سفاحات لا يعرفن الرحمة

من الأرملة السوداء إلى كونتيسة الدماء:
01:11 صباحا
قراءة 10 دقائق

المرأة في عالم الجريمة نساء بلا قلوب، لا يعرفن الرحمة، جرائمهن مرعبة تشيب لها الولدان، لا يتخيل أي كان من أين واتتهن الجرأة لتعذيب ضحاياهن قبل الإجهاز عليهم بدم بارد .

وبطيات التاريخ ملفات سوداء لسفاحات أزهقن مئات الأرواح من بينهن أطفال لا حول لهم ولا قوة، والمثير أن من بينهن من أقدمن على قتل أطفالهن وهي على عكس طبيعة الأمومة . إنهن نادرات بعالم النساء لكنهن بالنهاية بشر . وعبر قرون طويلة وحضارات مختلفة، ظهر عدد من السفاحات اللاتي تفنن في قتل ضحاياهن، إما بالنحر بالسكين، أو بالضرب بالفأس، أو بدس السم وكان الأكثر شيوعاً، خاصة بالقرنين السادس عشر والسابع عشر . ومابين كونتيسه مجرية سادية وصل عدد ضحاياها لأكثر من 650 فتاة، إلى بريطانية دست السم لأطفالها واثنين من أزواجها ووالدتها طمعاً بالمال، إلى أخرى لقبت بالأرملة السوداء، إلى ممرضة كانت تفضل لقب ملاك الموت على ملائكة الرحمة رصدنا عدداً من اشهر السفاحات، وما آل إليه مصيرهن

إيميليا داير "حاصدة الأطفال"

1838 - 1896:

عندما عثر بريطاني كان يتنزه بقاربه الصغير صباح أحد أيام عام 1896 على حقيبة بلاستيكية صغيرة طافية على سفح مياه نهر التايمز، لم يدر بخلده ماذا ينتظره بها، إذ عقدت الدهشة لسانه، وتملكه الفزع عندما فتحها ليعثر على جثة احد الأطفال الحديثي الولادة، وضع على فمه شريط ابيض لاصق، وكانت الحقيبة مقيدة إلى حجر من القرميد الثقيل بغية الاستقرار بقاع النهر، الذي رفض تحمل مزيد من الجثث فلفظ الحقيبة الأولى ليكشف سراً كبيراً لأكثر من 400 رضيع آخر قتلوا بالطريقة نفسها .

وعلى الرغم من الصدمة فإنها لم تكن المرة الأولى التي تعرف بها الشرطة بوجود هذا النوع من الجرائم، إذ سبق ذلك بنحو ستة أشهر العثور على حقائب مماثلة احتوت على 40 جثة لأطفال صغار إلا أنها لم تتمكن من الإمساك بطرف خيط يفسر ما يحدث .

وكانت الجثة الأخيرة هي بداية الخيط الذي بحثت عنه الشرطة طويلاً، لأن جثة الرضيع كانت تحتفظ بملامحها تقريباً لعدم استقرارها في قاع النهر، إضافة إلى ندبة مميزة كانت تعلو جبهته، لذا كان من السهل على الشرطة تحديد هويته .

وبعد الوصول إلى ذويه تكشفت مفاجأة من العيار الثقيل، إذ اعترفت والدته بتسليمه بعد أيام قليلة من ولادته إلى سيدة تدعى إيميليا داير (56 عاماً) من مدينة بريستون لتتعهده بالرعاية مقابل مبلغ مالي شهرياً، لأنها أنجبته خارج إطار الزواج، لكنها اختفت بعد ذلك دون أثر، ولم تتمكن من التوصل إليها، أو معرفة مصير رضيعها .

