يُذكي التفاضل في الأداء الحكومي، روح المنافسة في الدول الديمقراطية وغير الديمقراطية، وتحرص مراكز البحث المتخصصة على متابعة كل شاردة وواردة في العمل الحكومي، للوقوف على أفضل حكومات العالم أداء، على أسس متطورة تتبدل وفقاً لما يطرأ على الخدمات الحكومية من تطورات، كما هي الحال في دخول التقنيات الرقمية مجالات العمل الحكومي بشكل متسارع.
لا شك في أن الحكومات ومؤسساتها، تمارس تأثيراً كبيراً في سبل عيش الشعوب ومستوياته، ومن ثم ترفع معدلات قبول الناخبين لهذا الفصيل السياسي أو ذاك أو تحطها، في لعبة متعددة الأطراف تعود بالفائدة على تطور المجتمعات وترقية الأداء السياسي لدى الأحزاب. ومن أبرز المعايير التي يمكن عبرها تحميل الحكومات المسؤولية، الحفاظ على السلام، وحماية حقوق الإنسان والحريات، وتعزيز الرفاه والازدهار لجميع الناس على قدم المساواة.
الأكثر نجاحاً
ومن الضروري تعزيز مفاهيم الحكومة الأكثر نجاحاً، بما يساعد على إلهام القيادات اعتماد الاستراتيجيات الأكثر نجاحاً، والابتعاد عن الأخطاء الفادحة التي قد لا يكون تجنبها صعباً. ومن المؤكد أن النضال من أجل الحكم الرشيد، هو الأكثر أهمية في الوقت الحالي، لأنه يحدد إمكانات تحقيق الازدهار في بلد ما.
وتجتذب الدول ذات الإدارة الجيدة، الاستثمارات والمواهب، ما يعزز ابتكارات قوى السوق، وبناء شركات قوية واقتصادات مزدهرة. وهذا يزيد مصادر تمويل الخدمات العامة، وإطلاق سلسلة من المبادرات والمشاريع الإيجابية.
وقد صنفت دراسة أعدها معهد «بيسكولار» في سبتمبر الماضي، الحكومات الأكثر كفاءة لعام 2022، استناداً إلى بيانات مجمعة من «أطلس العالم» ومعهد ليغاتوم البريطاني، شملت مختلف المقاييس المعتمدة في مؤشر الازدهار، وتقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية، ومؤشر التقدم الاجتماعي.
وقد ضمت القائمة التي تصدرتها الدنمارك، مجموعة من حكومات الدول الإسكندنافية العريقة في الخدمات الاجتماعية والرفاه، واعتماد أحدث الحلول التقنية في توفير متطلبات الحياة اليومية لمواطنيها.
1 - الدنمارك
تصدرت الدنمارك القائمة على المؤشر العام، كونها تلبّي جميع معايير القيم الديمقراطية. ويوصف نظام الحكم في الدنمارك، بأنه الأفضل عالمياً، حيث تفتخر بانتهاج أفضل السياسات العامة، وانتقاء أفضل الكوادر للوظائف الحكومية. وقد حافظ ذلك على ناتجها المحلي المرتفع، مع مستوى عالٍ من تطوير البنية التحتية. وتسير الدولة على المسار الصحيح، بتأكيد برامج الضمان الاجتماعي غير المقيد، والمساواة لجميع الناس وحرية التعبير.
2 - السويد
احتلت السويد المرتبة الثانية، بفضل هيكلها الإداري ومعدّل الناتج المحلي، حيث حصلت على مئة نقطة في مؤشر الهيكل الإداري، و92 نقطة في مؤشر الناتج المحلي. كما تتمتع السويد بأعلى معدلات الرضا الشعبي، وهي في طليعة الدول، من حيث مشاريع التحديث وتطوير الصناعة. والسويد ملكية برلمانية، ذات نظام ديمقراطي راسخ، وفيها انتخابات حرة ونزيهة
3 - فنلندا
على الرغم من أن الحكومة الفنلندية الحالية، ليست قديمة بالمفهوم الزمني لعمر الحكومات، فإن استطلاعات الرأي تظهر أن الناس راضون بشكل عام عن أدائها. وقد حصلت على المرتبة الرابعة على مؤشر الكفاءة. وهي بلد يحترم القوانين ويصون الحريات ويكفل تشكيل الأحزاب السياسية والنقابات المهنية، ولا يكاد الفساد يذكر.
