أيام الإمارات الثقافية في برلين (3)

كشاكيل ملونة
13:36 مساء
قراءة دقيقتين

جيل الشباب من الأبناء عندنا وعند غيرنا، في أقطار الخليج العربية، وفي بقية الوطن العربي، لا يعرف عن برلين، هذه المدينة ذات الصيت العالمي، سوى أنها عاصمة للاتحاد الألماني، وألمانيا هذا البلد المهم والكبير يمثل اليوم واسطة العقد المتلألىء على صدر القارة الاوروبية وأكثر اقطارها متانة في الاقتصاد والتقدم العلمي.

وتختلف برلين عن كثير من مدن أوروبا لأن تصاميم مبانيها الجميلة وبناها التحتية تعلوها الحداثية في الطراز المعماري مع بروز الملامح واللمسات التاريخية هنا وهناك تلك التي تمت المحافظة على ما تبقى من هياكلها بغية الإشارة إلى الماضي العريق لهذه المدينة التي هي إحدى أكبر المدن في أوروبا، وليست الحداثة المعمارية في برلين بالشيء الذي يجده المرء مكرراً أينما يمم وجهه في المدن والبلدان، وخاصة مدن أوروبا التي لا تقبل بلدياتها المساس بالشكل المعماري للمباني القديمة أو تلك التي تزيد أعمار إنشائها على قرن وبضع القرن من الزمن..

ولكن مدينة برلين يختلف وضعها اختلافاً واضحاً، إذ جاء إليها المعماريون المبتكرون غير التقليديين فصمموا لها معماراً يسر الناظرين ويبهج نفوسهم وأذواقهم الفنية الراقية، من مبان تجارية ودور للفنون والمتاحف والمساكن وغيرها، ويجسد العصرانية بكل وجوهها العملية المريحة..

وقصة هذه المباني والمعمار الحداثي العصري المتفنن، هو أنه لم تكد الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها بهزيمة ألمانيا التي دوخت الدنيا طوال ستة أعوام تقريباً من 1940م إلى 1945م، حتى كانت برلين إحدى التركات الثقيلة التي خلفتها الحرب وأهوالها، وجاءت هذه التركة لتشكل مرارة وأسى في نفسية الشعب الألماني إذ أمسى يرى مدينته وعاصمته متقطعة الأوصال وموزعة إلى مناطق احتلال ونفوذ للدول الرئيسية التي قادت ضده الحرب.. فالجزء الشرقي، أو ما يمثل نصف مساحة العاصمة يخضع للنفوذ الروسي الشيوعي، والنصف الباقي من الغرب لنفوذ ثلاث دول غربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا..

وكانت الضربة الموجعة والأكثر إيلاماً للأمة الألمانية، انفصال الجزء الشرقي من ألمانيا بما فيه الجزء الشرقي من مدينة برلين، وخضوع هذا الجزء للنظام الشيوعي البغيض المتمثل في الاتحاد السوفييتي، وقيام دولة صورية، تحت اسم جمهورية ألمانيا الشرقية..

وللحديث صلة غداً إن شاء الله

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"