عادي

الـ«سييكوباي» يشتاقون إلى أرض أجدادهم

17:02 مساء
قراءة دقيقتين
رجل من قبيلة «سييكوباي»
رجلان من قبيلة «سييكوباي»
يطلق أفراد مجموعة من السكان الأصليين في منطقة أمازونية تسمية «الملوَّنين» أو «سييكوباي» على أنفسهم، نظراً إلى ما كانوا يضعونه من طلاء وحليّ وأكسسوارات في الماضي.
إلا أنّ ثقافة هذه الشعوب الأصلية مهددة بالزوال، وأصبحت التيجان المزيّنة بالريش والقلادات المؤلفة من أسنان الحيوانات، تُوضب لاستخدامها في المناسبات والاحتفالات فقط، فأفراد «سييكوباي» باتوا مشتتين بين قرى تقع على الحدود الإكوادورية البيروفية، ويعيشون بعيداً عن حياتهم التقليدية التي كانت تستند إلى الصيد، وعن منطقة أجدادهم التي يسعون إلى استعادتها.
ويكسب أفراد «سييكوباي» الذين هجّرتهم عقود من الحرب، عيشهم من خلال وظائف غريبة يتولّونها في بلدات ريفية تحدّها حقول النفط ومساحات مزروعة بالنخيل وشبكة من الطرق المزدحمة.
بات الأطفال منهم يرتدون سراويل الجينز وقمصان الـ«تي شيرت» والأحذية الرياضية فيما يستمعون إلى موسيقى الريغيتون ويستخدمون الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية على غرار أي مراهقين في دول العالم، بدلاً من تعلّم مهنة الصيد والبحث عن مشروب نباتي تقليدي عندما لا يكونون في المدارس.
وفيما تواجه ثقافتهم خطر الزوال، يؤكد قادة «سييكوباي» أنّ المسألة تتمثل في ضرورة الاستمرار، لاستعادة أراضي أجدادهم الواقعة وسط الأمازون.
وتطلق مجموعة «سييكوباي» على هذه الأراضي تسمية بيكِيا، وهو تعبير بلغتهم الأصلية بايكوكا.
ويقول زعيم المجموعة خوستينو بياغواجيه، في حديث إلى وكالة فرانس برس خلال لقاء نادر لـ«سييكوباي» في بيكِيا : «حلمنا الأبرز يتمثل في إعادة بناء أرضنا ولمّ شملنا وعائلاتنا على طول هذه الأنهار التي تشكل موطناً لأرواح ومخلوقات كان جدي يخبرني عنها».
و«سييكوباي» هي إحدى مجموعات السكان الأصليين الـ14 المعترف بها في الإكوادور التي تمثّل مجموعات السكان الأصليين 7% من مجمل شعبها.
ولا تضم مجموعة «سييكوباي» أفراداً كثر، إذ تُقدّر أعدادهم بـ1200 شخص يعيشون بين الإكوادور والبيرو.
وخلال الحرب بين الدولتين المتجاورتين عام 1941 والنزاع الحدودي الطويل الذي استمر حتى 1998، اضطر أفراد «سييكوباي» بسبب المعارك العنيفة للنزوح من بيكِيا التي يقولون إنها كانت تمتد على حوالى ثلاثة ملايين هكتار على طول نهر لاغارتوكوتشا، وهو جزء من الحدود الإكوادورية البيروفية.
وعلى الجانب الإكوادوري، وصل معظم النازحين إلى منطقة تبعد 160 كيلومتراً غرب بيكِيا وتمثل مستوطنة سان بابلو دي كانتيسيا الريفية التي تقع على ضفاف أحد الأنهر ويعتاش سكانها من زيت النخيل والبترول، بصورة أساسية.
ويقول بياغواجيه «عجزنا منذ الحرب عن العودة إلى أرضنا»، مضيفاً «لقد تشتتت العائلات... واقتُلعنا من جذورنا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/385wtxuf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"