عادي
يضم 50 طالباً وطالبة يتفاعلون معه بإيجابية

مركز مدينة زايد لرعاية ذوي الاحتياجات مساحة أمل بالمجان

05:00 صباحا
قراءة 4 دقائق

يعد مركز مدينة زايد لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة احدى المؤسسات الفاعلة التي تقوم بدور رائد في الخدمة المجتمعية، حيث يقوم بتقديم الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية رفيعة المستوى للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير قدراتهم ومساعدتهم على التفاعل الإيجابي مع مجتمعهم الكبير، بشكل متكامل يؤهلهم لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس واكتساب الخبرات في مختلف المجالات حتى يتسنى لهم الالتحاق بوظائف داخل الدولة إضافة لرفع مستوى الوعي لدى الجمهور حول قضايا وطموحات هذه الفئة من الأطفال .

أكدت سلامة المزروعي رئيسة شعبة الإعاقة الجسدية والسمعية والبصرية بالمركز أن المركز بدأ بتقديم خدماته خلال ديسمبر/كانون الأول من عام 2006 ويدرس فيه اليوم 50 طالباً وطالبة يتكفلهم المركز ويقدم لهم كل خدماته مجاناً وعلى نفقة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ويضم المركز أقسام (التنمية الفكرية، الإعاقة الجسدية، الإعاقة السمعية، والتوحد) ويوفر للطلاب خدمات العلاج الطبيعي، وعلاج عيوب النطق والكلام، والخدمات النفسية والرعاية الاجتماعية من أخصائيين في هذه المجالات .

ويتيح الفرصة لهم لممارسة الأنشطة المختلفة من رياضية، فنية، موسيقية، ويقوم المركز ببعض الرحلات الترفيهية والعلمية ويقيم بعض الاحتفالات في المناسبات المختلفة، وهو يشهد تطويراً مستمراً كل سنة، وبه خدمات مساندة كالخدمة الاجتماعية والنفسية والعلاج الطبيعي وعلاج النطق والتخاطب ويضم غرفة العاب تعليمية وغرفة رياضية ومكتبة متخصصة ومختبراً ولكل قسم وسائل مساندة إضافة لتلفزيون وجهاز تسجيل .

شايع محمد العامري مرحلة الروضة 9 سنوات ورغم كونه ملازماً للكرسي استقبلني بابتسامة بريئة وقال إنه مبسوط من المركز وأساتذته وانه يحبهم كما يحب أهل بيته وانه يقرأ ويكتب وأكد أساتذته انه طالب مميز ويتفاعل بشكل إيجابي معهم .

أما فاطمة خالد الحمادى فقد كانت إعاقتها سمعية وتحدثنا بلغة الإشارة وترجم بيننا أحد أستاذتها وقالت إنها في الصف الأول ابتدائي وكانت فرحة بأنها قامت بتقديم هدايا الحفل على المدعوين وأن المركز قام بإعطاء والدتها تكويناً في لغة الإشارة وهى تتفاهم الآن معها بكل يسر .

العلاج الطبيعي

وقال حسام أحمد غنيم أخصائى علاج طبيعي بالمركز بشكل عام نقدم خدمة العلاج الطبيعي للحالات الداخلية بالمركز وأغلبها فوق سن 16 ونبدأ بتقييم الحالة مبدئيا بناء على تقرير طبي يشخص الحالة بهدف الوقوف على أبرز المشكلات ووضع الخطة العلاجية المناسبة لها، بعد ذلك نقوم بإجراء جلسات علاجية فردية من خلال التمارين العلاجية إضافة لتدريب الأهالي على بعض التمارين التي تخص الوضعيات المناسبة، حتى يكون العلاج متكاملا في المركز والبيت .

ومن المهم التنبيه إلى أن تقدم أية حالة تقوم على تعاون كل الأطراف وان كان لدى بعض الأطفال معنويات عالية ودافعية للتحسن إلا أن ذلك التحسن لا بد أن يستند إلى ثلاثة عوامل هي الأهل والطفل والمعالج، فالأهل عليهم متابعة البرامج العلاجية وأخذها من الأخصائي، والأخير يقوم بوصف التمارين العلاجية للطفل، ووعي الطفل وإدراكه في تطبيق هذه التمارين ومدى انسجامها مع حياته اليومية .

