المتتبع للبرامج الانتخابية لغالبية المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، يجدها متشابهة إلى حد كبير، وتتضمن خطوطاً عريضة لأهم القضايا المطروحة على الساحة المحلية، التي تشغل بال الجميع وأهمها التوطين، ومحاربة الغلاء، والاهتمام بالشباب، والتعليم والاستثمار في الإنسان، إلا أننا لا نجد أي آلية عملية لتنفيذ الوعود الانتخابية.
التوطين من أهم القضايا، ويحظى باهتمام بالغ عند الحكومة، وفي مختلف القطاعات، فما هي الآلية التي ينتهجها المرشحون الذين يكتب لهم الفوز في الانتخابات، ممن طرحوا هذه القضية في برامجهم الانتخابية، لرفع نسبة التوطين؟ دور عضو المجلس الوطني الاتحادي يتمثل في طرح سؤال للوزير المعني، بحثاً عن إجابة حول موضوع ما، أو تبني موضوع عام، والمطالبة بمناقشته بحضور ممثل الحكومة في المجلس، إلى جانب المشاركة في اجتماعات اللجان، والزيارات الميدانية، والمشاركة في مناقشة مشاريع القوانين، وبالتالي فإن دوره في هذا الجانب إظهار قضية ما وصولاً إلى توصيات بناءة.
موضوع التوطين الذي يكاد يكون العامل المشترك عند غالبية المرشحين، مسؤوليته مشتركة بدءاً من الباحث عن العمل، ثم الشركات والمؤسسات الخاصة وشبه الحكومية، ووزارة الموارد البشرية والتوطين. ونستطيع القول إن برامج التوطين نجحت، عندما يكون عدد المواطنين الباحثين عن عمل صفراً، فطالما هناك مواطنون سواء أعدادهم بالآلاف أو حتى بالمئات يبحثون عن عمل في بلد تتوفر فيه 5 ملايين وظيفة في القطاع الخاص، منها ما لا يقل عن 200 ألف وظيفة تناسب المواطنين، بالذات الخريجين، نقول إن برامج التوطين لم تنجح بالكامل.
العديد من المرشحين ركزوا في برامجهم الانتخابية على موضوع المتقاعدين، والسؤال، ما هي الآلية التي يتبعها هؤلاء المرشحون لتحسين أوضاع المتقاعدين، خاصة أن هذا الموضوع الهام كان يناقش بجميع تفاصيله في كل دور انعقاد عادي، خلال الفصل التشريعي الحالي، والفصول السابقة للمجلس الوطني، وإلى الآن لم يصدر مشروع تعديل قانون هيئة المعاشات والتأمينات الاجتماعية، الذي لعل وعسى أن يحدث تغييراً في أوضاع المتقاعدين بعد صدوره والعمل به.
سؤال آخر للمرشحين ممن أكدوا اهتمامهم بقضايا التعليم في برامجهم الانتخابية، ما هي المقترحات المطروحة في شأن الاهتمام بهذا القطاع، وأي هذه الجوانب ستحظى باهتمامهم، هل المعلم أم المناهج أم المنشآت التعليمية؟ وما سبق ذكره ينطبق على غالبية المواضيع المطروحة من نسبة كبيرة من المرشحين. فهل نحن أمام وعود انتخابية تنتهي مع انتهاء عملية الانتخاب وإعلان النتائج؟
سلام أبو شهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