أما داير التي كانت تخفي خلف ملامحها الطيبة، شخصية عجوز بائسة لم تلد يوماً وهو السبب وراء طلاقها مرتين، إضافة إلى عدم إجادتها أي عمل، فهداها تفكيرها الشيطاني إلى احتراف قتل الأطفال عبر إصدار إعلان صغير في إحدى الصحف المحلية تعرض فيه خدماتها في رعاية الصغار مقابل مبالغ مالية زهيدة . وكانت البداية عندما عرضت عليها أكثر من سيدة رعاية رضع لم تتجاوز أعمارهم أياماً معدودة، ثم ذهبن بعد ذلك من دون السؤال عليهم مرة أخرى، مع التزامهن بدفع المبلغ المالي المتفق عليه كل شهر، لذا لم تتوان في التخلص منهم بطريقة واحدة عبر وضع شريط لاصق حول فم الرضيع، ثم وضعه في حقيبة بلاستيكية، بها بضعة أحجار من القرميد حتى تضمن استقرارها بأعماق التايمز، واطمأنت عند ارتكابها لسلسة من جرائمها إلى عدم قدرة الأمهات على إبلاغ الشرطة خشية تكشف فضحائهن، وهو ما نجح بالفعل لمدة تزيد على أكثر من عقدين قتلت فيهما ما يزيد على 400 رضيع بحسب تقديرات الشرطة .

تنقلت داير لأكثر من 25 عاماً بين عشرات القرى والمدن متخفية تجنباً لإثارة الشكوك، واستخدمت في كل منها اسماً مستعاراً مثل السيدة هاردينغ، والسيدة توماس، والسيدة ستانفيلد .

وعندما ألقت الشرطة البريطانية القبض عليها منتصف العام 1896 في أولد بايلي بالعاصمة لندن، اعترفت بدم بارد مبررة أفعالها بأنها كانت تتخلص منهم لحمايتهم من العالم المملوء بالشرور والمخاطر التي كانت تعتقد أنهم لن يستطيعوا العيش فيه . وتضمنت تحقيقات الشرطة عبارة تكررت كثيراً على لسانها وهي أرسلتهم إلى الجنة .

ولم يستغرق القضاة وقتاً طويلاً لإصدار حكم بإدانتها والحكم عليها بالإعدام شنقاً، ونفذ بها الحكم في العام نفسه بسجن نيو جيت .

جولي جين "ملاك الموت"

1857 - 1938:

كل من عرفها في عملها ممرضة في مستشفى مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس الأمريكية كان يراها مثالاً للتفاني، والاهتمام بالمرضى كبار السن، كانت متفائلة، مرحة، الجميع اتفقوا على أنها بالفعل تستحق لقب ملاك الرحمة، أما هي فكان لها رأى آخر وكانت تلقب نفسها ملاك الموت، ويعتقد أن عدد ضحاياها وصل إلى 70 شخصاً .

نشأت جين بأحد الملاجئ بمدينة بوسطن، بعد إيداع والدها مصحة عقلية، ثم درست التمريض، ولاحظ كل زملائها اهتمامها الشديد بمادة التشريح، وصور الجثث، لكن لم يتخيل أحد قط أن تستخدم دراستها للتخلص من المرضى الذين لم يحوزوا إعجابها .

كانت شغوفة بمعرفة تأثير جرعات الأدوية الزائدة على المرضى، وكيف يمكن تغييبهم عن الوعي، وبمجرد تخرجها عام 1889 كانت تعرف جيداً كل شيء عن عالم الجريمة والقتل .

بالعام الأول من عملها لقي 31 مريضاً حتفهم بعدما حقنتهم على فترات متباعدة بجرعة زائدة من عقار المورفين المخدر، وجلست إلى جوارهم الواحد تلو الآخر تدعى الاعتناء بهم، والخوف عليهم، على حين كانت الحقيقة هي رغبتها في التأكد من مفارقتهم الحياة، وهو ما أفادت به في اعترافاتها بعد ذلك، عندما قالت إن هذه اللحظات كانت تمنحها سعادة غامرة لم تكن تستطع مقاومتها، وكانت تدفعها إلى تكرار التجربة تلو الأخرى .

انتقلت بعد ذلك إلى منزل العجوز الدين دافيز للعناية به بعد وفاة زوجته التي كانت هي سبق أن قتلتها بالمستشفى وبعد أسبوعين فقط كانت قد أجهزت عليه هو وبنتيه، وكشفت نتائج تشريح الجثث بعد ذلك وفاتهم متأثرين بجرعات من السم، وكانت هذه الحادثة هي من وضعها بدائرة اشتباه الشرطة .