وأكد إبراهيم سليم مدرس صف التوحد أن معظم الناس يخافون التوحد رغم بساطته، منبها إلى أنه يتم التفاهم معهم عادة بالكلام العادي، لأن لغتهم الاستقبالية سليمة 100% ما لم تكن هناك عيوب استثنائية في استقبال اللغة، كما يمكن توجيههم جسدياً، وهم كبشر يمكنهم التعبير عن حاجاتهم بالصور إذا تم تدريبهم على ذلك، أو بالإشارة، وهناك ثلاثة جوانب أساسية تشكل عائقاً صعباً تتمثل في صعوبة التواصل البصري واللغوي الاجتماعي واللعب التخيلي وهذه هي الجوانب الأصعب، ونحن في تعاملنا مع هذه الفئة نركز على هذه الجوانب الثلاثة إضافة إلى الأشياء الأكاديمية حسب كل طالب .

الإعاقة الجسدية

وأضافت سارة الحمادي مدرسة إعاقة جسدية أن الإعاقة الجسدية ليست عائقا بالمعنى المتعارف عليه لدى معظم الناس، والتصورات النمطية عنها ما عادت مقبولة في عصر منفتح يحاول إعادة الاعتبار لكل ما هو إنساني، من خلال الدخول إلى عقول الناس ومعرفة السبل التي تؤدي إلى دمجهم في الحياة النشطة كفاعلين فيها وليسوا عائقا عليها، وهذه الإعاقة لا تتخذ شكلاً واحداً، فقد تنتج عن شلل دماغي أو تخلف عقلي بسيط أو حادث أو سحب الماء من ظهر الطفل، والصعوبة الأساسية تكمن في التعامل مع كل حالة على حدة، ورغم تجاوب الأهالي في المحيط الضيق لهذه الفئة وتفهمهم وتناغمهم معنا هنا في المراكز ، إلا أنه على المجتمع أن يتعامل مع هذه الفئة بشكل طبيعي .

أما طارق الشربينى أستاذ التنمية الفكرية بالمركز فقد أكد أن معظم ذوى الاحتياجات الخاصة لديهم قصور في وظائف التفكير والإدراك، ومهمتنا هي الدفع بالطفل إلى التحصيل والتفكير، لجعله يدرك معاني الأشياء، والمجسمات والمحسوسات، إضافة إلى إدراك المفاهيم على المستوى العقلي، وفي الجانب الاجتماعي نحاول دفعه للتواصل مع الآخرين من خلال الحصيلة اللغوية، وأهم من هذا كله دفعه إلى الاستقلال الذاتي عن الآخرين كي يعتمد على ذاته .

وفي سبيل ذلك نقوم بتقوية الوظيف الحركي بتقوية العضلات الدقيقة والكبيرة . ومن الصعوبات الجدية في تعليم هذه الفئات التفاوت الكبير بين هؤلاء الأطفال رغم أننا اليوم ولله الحمد المركز الوحيد الذي يدرس المنهاج الحكومي كاملاً .

ولأن التعامل مع هذه الفئة يعتبر استثنائياً ومتشعباً ويقتضي العمل مع أطراف متعددة وخصوصاً أولياء الأمور فقد استخدم فريق المركز كل الوسائل المتاحة ولإطلاع الآباء وأولياء الأمور على التفاصيل المتعلقة بأبنائهم .

وأكد صالح المقدادي أخصائي نفسي بالمركز أن التواصل يتم مع الأهالي بشكل يومي عبر تقرير أو ورقة تعد من قبل المدرسين والأخصائيين وآخر أسبوعي وترسل إلى ولي الأمر، كما يتم التواصل عبر اللقاءات والمناسبات، التي يحييها المركز وكذلك باجتماعات دورية يدعى فيها أولياء الأمور إضافة اجتماع خاص يدعى فيه ولي الأمر إذا ما كان الموضوع تربوياً أو سلوكياً ويتم التواصل أيضا عبر الهاتف ورسائل SMS وأثناء مراجعة أولياء الأمور للمركز للاستفادة من الخدمات المساندة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"