رياضتنا مريضة

05:54 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

هل نحن انفعاليون بل عاطفيون بشكل أصح، نتعامل مع الأمور بحساسية شديدة، خصوصاً فيما يتعلق بالرياضة بشكل خاص؛ ففي حالة الفوز والانتصارات نحلق في السماء ونغدق الألقاب والمسميات والنعوت على من نشاء، ونرفع من حقق الانتصار إلى مصافّ الإعجاز والإبهار، ونكيل المدح الذي يفوق الواقع ونتعاطى مع الأمر وكأننا منتصرون دائماً بتهويل وتبجيل منقطع النظير، أما في حالة الإخفاق نهوي بمن أخفق، أسفل سافلين فلا نترك شيئاً من أوصاف التنكيل إلاّ واستخدمناها، متناسين أن الفوز والخسارة وجهين لعملة واحدة، الفوز وارد والإخفاق وارد، وبين التهويل والتنكيل ننام في عسل الوقت، والشواهد كثيرة، فبعد إخفاق منتخب كرة القدم في تصفيات كأس العالم أرغينا وأزبدنا ثم انطفأ كل ذلك واستمر المنتخب في إخفاقاته، وفي دورة الألعاب الآسيوية الماضية، تكرر إخفاق جلّ فرقنا التي ضاعت وعودها بالميداليات أدراج الرياح، عدا الجوجيتسو، فتكرر النقد حتى من قبل المسؤولين عن الرياضة في الدولة، لكن من دون فعل حقيقي يجعلنا نتجاوز كل تلك الإخفافات، حيث الشمّاعات جاهزة لتعلّق عليها الأسباب، حتى من تجاوز وجنس من الاتحادات تكرر إخفاقه، بل أسوأ من ذلك أضر بسمعة الدولة بتعاطي البعض من لاعبيه المنشطات.
الاتحادات باقية بشخوصها وأسلوب عملها وكل وعود دراسة أسباب الإخفاق ووعود تقويم المسار، إما حبيسة الأدراج أو هي أصلاً لم تتم.
مشكلتنا الرئيسية هي عدم وجود تخطيط سليم يعتمد على رؤية حقيقية، تدرس الواقع وتنظر للمستقبل وتُعِدّ له بأدوات متطورة وعقلية منفتحة تتقبل النقد، وتعمل بصدق وإخلاص من دون شخصنة أو ضغائن، تحاسب وتقوّم وتعدل.
المنظومة الرياضية مريضة، وتحتاج إلى هزّة عنيفة توقظها من سباتها الطويل تعيد لها الوهج وترفعها من الوهن الذي ضرب مفاصلها تحاسب فتثيب وتعاقب، تقدر وتغير، قوية لا تتعامل مع الأمور بمنطق تبويس اللحى، ومنطق لم يكن في الإمكان أحسن مما كان.
نحتاج إلى ضبط وربط، واستراتيجية واضحة محكمة، مع تنفيذ دقيق ومراجعة مستمرة تزيل العراقيل وتسهل التنفيذ لنصل إلى أهداف مرسومة.
نرجو ألاّ يمر إخفاق منتخب الكرة مرور الكرام، كما مرت كل الإخفاقات السابقة وعلى العديد من الأصعدة والاتحادات، نرجو أن نحاسب جميع الاتحادات ونقيّم عطاءها، فالوطن فوق كل الأسماء والأشخاص.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"