وبعد القبض عليها بالعام 1901 اعترفت ب 11 جريمة قتل فقط، وأشارت إلى أنها كانت تأمل دخول التاريخ عبر مزيد من القتلى، خاصة المرضى العجائز .

المثير أن المحكمة وجدتها غير مذنبة، واعتبرتها مجنونة وتم إيداعها أحد مستشفيات الأمراض العقلية بقيت بها قرابة 38 عاماً حتى توفيت عن عمر يناهز 84 عاماً .

الأرملة السوداء ماري آن كوتون

1832- 1873

ويصنفها التاريخ البريطاني على أنها أول سفاحة محترفة لارتكابها جرائمها عن عمد، وقبل عقدين من إثارة الثنائي جاك وبيير الفزع في شوارع لندن، والمثير أن ضحاياها كانوا أطفالها الصغار، وأزواجها، الذين قضت عليهم بدس السم لهم طمعاً في وثائق تأمين على حياتهم، أو معاشات كانت تتحصل عليها بعد رحيلهم .

قدح واحد من الشاي كان كافياً لإنهاء حياة مَنْ لا ترغب فيه، وظلت لأكثر من 20 عاماً بعيدة عن دائرة الاشتباه لسبب بسيط أنها سيدة ولم تكن جرائم القتل مرتبطة بهن من قبل، إضافة إلى أن ضحاياها كانوا 8 من أطفالها، و3 من أزواجها، و7 من أبناء أزواجها، ووالدتها .

ولدت كوتون عام 1832 بقرية صغيرة بدورهام كاونتي، وقضت طفولة مشردة معذبة بعدما قتل والدها ثم اضطرت للزواج وهي بسن الرابعة عشرة من ويليام موراي العامل بأحد مناجم الفحم، وكان لديه أربعة أطفال من زواج سابق، وأنجبت هي أربعة آخرين .

بعد عدة أعوام انتقلت مع زوجها من المدينة الصغيرة إلى كورنول الكبيرة، وهناك ارتكبت أولى جرائمها عندما لقي أربعة من الأطفال مصرعهم دفعة واحدة، لحقهم الخامس بأشهر قليلة، وسجلت أسباب الوفاة على أنها حمى معوية شديدة وهو أمر كان شائعاً بهذه الفترة، ولم تثر حوادث وفاتهم أية شكوك تجاهها، بل على العكس حصدت تعاطفاً من الجميع الذين اعتبروها بحالة صدمة وحزن عليهم، في الوقت الذي كانت هي اليد الآثمة التي قضت عليهم وأنهت حياتهم .

انتقلت الأسرة بعد ذلك بخمسة أعوام إلى مدينة ساندرلاند، حيث لقي طفلان آخران حتفهما، ثم الزوج نفسه، وحصلت هي بعدهم على أموال وثائق التأمين على حياتهم، وبلغت 35 جنيهاً إسترلينياً شهرياً، وهو رقم يعادل ثروة كبيرة في وقتها، إضافة إلى راتب 6 أشهر من عمل زوجها، وهو ما فتح شهية الأرملة التي لم تتجاوز 33 عاماً على مزيد من القتل مقابل مزيد من الأموال .

وخلال العقدين التاليين كررت ماري آن الجريمة نفسها، بالسيناريو نفسه، حيث كانت تلقي بشباكها حول رجل يتمتع بدخل جيد، تتزوج منه، وبعد بضعة أعوام تتخلص منه بدس السم، وهو ما حدث مع الزوج الثاني جورج وارد، والثالث فريدريك كوتون، وعدد غير معروف من أطفالها الذين أنجبتهم من زيجاتها، حتى والدتها لم تنج من طمعها، إذ توفيت بظروف غامضة خلال زيارة ابنتها، وبعد معاناة من آلام شديدة بالمعدة، وبعدها استولت على تركة لم تتجاوز قطعاً عدة من الأثاث .

