عادي
العرس الكروي أصبح رسالة اجتماعية

رحلة المونديال من جول ريميه إلى جوزيف بلاتر

02:33 صباحا
قراءة 6 دقائق

إذا كان لكل مونديال نجم أو نجوم فان الفرنسي جول ريميه هو نجم النجوم في كل المونديالات والأب الروحي لأنه صاحب فكرة إقامة كأس العالم فأبصرت النور بإقامة أول بطولة عام 1930 في الأوروغواي التي أحرزت اللقب .

ولد جول ريميه عام ،1874 وظهرت عليه علامات القائد مبكراً، ففي سن الثالثة والعشرين أسس في باريس مع شقيقه مودست وبعض الأصدقاء نادي رد ستار .

وحتى عام ،1890 كانت كرة القدم الفرنسية غير قادرة على تنظيم نفسها بوجود اتحادات عدة مشتتة تتنافس فيما بينها . وبعد 6 سنوات، نضجت شخصية جول ريميه ونضج معها أيضاً حسه التنظيمي وروعة التعبير لديه وصار رئيسا للجنة للفرنسية التي تضم اتحادات المناطق، ثم رئيسا للدوري الفرنسي عام ،1910 وكان منطقيا أن ينتخب رئيسا للاتحاد الفرنسي الجديد لكرة القدم في 7 نيسان/إبريل ،1919 وبقي في هذا المنصب حتى عام 1949 .

وبالتوازي مع هذه الوظيفة، لم يأل جول ريميه جهدا على الصعيد العالمي داخل الاتحاد الدولي (فيفا) الذي أسس عام ،1904 وبعد الحرب العالمية الأولى، انسحب الإنجليز الذين كانوا يسيطرون على لعبة كرة القدم من الفيفا لأنهم لا يستطيعون العيش مع الأعداء فلم يتأثر الفيفا بانسحابهم .

وفي الأول من آذار/ مارس ،1921 انتخب جول ريميه رئيساً للفيفا في مؤتمر انفير ببلجيكا بناء على طلب من الدول الاسكندينافية، فلم يتوان في العمل من أجل إنشاء مسابقة تدعى كأس العالم، وقد تم ذلك بالفعل ونظمت البطولة الأولى في الاوروغواي .

وفي عام ،1946 احتفل مؤتمر الفيفا في لوكسمبورغ بالذكرى ال25 لتوليه منصب الرئيس وأطلق على الكأس اسم كأس جول ريميه، وفي 21 حزيران/يونيو 1954 تخلى عن منصبه وعين رئيسا فخريا للفيفا، ثم غيبه القدر في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1956 عن عمر 82 عاماً .

وبعد 44 عاما على تخلي ريميه عن منصبه ورحيله، وبعد تناوب 4 رؤساء على المنصب، وصل السويسري جوزيف بلاتر إلى سدة رئاسة السلطة الكروية العليا عام 1998 .

متعدد المواهب

يتمتع بلاتر، المولود في 10 آذار/مارس 1939 في فييج (سويسرا)، بمواهب متعددة تتمثل بذكاء حاد ودراية في معالجة اكبر المشكلات التي تعترض طريقه بدبلوماسية مشهودة، فضلاً عن انه صاحب مبادىء لا يتراجع عنها ويذهب بأفكاره حتى النهاية، كما يجيد أكثر من لغة .

وبعد أن لمع طالباً ثم نال شهادة في الاقتصاد والتجارة من جامعة لوزان (سويسرا)، بدأ مسيرته عام 1959 أميناً عاماً لهيئة السياحة في فاليه، قبل أن يصبح عام 1964 مديرا في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث أن عين بعد سنتين رئيساً للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية .

ولقيت حياته تحولا جذريا عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة لونجين السويسرية لصناعة الساعات وأوكلت إليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة بصفتها الراعية الأساسية للتوقيت في أولمبياد ميونيخ (ألمانيا) عام 1972 .

