النووي الإيراني يقوض السلام

04:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

جرت الرياح بما لم تشته سفن الإيرانيين، حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان مبرماً في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ليمثل ذلك صدمة للإيرانيين.
واليوم تستدر إيران عطف الاتحاد الأوروبي بعدما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق، وأعادت فرض العقوبات عليها، وذلك بعد أن طمأن مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة والمناخ، وزراء إيرانيين بأن الاتحاد الأوروبي ملتزم بإنقاذ الاتفاق النووي، وهذا ليس سوى ضرب من الوعود التي لا يُعرف مصيرها.
كان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران متزامناً مع تنامي الأنشطة الإرهابية لإيران، وتهديداتها المستمرة لمنطقة الشرق الأوسط. وتخوفاً من مواصلة إيران تخصيب اليورانيوم، قال الرئيس الأمريكي: «إن إيران تنتهك الاتفاق النووي»، ووصف الصفقة ب«الكارثة»، وانسحب منها، رغم رفض حلفاء الولايات المتحدة في دول الاتحاد الأوروبي لذلك.
التدخل الإيراني السافر وصل إلى الدول العربية من مغربها إلى مشرقها، من اليمن إلى المغرب، وربما كان التدخل الأخير في شؤون المغرب وقطع العلاقات الدبلوماسية المغربية مع إيران رادعاً للتدخلات الإيرانية في المغرب، وضربة دبلوماسية لها، وإذا لم تتخذ المغرب هذا الموقف لكانت إيران أفسدت في الأراضي المغربية إفساداً كبيرا، وزرعت فيها الفتنة بين الشعب الواحد، ورمت المغرب في مستنقع إرهابي، ولكن بفضل الله ثم بفطنة الحكومة المغربية الرشيدة تم قطع العلاقات مع إيران، بعد الكشف عن تدخلها المغرض في المغرب.
لإيران تاريخ أسود في تقويض السلام في الشرق الأوسط، وبالأخص في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، والسعي للسيطرة عليها علناً أمام المجتمع الدولي، كما كانت طموحاتها أيام الإمبراطورية الفارسية، واليوم هي تعيد أطماعها التوسعية، وأحلامها بالهيمنة وبسط النفوذ، ولذلك فهي تسعى للسيطرة والتدخل في الدول العربية، وتطمح للنيل من الدول الخليجية، وقد حاولت ذلك في مملكة البحرين، ولكنها فشلت وجرت أذيال الخيبة، وكان الأمن البحريني ساهراً على أمن البحرين ولهم بالمرصاد، إلا أن إرهابها لم ينته، وهي تمد عملاءها حلفاء الشيطان من حوثيين وغيرهم بالأسلحة والصواريخ، ليمارسوا أنشطتهم الإرهابية في المنطقة.
ومن المؤسف أن دولة عربية خليجية سعت لتكون الخنجر المسموم والبوابة المفتوحة لإيران، وهي دولة قطر، التي باعت جيرانها بثمن بخس، وأصبحت حليفة لإيران، والبوق الإعلامي لها.
سيسجل التاريخ للإيرانيين في اليمن ارتكابهم أبشع الجرائم في حق الشعب اليمني، من خلال ذراعهم الإرهابية؛ الحوثي، لقد قتلوا الشعب اليمني بحجة السيطرة على بوابة الخليج، واستخدموا أطفالاً لم يتجاوزوا الخامسة من العمر كدروع بشرية في ميادين المعارك، كما وجهوا سهامهم تجاه المملكة العربية السعودية، التي تواجه المرة بعد الأخرى الصواريخ الباليستية الإيرانية الحوثية، لتنقذ بلاد الحرمين والكعبة المشرفة قبلة المسلمين. ولا يتورع الحوثيون عن إطلاق هذه الصواريخ حتى في شهر رمضان الكريم، وبالرغم من ذلك؛ فإن جيش التحالف العربي يقف سداً منيعاً أمام الحوثي الإيراني.
تزمع الولايات المتحدة الأمريكية بناء تحالف دولي ضد إيران لوقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في العالم، وليس في الشرق الأوسط فقط، وعلى المجتمع الدولي التكاتف والسعي إلى تحالف دولي لردع إيران، وإيقاف أنشطتها الإرهابية بحق الشعوب العربية والإسلامية، وإلا فستتمكن من التوغل والسيطرة والتوسع في ما تبقى من دول، وتشكيل الميليشيات الإرهابية التي تتاجر بدماء وأرواح الأبرياء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"