صنّاع الأجيال

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

أيام وينطلق العام الدراسي 2019-2020، في محطة معرفية جديدة لبناء الأجيال، ويشكل المعلمون نقطتي «البداية والنهاية»، إذ تستهل الدراسة بدوامهم، ويكونون دائماً آخر من يغادر الميدان التربوي في نهاية كل عام، واليوم يستنفر المجتمع ونحن معه، لاستقبال «صناع الأجيال»، المقرر عودتهم يوم الأحد.
نعم.. يستحقون منّا كل احترام وتقدير وترحاب، نعم نجدد لهم الثقة، ونعترف بجميلهم في تربية أبنائنا وتقويمهم وإعدادهم للمستقبل، نعم.. ينبغي أن تقدر جهودهم، وتعزز مكانتهم في المجتمع بالشكل الذي يليق بعظمة وسمو دورهم ورسالتهم .. نقف لهم جميعاً «احتراماً وفخراً وتبجيلاً»، فالمعلم «قيمة وقامة»، ومرتكز رئيسي في صياغة المستقبل، ليس للأبناء فحسب، بل للمجتمع بمختلف أطيافه.
ولكن واقع الحال في السنوات السابقة، رصد لنا العديد من السلوكيات السلبية التي كان بطلها «طلبة»، لم يدركوا قيمة المعلم وكيفية احترامه، وأولياء أمور لم يصل إلى مسامعهم بعد قدر المعلم وهيبته، وسقط منهم سهواً تربية أبنائهم على احترام معلميهم، والأكثر سلبية ما نراه في بعض المدارس الخاصة التي تنهي خدماتهم، مع نهاية كل عام دراسي لأسباب واهية، ليتناسوا جميعاً أن المعلم أداة فاعلة تبدد ظلمات الجهل، بنور العلم والمعرفة.
وعلى الرغم من تلك السلوكيات التي تعكر صفو الميدان، إلا أننا متفائلون هذا العام، بأن تبدل تلك الفئة الطلابية سلوكياتها المسيئة، بأخرى أكثر إيجابية، ونعتقد أن هذا أمر ليس بالمستحيل، ما دامت وزارة التربية والتعليم، تركز على إيجاد وسائل متعددة، لتعديل تلك السلوكيات، التي تحرج في مضمونها الوالدين، وتضعهم في مأزق حقيقي لعدم قدرتهم على تربية وتأهيل أبنائهم.
ونأمل أن تضع الجهات القائمة على شأن التعليم الخاص، أيديها على تجاوزات المدارس الخاصة بحق المعلمين، وتضع إطاراً موحداً لحمايتهم وتعزيز مكانتهم والمحافظة على حقوقهم، لنصل معاً إلى نهاية فوضى تصيبنا نهاية كل عام تسمى «إنهاء الخدمات».
وما دام المعلم يحمل على عاتقة مسؤوليات إعداد العقول وبناء الأجيال، ينبغي أن يأخذ فرصته كاملة، بدون أي معوقات أو تجاوزات، تؤثر سلباً في أدائه وإنجاز مهامه، ولسان العقل يؤكد أهمية الاستفادة من التجارب والمواقف السابقة، وتجنب إشكاليات لا تغني ولا تسمن من جوع، لنتخلص من ظواهر سلبية وسلوكيات غير لائقة ترهق الجميع.
وسؤالنا قبل انطلاق عامنا الدراسي المرتقب، لماذا لا ندرك ونعي معاً كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي: «قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّه التَبجيلا..... كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا »؟ ولماذا لا نعلم أبناءنا كيف يتغنون بها؟ لنوقف السلوكيات التي تؤذي رسل العلم؟ فهل هذا مستحيل؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"