عادي
دموع وحسرات في شهادات مؤلمة عن تأثيرات الزلزال

سوريون في حلب يرفضون مغادرة منازلهم المهددة بالانهيار

01:42 صباحا
قراءة دقيقتين

رفض مواطنون سوريون في مدينة حلب، مغادرة منازلهم المتصدعة بفعل الزلزال الذي هز مؤخراً سوريا وتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة. وفي غرفة نومها التي دمر الزلزال واجهتها وجعلها مشرعة على الهواء الطلق، تصر أم منير، على أن الموت وحده يمكنه أن يقتلعها من شقتها التي تحضن ذكرياتها وعائلتها.

وتقول أم منير (55 عاماً) التي تعيش وحدها في الطابق الرابع من مبنى في حي المشارقة: «لا شيء يخرجني من منزلي سوى الموت، حينها سأخرج مباشرة إلى المقبرة».

وتضيف، بينما تناثرت الحجارة على سريرها وتضرر أثاث غرفتها الخشبي التقليدي: «نحن أبناء عز ومال، لكن الحرب غيرت أحوالنا. لم ننزح حتى في أقسى سنوات الحرب ولن ننزح الآن».

وإثر الزلزال المدمر في السادس من الشهر الحالي، انهار المبنى المجاور بالكامل، وانهارت معه الواجهة الخلفية للمبنى الذي تقطن فيه السيدة، والمؤلف من 7 طوابق. وباتت غرف النوم فيه أشبه بشرفات مكشوفة.

وتلازم السيدة منزلها على الرغم من إدراكها للخطر الموجود، وكذلك يفعل عدد من جيرانها. وتقول: «المبنى متصدع ونعلم أنه مهدد بالانهيار، لكننا عشنا طوال سنوات الحرب متكلين على الله، ونؤمن بأنه سيحفظنا».

ولم تدفع المعارك أم منير، إلى مغادرة منزلها القريب من خط التماس سابقاً، ولا الهزات الارتدادية التي تجد نفسها تهرول إلى الشارع في كل مرة تتكرر فيها. وتروي كيف تمضي غالبية وقتها لدى جارتها في الطابق الأول ليتسنى لهما الخروج فوراً. وبعد الزلزال الجديد الذي ضرب تركيا وسوريا، مساء الاثنين، غادر علي الباش (55 سنة) وعائلته منزلهم في الطابق الأول من المبنى ذاته. ويروي لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما يجلس على حجر صغير داخل غرفة النوم التي سقطت خزانتها إثر انهيار الجدار، ونقل بقية أثاثها إلى غرفة أخرى في المنزل: «خرجت ليل الاثنين مع أولادي وزوجتي إلى الحديقة المجاورة، وعدنا بعد انتهاء الهزة»، موضحاً: «نحن على هذا المنوال منذ الزلزال الأول قبل أسبوعين».

وعلى الرغم من أن عمارتهم آيلة للسقوط في أي لحظة، لا يتردد الباش وعائلته في العودة إلى المنزل المتصدع للنوم.

وفي المنزل ذاته، تختنق أمينة رسلان (85 سنة)، والدة الباش، بدموعها حين تتذكر كيف كان منزلها. تشير إلى الجدار المدمر وتقول: «هنا كانت لوحة رسمها ابني، وهناك كانت الخزانة وقربها الساعة»، مضيفة: «انهار كل شيء مع الجدار الذي سقط».

وتتابع: «عشنا في المنزل 50 سنة ولا أستطيع التأقلم الآن مع مكان جديد ، لم نعتد أن نسكن عند أحد أو في مراكز إيواء، ولا قدرة لدينا على استئجار منزل جديد». وبينما يجلس أحفادها حولها يكررون الكلام على مسامعها، تقول السيدة المسنة: «خسرت اثنين من أولادي خلال الحرب. لا أريد أن أخرج من منزلي، لا أريد أن أخسر المزيد». (أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25djzraz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"