ويعمل نحو 90% من الكادر الحكومي في وظائف تتطلب مهارة عالية، بينما يحصل 100% من المتقاعدين على معاشات مرتفعة. كما تمنح النساء وأفراد الأقليات العرقية حقوقاً متساوية، ومعدل البطالة صفر.
4 - النرويج
حصلت النرويج على المركز الرابع في التصنيف العام، وهي الثالثة من حيث حجم الناتج المحلي وتتمتع بأعلى درجات الشفافية وتوفير الوظائف. وعندما تحصل على درجة كاملة على مؤشر الحريات العامة فهذا لا شك إنجاز كبير. وتخضع الحكومة للمساءلة والمتابعة عبر منظمات المجتمع المدني، وينعدم الفساد كلياً.
5 - كندا
تقدمت كندا على الولايات المتحدة، في قائمة دول أمريكا الشمالية. وتميز أداء حكومتها برئاسة الليبرالي جاستن ترودو، باحترام الحقوق السياسية والحريات المدنية.
ويحصل جميع المواطنين في كندا على التعليم الثانوي. والضمان الاجتماعي يحمي الناس من الفقر. ونظراً لنظام الرعاية الصحية الفعّال، تتمتع هذه الدولة بواحد من أعلى معدلات العمر الوسطي في العالم.
6 - لوكسمبورغ
تحتل لوكسمبورغ مرتبة عالية على مؤشر الحوكمة، وتشتهر بكونها ملاذاً ضريبياً. وتحتل المرتبة الأولى على مؤشر الخدمات الصحية والحرية الشخصية، وحصلت على واحدة من أفضل الدرجات في التصنيف العام.
فضلاً عن ذلك تعدّ لكسمبورغ واحدة من أغنى دول العالم، من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ولديها أدنى مستوى للدين العام في المنطقة.
7 - سويسرا
تتصدر هذه الجمهورية الفيدرالية قائمة التعليم، وتحتل مرتبة عالية على مؤشر الحوكمة أيضاً. وتمتاز بسلاسة انتقال السلطة، حيث يختار الجمهور جميع أعضاء مجلسي البرلمان البالغ عددهم 246 عضواً في انتخابات مباشرة.
8 - ألمانيا
حصلت ألمانيا على 82 درجة في الترتيب العام، وهي تمتلك تاسع أعلى دخل في العالم. وتمتاز النخب الحكومية في ألمانيا بالمهارة ولديها أفضل الحلول السياسية. ويوجد فيها نظام تعليم فريد أيضاً. ويشعر 86% من الألمان أن اقتصادهم يسير على ما يرام، وفقاً للمسح الذي أجراه مركز«بيو» للأبحاث.ونظراً للتعافي السريع من الأزمة المالية العالمية، كانت التصورات بشأن الاقتصاد إيجابية إلى حد كبير منذ عام 2011. وبينما يعاني الكثير من اقتصادات القارة جراء «كورونا» وتبعاته، فإن ألمانيا لديها واحدة من أدنى معدلات البطالة في أوروبا عند 3.7 %. وقد زاد نمو الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا خلال عام 2021، بشكل خاص، بزخم عدة سنوات من التوسع الاقتصادي القوي. ويعكس ذلك درجة عالية من الحوكمة.
9 - نيوزيلاندا
تمارس هذه الدولة ديمقراطية برلمانية لها تاريخ طويل من الانتخابات الحرة والنزيهة. وتعكس شخصية رئيسة الوزراء السابقة جاسيندا أرديرن، مكانة المرأة البارزة في السياسة. وجميع مواطني نيوزيلاندا متساوون أمام القانون، وحقوق الإنسان فيها مصونة بشكل عام.
10 - هولندا
حصلت هولندا على 86 درجة في مؤشر الحوكمة، ومرتبة متقدمة على مؤشر جودة نظام الحكم. وبالنظر إلى استقرار نظام التعليم، حيث إن جميع الناس تقريباً قد أكملوا تعليمهم الثانوي، فإن عدم المساواة الاقتصادية ليست مشكلة كبيرة. ويحكم هولندا نظام ديمقراطي برلماني عريق، حيث قطعت أشواطاً على طريق ترسيخ العدالة والشفافية السياسية.
