متابعة: ضمياء فالح
شهدت مباراة الأرجنتين وهولندا دراما كروية و4 أهداف، بينها هدف في الدقيقة 11 من الوقت المحتسب بدلاً من ضائع، وركلات ترجيح، وحرباً بين اللاعبين في كل شبر من الملعب، واعتراضات على الحكم، و16 بطاقة صفراء.
حسمت الأرجنتين في النهاية التأهل إلى نصف النهائي على حساب هولندا 4-3 بركلات الترجيح، لتحتفظ بحلم نجمها ليونيل ميسي في نيل لقب كأس العالم قائماً بعد أن استطاعت هولندا انتزاع التعادل 2-2 من فكي الهزيمة في مباراة استثنائية بدور الثمانية.
وتصدى الحارس إميليانو مارتينيز لركلتين ترجيحيتين ليمنح الأرجنتين تفوقاً كبيرا قبل أن ينفذ لاوتارو مارتينيز الركلة الخامسة ويدفع الحارس الهولندي أندريس نوبيرت نحو الاتجاه الخاطئ لتضرب بطلة أمريكا الجنوبية موعداً مع كرواتيا في الدور قبل النهائي يوم الثلاثاء المقبل.
ميسي الاستثنائي
كان كل شيء غريباً في المباراة، وحتى ميسي لم يكن هو نفسه، ذلك اللاعب الهادئ، حيث بدا عدوانياً مع كل كرة، وهجومياً على خصومه، ودخل في جدال مع الحكم، وبعض لاعبي هولندا والمدرب فان غال. وشهدت المباراة احتاكاكات دائمة، بسبب طبيعة المباراة، ولاسيما أن هولندا حولت تأخرها حتى الدقيقة 83 بنتيجة 0-2، إلى تعادل 2-2، في واحدة من أعظم عمليات تعديل النتيجة في تاريخ مباريات كأس العالم.
ولعب ميسي في آخر مونديال على الأرجح دور البطل ودوراً رئيسياً في منح الأرجنتين التقدم، فقد صنع القائد المحنك الهدف الأول بدهاء لناويل مولينا في الشوط الأول بتمريرة اخترقت الدفاع الهولندي بعد أن تصدى دفاع المنافس لكافة المحاولات السابقة. واندفع ميسي البالغ من العمر 35 عاماً بالكرة لمسافة 40 متراً ومال يساراً في مواجهة حائط من اللاعبين الهولنديين قبل أن يندفع مرة أخرى إلى اليمين ليلمح زميله مولينا واقفاً على حافة منطقة الجزاء.
وأرسل ميسي الكرة لمولينا ليلمس الظهير الجناح الكرة قبل أن يسكنها مرمى الحارس نوبيرت ليرسل الغالبية العظمى من الجماهير التي بلغ عددها 88235 متفرجاً في استاد لوسيل نحو احتفالات كبيرة. وزادت فرحة جماهير الأرجنتين في الدقيقة 73 عندما سدد ميسي ركلة جزاء في النصف الأيمن للشباك بعد أن ارتكب دينزل دمفريس مخالفة ضد ماركوس أكونيا على حافة المنطقة.
خطة مباريات مدراس
مع خطط تشبه المطبقة في ساحات اللعب أيام الأحد أكثر من كونها خططاً لكرة قدم شاملة، عاد الهولنديون إلى أجواء المنافسة بقصف منطقة جزاء الأرجنتين بالكرات العالية والتي كانت تهدف للوصول للاعبي هولندا طوال القامة.
ونالت هولندا المكافأة بهدف في الدقيقة 83 عندما أرسل ستيفن برجهاوس تمريرة عرضية من الجهة اليمنى ليسكنها زميله البديل فيخورست برأسه في مرمى الحارس مارتينيز.
وحافظ الأرجنتينيون على تقدمهم حتى الدقيقة 11 من الوقت المحتسب بدل الضائع عندما نفذ تون كوبمينرس بذكاء ركلة حرة لتجد فيخورست حراً بدون رقيب ليسدد الكرة في مرمى مارتينيز ويعادل النتيجة ويدخل المنتخبان شوطين إضافيين ثم ركلات الترجيح التي كان بطلها الحارس مارتينيز عندما تصدى لركلتين من فيرجيل فان دايك وبرجهاوس.
انفجار نجم
وفعل ميسي كل شيء داخل وخارج الملعب، حيث أصبح أول لاعب في تاريخ كأس العالم منذ بدء الإحصاءات عام 1966 يسجل 5 أهداف في الأدوار الإقصائية، منذ الملك بيليه (4 أهداف)، كما وصل إلى هدفه العاشر في البطولة معادلاً رقم غابرييل باتيستوتا كأفضل هداف للأرجنتين.
وانفجر ليونيل ميسي غضباً بوجه أحد أعضاء الكادر التدريبي لمنتخب هولندا، أثناء تلقيه جائزة أفضل لاعب، وقال ميسي الذي قطع المقابلة صارخاً بوجهه: «على ماذا تتفرج؟ أحمق»، ثم ذهب لمواجهة مدرب هولندا لويس فان غال قبل توسط مساعد الأخير، إدغار دافيدز، للتفريق بينهما.