المثير هو كيف حافظت على سرها لعقود طويلة من دون أن تنكشف، وكانت أهم أسباب ذلك هو مظهرها الذي كان يوحي ببراءة متناهية، إضافة إلى تمثيلها المتقن عند نحيبها على أطفالها، وأزواجها، إضافة إلى أن جرائم المرأة لم تكن معروفة من قبل، ولم يدر بخلد أحد البتة، أن تتجرد سيدة من مشاعرها وأمومتها وتقتل أطفالها واحداً تلو الآخر بدم بارد، ويبقى لجوؤها لأداة لم تكن معروفة من قبل وهي سم الزرنيخ إحدى أهم الوسائل التي أبقتها خارج دائرة الاشتباه، إذ تشابهت أعراض الوفاة وقتها مع أمراض شهيرة سائدة مثل الكوليرا، والدفتيريا .

زوجها الثالث جايمس روبينسون هو أول من ساورته الشكوك فيها وعمل على حماية نفسه منها، بعد تصميمها على استخراج وثيقة تأمين باسمه تحصل هي بموجبها على التعويضات حال وفاته، ودفعه ذلك إلى تطليقها على الفور .

ولم ترتدع الأرملة السوداء عن أفعالها حتى ألقي القبض عليها في 1872 بعد وفاة ابن زوجها تشارلز كوتون الذي لم يتجاوز السابعة، بعد اشتباه الشرطة في سبب الوفاة، ومعرفتها بسجل العائلة مع الوفيات الغامضة، ما دفعها إلى تشريح جثمان الطفل، لتظهر الحقيقة بوفاته متأثراً بجرعة من سم الزرنيخ .

وفي عام 1873 دينت بالقتل العمد للطفل، ولم تعترف بجرائمها السابقة، وفشلت الشرطة في إثباتها عليها لانقضاء وقت طويل على ارتكابها، وحكم عليها بالإعدام شنقاً بسجن دورهام .

مدام لالوري : القتل بالتعذيب

1752- 1842:

أخفت سيدة المجتمع الراقي ديلفين لالوري، من نيو أورليانز بولاية لويزيانا، قسوة وعنفاً لم يكونا يوماً باديين عليها، والمثير أنها هربت من القصاص العادل بعد اكتشاف جرائمها، ويعتقد أنها لاذت بالفرار إلى باريس ولم تقع البتة في قبضة الشرطة .

كان قصرها الفاخر داراً لضيافة المشاهير والأعيان والمثقفين بمنتصف القرن التاسع عشر، ولم يدر بخلد احد أبدا أن تكون قاتلة محترفة، حتى شب حريق هائل بالمطبخ الرئيسي، ما استدعى تدخل عدد كبير من رجال الإطفاء بعدما فشل العاملون بالقصر في السيطرة على الحريق، وكانت المفاجأة صاعقة عندما عثر الإطفائيون على جثث وأشلاء بشرية، وأشخاص مقيدين بسلاسل حديدية إلى الجدران، بعضهم قضى بالحريق، وآخرون صارعوا الموت، وقدموا روايات مفزعة عن التعذيب الذي تعرضوا له من دون سبب .

إحدى الضحايا كانت سيدة بترت ذراعاها، وقطع جلدها على شكل حلقات دائرية على نحو بدت معه أقرب إلى شكل يرقة الفراشة، وأخرى سلخت أجزاء من قدميها وكفيها وظلت تنزف حتى قضت، وآخرون لم تتمكن الشرطة من تحديد عددهم على وجه الدقة تم ممارسة أبشع وسائل التعذيب معهم، وتركوا بإصابتهم حتى لفظوا أنفاسهم وهي تستمتع بمشاهد آلامهم المبرحة . وجهت الشرطة الأمريكية 12 اتهاماً بالقتل العمد لمدام لالوري، إلا أنها لم تتمكن من إلقاء القبض عليها، وبعد أكثر من قرن عندما هدم قصرها عثر عمال البناء على أكثر من 75 جمجمة بشرية دفنت بالحديقة الخلفية ليرتفع عدد ضحاياها التقريبي إلى 87 .

كونتيسة الدماء: إليزابيث باثوري

1560-1614:

في العصور الوسطى لم تكن هناك قوانين لحماية الفقراء، وهو ما استغلته كونتيسة الدماء باثوري في نايرباتور بالمجر عندما تجردت من إنسانيتها، وقضت على 650 فتاة صغيرة كانت تجلبهن من القرى المحيطة بقلعتها الحصينة بدعوى العمل لديها، مقابل أجر شهري، وكان القرويون الفقراء يرسلون بناتهن من دون معرفة المصير المشؤوم الذي ينتظرهن، كما لم يتمكن أي منهم من مشاهدة ابنته منذ دخولها عالم المجهول بالقلعة .

