أعلن الدكتور حنيف حسن وزير الصحة عن الانتهاء من إنشاء و تجهيز المختبر الوطني المتخصص في مجال الفحوصات الفيروسية، وتحديداً في فحوصات فيروس إتش 1 إن 1 الشهير بإنفلونزا الخنازير، وبدء التشغيل التجريبي للمختبر ،الذي تم إنشاؤه داخل مستشفى القاسمي في الشارقة كوحدة مستقلة بمبنى منفصل ملحق بالمستشفى، وأكد أن المختبر إضافة جديدة لخدمات الفحص المخبري في الدولة، وأنه جار تزويده بأحدث التقنيات والأجهزة الفنية المتطورة في مجال الفحوصات المخبرية بشكل عام، وفحوصات الفيروسات بشكل خاص .
جاء ذلك على هامش استقباله للجنة الخبراء الفنيين للمكتب الإقليمي للشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بديوان عام الوزارة في دبي، للاطلاع على برنامج الزيارة التي تقوم بها اللجنة بهدف التعرف الى الاستعدادات الفنية والتجهيزات الطبية للمختبر، حيث ضم الوفد كلاً من الدكتور عاطف كامل، والدكتورة هالة عصمت، خبراء منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي في مجال المختبرات الطبية، وحضر اللقاء الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية، والدكتورة نجاة محمد راشد مديرة الإدارة المركزية للمختبرات الطبية، والدكتورة ناريمان الملا المستشارة بمكتب وزير الصحة .
وكان وزير الصحة قد وقع عقد إنشاء المختبر نهاية العام الماضي مع عبدالعزيز المدفع مدير شركة ''سيتوميد'' المتخصصة في مجال المختبرات الطبية .
وبحث وزير الصحة استكمال متطلبات الموافقة على إشهار واعتماد المختبر كمختبر وطني للإنفلونزا، بعد التأكد من تمام تنفيذ الشروط والمعايير الدولية التي أوصت بها اللجنة في زيارات سابقة لتحقيق هذا الاعتماد .
من جانبه أوضح الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في الوزارة، أن لجنة خبراء الصحة العالمية قامت خلال زيارتها التي استغرقت ثلاثة أيام بتدريب الكوادر الطبية والفنية والإشرافية من خلال ورش عمل ومحاضرات علمية متنوعة، وستقوم بتدريب 30 فنياً من مختلف معامل ومختبرات المؤسسات الصحية في الدولة على كيفية جمع العينات وإرسالها وطريقة التعامل معها .
وأشار إلى أنه تمت مناقشة تطوير المرحلة الثانية من إنشاء المختبر ليكون مختبراً مرجعياً متعاوناً مع منظمة الصحة العالمية لفحص ورصد جميع أنواع الفيروسات في خطوة مهمة ومتميزة ستحقق الاستفادة لدول إقليم شرق المتوسط، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى لأن يكون المختبر مرجعياً لتحديد فصائل الفيروسات التي يتم عزلها عن طريق المختبر، في خطوة متقدمة جداً بعد إضافة الأجهزة المتطورة والمتخصصة في زراعة وفصل الفيروسات بكل أنواعها .
وأوضح الدكتور محمود فكري أن المختبر سوف يعمل من خلال عدة أقسام، بحيث يكون هناك قسم للفيروسات، وآخر للبكتيريا لزراعتها أيضاً وتحديد أنواعها، وبذلك يكون المختبر هو الأول في المنطقة الذي يعمل على تحديد فصائل الفيروسات المختلفة .
وأشار إلى أن من أهداف إنشاء المختبر الرئيسة المحافظة على الدولة خالية من شلل الأطفال، حيث سيعنى المختبر بفحص الفيروسات المسببة للشلل الرخوي الحاد، ما يحقق سرعة استخلاص النتائج، إلى جانب أنه سيسهم في تحقيق أهداف الوزارة للتخلص من الحصبة، حيث سيوفر المختبر كافة الفحوصات المخبرية اللازمة لضمان سرعة التعامل مع الحالات المصابة، مشيراً إلى أن المختبر سيحقق أهداف منظمة الصحة العالمية من حيث تحقيق التعاون للاستفادة منه في دول إقليم شرق المتوسط، لافتاً إلى أن المختبر يعتمد على التقنيات الحديثة المتنوعة، ومنها تقنية استخدام الحامض النووي الذي يتم بموجبه تحديد الأمراض والفيروسات المسببة لها .
وأشار إلى أن اعتماد المختبر على تقنية عزل الفيروسات وزراعتها سيجعل من الممكن الاحتفاظ بعينات حية من الفيروسات والتعامل معها مخبرياً لخدمة الأهداف الصحية، مؤكداً أن المختبر سينضم إلى شبكة المختبرات الدولية لمنظمة الصحة العالمية الذي يشار إليه في مواقع الشبكة العالمية للانترنت بعلامة النجمة .
وثمن وزير الصحة جهود أعضاء اللجنة وسرعة استجابتهم، مؤكداً أن الوزارة مستعدة لتوفير الكوادر الطبية والفنية والأجهزة اللازمة ليتمكن المختبر من تحقيق المرحلة الثالثة المستهدفة، بحيث يكون مرجعياً في دول الإقليم .
وأكد الدكتور حنيف حسن أن تحقيق الرعاية الصحية المتكاملة هدف استراتيجي للحكومة الاتحادية بقيادة صاحب السمو الشيح محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مشيراً إلى أن دراسة متطلبات توفير الخدمات الصحية المتميزة لا تتوقف، سعياً وراء الوصول إلى الجودة والتميز في مجال الخدمات الصحية .
