك لأنه يلتقي العديد من الشخصيات التي كان يقرأ عنها وكأنها قد قفزت من صفحات الكتب لتشارك القارئ فرحته بالحدث الثقافي الكبير، ومحبة الكتب، يجد فتاة تجسّد شخصية فريدة كاهلو الرسّامة الشهيرة، وهي تتجول داخل أروقة المعرض، وتعرف الناس عن حكايتها وتشجعهم على القراءة، وهناك شخصية «بينوكيو»، التي يعرفها القراء حول العالم من جميع الفئات العمرية كباراً وصغاراً، والتي جسدت شخصيتها في المعرض الممثلة الإيطالية الشهيرة إيلينا جافوري، حيث تتجول الممثلة بين ردهات المعرض وقاعاته، بزي استوحت فيه ملامح الدمية الخشبية، التي ابتكرها الكاتب والصحفي الإيطالي كارلو كولودي، نهايات القرن التاسع عشر، بأنفه المميز، الذي يطول كلما تفوه بالكذب، وهنالك أيضاً شخصية جيرونيمو ستيلوتون، «الثعلب»، وهو بطل أشهر القصص الإيطالية المصورة، والذي يلتقي داخل المعرض بالكبار والصغار، يهدي إليهم الحكمة في عالم تزداد حاجته إليها. إن المعرض يمنحنا المستقبل من خلال نظرة في كتاب.

وإلى جانب تلك الشخصيات القادمة من صفحات أعظم الأعمال الروائية والقصصية، يلتقي المتجول كذلك في ردهات المعرض بشخصيات خيالية وغريبة بأزياء عجيبة وألوان شديدة البهرجة، توزع ابتساماتها على رواد المعرض وتحمل لهم رسالة أهمية القراءة التي تتماهى وتنسجم مع شعار المعرض لهذا العام «كلمة للعالم»، تلك الشخصيات التي بدت وكأنها قادمة من عالم سحري، لتخلق جواً من المرح والبهجة، وإضافة إلى الأنوار الساطعة والملونة، فإن ليالي المعرض أشبه بحكاية أو رواية من أعمال ميغيل دي سرفانتيس، بما تحمله من قدرة على الإدهاش، أو جارسيا ماركيز بتلك الغرائبية السحرية التي تعانق الواقع.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/427c8sbb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"