وانضم بلاتر إلى الفيفا عام 1975 بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيساً وأوكل إليه منصب المدير الفني عام ،1977 قبل أن يعين أمينا عاما عام 1981 خلفا للألماني هلموت كايزر .

ويقول بلاتر منذ تعييني أميناً عاماً لم اعش سوى لكرة القدم، لقد تزوجت الفيفا على حساب عائلتي وحياتي الشخصية، وبلاتر مطلق وله ابنة تدعى كورين (40 عاما) ساعدته في حملته الانتخابية التي أدت إلى فوزه خلفا للبرازيلي هافيلانج عام 1998 . ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه فإنه حالياً برتبة كولونيل وهي أعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية .

انتخب بلاتر في 2002 لولاية جديدة ثم تكرر الأمر عام ،2007 ويبدو أن السويسري البالغ من العمر 73 عاماً لا يعرف معنى للكلل لأنه أكد ترشحه لولاية رابعة في الانتخابات التي ستقام عام 2011 .

لم أكمل بعد مهمتي في لعبة كرة القدم، وما زلت بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحقيق ذلك، هذا ما قاله بلاتر عن ترشحه لولاية رابعة، مضيفاً: آمل أن يتم في عام 2011 منحي الثقة مجدداً خلال كونغرس الاتحاد الدولي، وإذا لم يحصل ذلك سأعود إلى قريتي في فييج (مقاطعة فاليه السويسرية) حيث سأشارك في دورات للعبة البيتانك .

وتابع يوجد هناك ملعب رائع يصلح للعبة البيتانك، لكني أفضل دائما الملاعب الكبيرة ولعبة كرة القدم هي حياتي .لعب بلاتر دورا قياديا في المفاوضات لحقوق النقل التلفزيوني والعقود التسويقية والتسويق الحديث لكأس العالم إلى جانب سلفه البرازيلي جواو هافيلانج .

أعطت سنوات الخبرة الطويلة التي أمضاها بلاتر في مناصب ريادية مختلفة في كرة القدم الخبرة والرؤية التي تعتبر من الشروط الرئيسية في الألفية الجديدة للسيطرة على التحديات في العصر الجديد لكرة القدم .

ومن خلال إنشاء شبكة اتصالات دائمة مرتكزة على تقنية المعرفة، يهدف بلاتر أيضا لدمج النساء في عملية صنع القرار الدولي سواء اللاعبات أو المدربات أو الحكام .

ويهدف بلاتر أيضا إلى تعاون وثيق مع الاتحادات القارية والاتحادات الوطنية والبطولات والأندية بالإضافة إلى تأسيس حوار منفتح مع شركاء الاتحاد الدولي الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين والثقافيين .

تعتبر كرة القدم الرياضة الجماعية الجوهرية وهي بالنسبة لرئيس فيفا: التعليم الأساسي وتكوين الطباع والروح القتالية المقرونة بالاحترام والانضباط . كرة القدم مرادفة للمسرح والترفيه وهي كنز لا يثمن بالنسبة للإعلام . فبامكانها إصدار الشرارات الفنية وبالطبع خلق الكثير من فرص العمل . ولكن قبل كل شيء هي مصدر لا ينضب للعاطفة والفرح فهي حركة جسدية تحرك المشاعر باستمرار . إنها اللعبة الأكثر شعبية في العالم .لذلك كان شعاره كرة القدم للكل والكل لكرة القدم .

ويرى بلاتر انه في الأماكن الأقل حظوة من غيرها في العالم تستطيع كرة القدم إحياء الأمل والوعد بتقدم اجتماعي . يؤكد بلاتر أن كرة القدم عازمة على ضمان مساهمة قيمة من أجل تحسين الصحة العامة عن طريق المعايير التقنية والبحث العلمي وهذا ما يثبت أنها تلعب دوراً رئيسياً في المجتمع بطرق متنوعة .

