تحدٍّ في دقيقتين

21:30 مساء
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

استوقفني مقطع فيديو مصور بثته كليات التقنية العليا، بعنوان: «تحدٍّ في دقيقتين»، ظهر فيه الدكتور عبد اللطيف الشامسي، يروي ما آلت إليه الكليات من تطوير، وما حققته من إنجازات على مدار عامين، وحقاً خرجت جميعها عن الإطار التقليدي لمؤسسات التعليم العالي، وحاكت المستقبل بكل تحدياته ومتغيراته واحتياجاته.
ولعل أبرز ما لفت نظرنا، هو خطة بناء الجيل الرابع للكليات، التي تركز على بناء رواد الأعمال والقادة الفنيين، وهنا تتحول الكليات من مجرد مؤسسة تعليمية، إلى مصانع لتفريخ كوادر فنية ومهنية مواطنة، تعالج نقص الكوادر المواطنة في المجال الفني، وتثري القطاع الصناعي في الدولة بسواعد مواطنة خالصة في مختلف التخصصات.
وكانت الخطوة الأكثر أهمية في هذا الاتجاه، تلك التي ركزت على بناء شراكات مهنية مع 22 جهة عالمية مانحة للشهادات الاحترافية، وربط جميع برامج الكليات بتلك الشهادات، ليتخرج طالب «التقنية» ولديه شهادتان «تعليمية واحترافية»، فلدينا الآن 3720 طالباً وطالبة حاصلين على شهادات احترافية عالمية، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير على طريق مخرجات المستقبل.
ولا شك أن تأسيس المناطق الاقتصادية الحرة في مختلف إمارات الدولة، تشكل فكراً جديداً خارج الصندوق؛ إذ يعزز مسار بناء رواد الأعمال المواطنين في المستقبل القريب، فقد أصبح لدينا الآن طالب علم، قادر على تحديد مستقبلة وهو على مقاعد الدراسة، لاسيما أن الكليات أنشأت صندوقاً بقيمة 100 مليون درهم لدعم ريادة الأعمال وتوفير فرص متنوعة للتعليم.
نعم.. لدينا إشكالية في الطموحات الوظيفية للخريجين؛ إذ تقتصر تطلعات معظمهم على العمل في القطاع الحكومي الذي أصبح غير قادر على استيعاب جميع المخرجات، ولكن كليات التقنية استطاعت أن تغير قبلة اتجاهات الطلبة الوظيفية من الحكومي إلى الخاص، فجميع طلابها يتدربون في مؤسسات القطاع الخاصة، وارتفعت نسبة إعادة توجيه الخريجين لهذا القطاع من 26% إلى 57% خلال عامين، وسجلت 93% من جهات العمل الخاصة حالة من الرضا على دافعية خريجي الكليات وجاهزيتهم في شتى التخصصات.
في الواقع يعد هذا الاتجاه مهماً للغاية، لاسيما أنه يتماشى مع توجهات الدولة المستقبلية، التي تركز على انخراط الخريجين المواطنين للعمل في مؤسسات القطاع الخاص، بما يخدم مسارات وأهداف ملف التوطين، الذي جعلته القيادة الرشيدة للدولة شاغلها الشاغل، ودعمته بكل قوة، وقدمت مبادرات نوعية لتشجيع الخريجين، وتحقيق الرفاهية والحياة الكريمة للشباب المواطن.
إن قراءات المستقبل، وإدراك تفاصيله واحتياجاته تفرض على جامعاتنا، التفكير خارج الصندوق، فعصر الثورة الصناعية الرابعة، أثبت أن المخرجات الحالية لا تواكب المستقبل، والذكاء الاصطناعي ذلك الأخطبوط الذي امتدت أذرعته لتطال المجالات كافة، يحتاج إلى مخرجات بمواصفات معينة، فدعونا نخرج عن التقليدية ونبني جيلاً قادراً على مواكبة المتغيرات، ومجابهة التحديات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"