عادي

دليلك للحياة في القرن الـ21

20:30 مساء
قراءة دقيقتين
القاهرة: الخليج
إعطاء كل فرد منا مفاتيح المستقبل كي نتمكن من أن نعيد معاً ابتكار المجتمع والاقتصاد والعلم، هو المشروع الذي يدعو إليه جان ستون، والمسار الذي يقترحه علينا يقوم على تحليل مبتكر للتحولات الاقتصادية، والاجتماعية، الوحشية على الأغلب، التي وسمت السنوات الأخيرة، ففهم العوامل التي تقف وراء هذه التطورات وديناميات عملها، يمثل فعلياً تهيئة لا غنى عنها للتفكير في مستقبلنا.
المقاربة التي يقدمها جان ستون هي مقاربة مفكر إنساني النزعة، مشغول بالمعرفة والتقاطع مع كل العلوم، سواء التي يقال عنها إنسانية أم اجتماعية أو ما يطلق عليها العلوم البحتة، وتناول مستقبل أقاليم العالم، ويرى جان ستون فيلسوف العلم في هذه جميعاً البنية الأساسية التي تقوم عليها رؤيتنا للعالم ومحرك التطورات لهذا العالم على مر التاريخ، فمفاتيح المستقبل تمتد على هذا التاريخ الفكري الذي عرضه في أعماله السابقة، والمجادلات التي حققها مع أعظم العلماء والمثقفين في عصرنا.
كتاب ستون «مفاتيح المستقبل»، ترجمة محمد سيف، يمكن أن نطلق عليه «دليلك للحياة بالقرن الحادي والعشرين» لكن هذا يمكن أن يكون مورداً للالتباس، لأنك لن تجد هنا أي وصفة لجعل مدخراتك في مأمن عند الانهيار المالي المقبل، أو للبقاء حياً أثناء وباء قادم، ناهيك عن كيف تحتمي في حالة حدوث حرب نووية، ومع ذلك فالمفيد لحياتنا جميعاً التي هي موضوعه، هو الأسلوب الذي يمكننا به أن نجعلها حاملة للمعاني، الأكثر غنى، والأكثر كمالاً، والأكثر انسجاماً، بتجنب العديد من العراقيل، التي تنتصب في طريقنا.
يوضح الكتاب أنه مع قدوم المدير العام لشركة أبل جون سكولي، لمؤتمر أقيم في مجمع حمامات بكاليفورنيا، مع ستيف جوبز وكل الفريق، وعند توقف هذا المؤتمر بفعل حدوث واحد من أكبر الزلازل الأرضية التي عرفتها كاليفورنيا خلال العقود الأخيرة، خرج كل المشاركين حينئذ وهرعوا إلى الشاطئ بين المنازل المرتجة، ولكنهم ما إن وصلوا إلى الشاطئ، حتى أدرك أصحاب العقول الكبيرة هؤلاء أن زلزالاً أرضياً على شاطئ البحر يمكن أن يتسبب في حدوث تسونامي، فعادوا أدراجهم ليعبروا المدينة في الاتجاه المعاكس كي يحتموا بالجبال.
هذا يلخص تماماً هدف هذا الكتاب، فعقب قراءته سيكون عليك معرفة في أي اتجاه ستجري عند حدوث زلزال، لو كنت على الأرض، أو في أي اتجاه سيكون الشاطئ لو كنت في البحر، وهي مساعدة تمكنك من السباحة في دوامات عالم صار أكثر فأكثر تعقيداً، كنتيجة منطقية لعولمة ما، وصار به المزيد والمزيد من الثقافات والبلدان والأفراد الذين يتفاعلون فيما بينهم.
الكتاب يرى أن العالم مريض، لأن كل موت مرتبط بمرض، لكن الموت جوهري بالحياة، فلو أنه ليس موجوداً فلن يكون بالإمكان حدوث التجديد أو التقدم أو الحصول على مكان من أجل الأجيال الجديدة، هذا الكتاب سيمكننا من أن نعرف على نحو أفضل ما هو بصدد الموت، وما هو في طريقه للولادة، على الصعيدين النظري والعملي في نفس الوقت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m6we2mk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"