ولم يكن الكثيرين يتجرأ على الاقتراب من القلعة خوفاً من سهام الحراس التي كانت تصيب مباشرة أي غرباء يتقدمون إليها .

وعلى الرغم من شهرة بارونة الدماء فإن التفسيرات التي قدمت لأسباب إقدامها على مثل هذه الجرائم كانت نادرة إلا أنها على الأغلب ترجع إلى شخصيتها السادية، حيث كانت تستمتع بمشاهد الدماء تلطخ المكان، ويقال إنها كانت تحرص على الحضور وقت ذبح الفتيات، ولمس دمائهن الساخنة اعتقاداً منها بأن هذا يمنحها عمراً أطول .

وبعد زيادة عدد الضحايا، أثارت عائلاتهم ضجيجاً وصل إلى ممثل الملك، الذي أصدر أمرا بتوقيفها . وفي عام 1610 صدر أمر ملكي بتحديد إقامتها بإحدى الغرف الصغيرة بقلعتها، وتوفيت لاحقاً بعد ذلك بأربع سنوات، وقلعتها CSEJTE تقع حالياً في سلوفاكيا .

الجمال الغيور أو سيدة الدماء

الرومانية فييرا دينزس 1903 - 1939:

على عكس السفاحات السابقات كانت دينزس تختار ضحاياها من بين الرجال فقط الذين وصل عددهم إلى أكثر من 35 قتيلاً، ومن أسف أن من بينهم ابنها الوحيد الذي دست له سم الزرنيخ ليتوفى بالحال خوفاً من أن يفضح أمرها ويشي بها، على الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز الخامسة وقت الإجهاز عليه .

عاشت دينزس التي وصفتها الصحف المحلية بأنها فاتنة في مدينة بيركيركل بيوغوسلافيا السابقة، وتزوجت مصرفياً ثرياً وهي بعمر العشرين وكان هو أكثر من ضعف عمرها، وأنجبت منه ابنها الوحيد، وعانت معه من مشكلات زوجية كثيرة كان سببها خيانته الدائمة لها، ما اضطرها إلى وضع نهايته بطريقتها الخاصة، إذ دست له سم الزرنيخ ليلقى حتفه . وعلى الرغم من إثارة اختفائه الغامض كثيراً من الشكوك، فإن الشرطة لم تستطع التوصل إلى الحقيقة نظراً لعلاقاته المتشابكة، وإفادة دينزس التي ذهبت بهم بعيداً عندما قالت إنها تشك في وجود صله بينه وبين مافيا لتهريب الأموال عبر أوروبا .

وعلى الرغم من التخلص من خيانة زوجها، فإن عقدة عدم الثقة بالرجال لازمتها بعد ذلك، وكانت كلما خطبت إلى شخص ما يختفي في ظروف غامضة، حتى ارتبطت برجل أعمال صربي ثري، أثار اختفاؤه شكوك زوجته الأولى التي دفعت بالشرطة إلى تفتيش منزلها لتكون المفاجأة الصاعقة، إذ عثرت بالقبو على توابيت لكل الرجال الذين قضت عليهم بدعوى عدم إتاحة الفرصة أمامهم لخيانتها .

وتناقلت قصتها الصحف المحلية والأوروبية بضعة أشهر نظرت خلالها المحكمة القضية، وحكمت بإدانتها بالقتل العمد، والإعدام شنقاً، إلا أن الحكم خفف بعد ذلك إلى السجن مدى الحياة، لأن القوانين اليوغسلافية تحظر إعدام النساء . وخلال قضائها مدة العقوبة بالسجن تدهورت حالتها العقلية، إذ انتابتها هلاوس مستمرة بمطاردة ضحاياها لها، ما استدعى إيداعها إحدى المصحات العقلية، التي توفيت فيها لاحقاً متأثرة بنزف في الدماغ، قبل أشهر قليلة على اندلاع الحرب العالمية الثانية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"