وجاء غضب ميسي بعدما رش الملح على جراح الهولنديين باحتفاله أمامهم بعد ركلات الترجيح وأشار العديد من لاعبي الأرجنتين بأيديهم تجاه خصومهم بعد الفوز.
وقال ميسي رداً على فان غال: أحب أن أكون محترماً، ولكن فان غال لم يكن محترماً، اللاعب رقم 19 في صفوف هولندا قام باستفزازنا، كان يصطدم بنا ويوجه لنا بعض الكلمات وهذا لم يعجبني. وتابع: لقد عانينا ولكن هذا ربع النهائي ووصلنا إلى دور الأربعة وهذا جميل ورائع، نحن بين أفضل أربعة منتخبات في البطولة، لأننا أظهرنا مباراة بعد مباراة أننا نعرف كيف نلعب كل مباراة بنفس الكثافة والرغبة في القتال والتركيز، نركض جميعاً على الرغم من المعاناة والتعب ونفعل ذلك من أجل كل هؤلاء الناس الذين يرافقوننا هنا.
وأكد ميسي: بعد التعادل 2-2 كنت مستاء ولم أكن آمل في أن تنتهي المباراة بهذه الطريقة يجب أن نقول إن الحكم (الإسباني ميغل أنتونيو ماتيو لا هوز) لا يمكن الحديث إليه ونكون صريحين في حديثنا معه، ولكن الناس شاهدوا ما حصل، وقبل المباراة كنا متخوفين لأننا كنا نعرف ما سيحدث، و(الاتحاد الدولي) فيفا يجب أن يهتم بهذا ولا يجب تعيين حكم مثله لقيادة مباراة بمثل هذه الأهمية، الحكم يجب أن يكون في المستوى.
وعن اللقاء المقبل، قال ميسي: مباراة كرواتيا ستكون قوية، وكرواتيا أثبتت أنها منتخب جيد بفوزها على البرازيل، وشاهدنا أنه إذا تركتها تلعب تملك لاعبين جيدين جداً يحتفظون بالكرة خصوصاً في منتصف الملعب. إنه منتخب يعمل منذ فترة طويلة مع هذا المدرب (زلاتكو داليتش).
الباطاقات تنهمر
وشهدت معركة الأرجنتين وهولندا رفع الحكم الإسباني لاهوز 14 بطاقة صفراء للاعبين واثنتين لإداريين، بعد تصادم نجوم الفريقين أكثر من مرة وبطاقة حمراء واحدة بعد المباراة للاعب هولندي، ورصدت الكاميرات حارس الأرجنتين وبطل الترجيحية إيميليانو مارتينيز وهو يشتم دكة هولندا بعد تسجيل ناهويل مولينا وليونيل ميسي هدفي التقدم للأرجنتين ويقول:«ابقوا أفواهكم مغلقة أيها الأوغاد»، والتي رد عليها منتخب الطواحين بثنائية.
وانتقد الحارس الأرجنتيني الحكم أيضاً قبل تنفيذ الترجيحية وقال:«نأمل ألا يقود هذا الحكم مبارياتنا القادمة، إنه فاشل وفان غال مدرب هولندا قال إن فريقه يملك أفضلية إن ذهبنا لركلات الترجيح وعليه أن يخرس».
وحصل لاعبو هولندا على 6 بطاقات صفراوات، ولاعبو الأرجنتين على 8 بطاقات، وبطاقة صفراء بحق مساعد المدرب الأرجنتيني والتر صاموئيل وبطاقتان صفراوان بفارق ثوان بعد المباراة للهولندي دينزل دامفريز بسبب شجاره مع لاعبي الأرجنتين.
وقال بابلو ساباليتا مدافع الأرجنتين السابق: كانت الأرجنتين الفريق الأفضل. كان يجب علينا أن نلعب بشكل أفضل في الدقائق العشر الأخيرة. تسببنا بركلات حرة أعطت هولندا فرصة. (الحارس) إيمي مارتينيز بطلٌ. نشيد بميسي، لكن مارتينيس كان بطلاً. من الجيد دائماً رؤية فريق من أمريكا الجنوبية في نصف النهائي. كانت الجماهير رائعة الليلة، بمساندتها الدائمة للفريق. في جميع مباريات الأرجنتين، كانت ثلاثة أرباع الملاعب مليئة بمشجعين للأرجنتين. هذا يجعلني فخوراً حقاً. قطر بعيدة عن الأرجنتين، ليس من السهل الوصول إلى هناك!.
وستواجه الأرجنتين منتخب كرواتيا يوم الثلاثاء على ملعب لوسيل لحجز مكان في النهائي لكن بدون ماركوس أكونا وغونزالو مونتيل بسبب إيقافهما بعد حصولهما على البطاقة الصفراء الثانية.