إن النجاح الهائل لكرة القدم جعلها مصدر جذب للمجموعات الاقتصادية الكبرى . إلا أن رئيس فيفا مصمم على الحفاظ على الوجه الإنساني للعبة فالحفاظ على وجه سليم بين الأوجه المتعددة لكرة القدم هو تحد مستمر وفي الوقت نفسه هدفي الرئيسي .

ولسنوات عدة التزم بلاتر بمشاريع إنسانية كبرى بما انه يعتقد أن كرة القدم تحمل مسؤولية اجتماعية . كان السويسري القوة الدافعة وراء الشراكة مع مؤسسة قرى الأطفال أس أو أس التي بدأت في ،1994 وتقيم هذه المنظمة أكثر من 130 قرية للأطفال في مختلف أنحاء العالم وهي تلقى من فيفا دعماً مالياً ومادياً .

ومنذ انتخابه رئيسا في حزيران/يونيو ،1998 أنشأ بلاتر حلفا مع منظمة الأطفال التابعة للأمم المتحدة يونيسيف وشارك بإطلاق حملة أمل نقي وكرة قدم نقية قبل الشروع في أحدث حملة بالتعاون مع يونيسيف، حيث أطلقت حملة قل نعم للأطفال وهي حملة عالمية تهدف إلى زيادة الوعي حول حقوق الطفل وللمرة الأولى، خصصت كأس العالم لقضية إنسانية تحت شعار قل نعم للأطفال .

وقام بدعم مشروع مشترك لقارة إفريقيا مع منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والتي أطلق عليها اسم أبعدوا شلل الأطفال عن إفريقيا .

ومد بلاتر أيضا يد المساعدة لمخيمات اللاجئين من خلال دعمها بمعدات كرة القدم وأبدى التزامه الكامل هو وفيفا في مكافحة عمل الأطفال لهذا السبب .

ومن آخر النشاطات الاجتماعية الرياضية التي ساهم في إطلاقها بلاتر كانت مبادرات اربح في إفريقيا ومع إفريقيا و20 مركزا من اجل إفريقيا وهدف واحد: التعليم للجميع التي أطلقت بعدما وقع الخيار على جنوب إفريقيا لاحتضان نهائيات كأس العالم 2010 .

ويهدف بلاتر والفيفا إلى الاستفادة من المونديال لكي يحسن الوضع الاجتماعي الصعب في القارة السمراء .

رسالة إفريقية

لا يمكن لفيفا وحده أن يترك إرثاً مستداماً في إفريقيا . نحن بحاجة إلى دعم والتزام الحكومات، هذا ما قاله بلاتر قبل أيام معدودة على انطلاق النهائيات الأولى في القارة الإفريقية، مضيفاً تقابلت مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في لندن من اجل التحدث بهذه المسألة .

سيساعدوننا على تعزيز الدراسة والتعليم في إفريقيا . تعهدت الحكومات باستثمار مليون دولار في مجال تأسيس وبناء مدارس جديدة . وفي غضون ذلك، انضمت دول أخرى إلى هذه المبادرة، مثل إسبانيا وهولندا والبرازيل وبلجيكا وألمانيا . بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق حملة هدف واحد: التعليم للجميع التي ترأسها الملكة الأردنية رانيا .

نحن ملتزمون تجاه هذه المشاريع ولكن يتعين على الحكومات أن تقدم لنا وسائل الدعم .

رؤساء الفيفا

تعاقب على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ تأسيسه في 21 أيار/مايو 1904 ثمانية رؤساء هم:

1904-1906: الفرنسي روبير غيران

1906-1918: الإنجليزي دانيال وولفول

1921-1954: الفرنسي جول ريميه

1954-1955: البلجيكي وليام سيلدرييرز

1955-1961: الإنجليزي ارثور دروري

1961-1974: الإنجليزي ستانلي راوس

1974-1998: البرازيلي جواو هافيلانج

1998 - حتى الآن: السويسري جوزيف بلاتر

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"