عادي

العمل الخيري في الأزمات

01:30 صباحا
قراءة دقيقتين
بيتر فوجيل*

بحلول أوائل شهر مارس/ آذار أفادت التقارير بأن العطاء الخيري لمكافحة «كورونا» المستجد بلغ مستويات غير مسبوقة، وتجاوز بالفعل مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم.
أخذ فيروس «كورونا» المستجد معظمنا على حين غِرّة - حكوماتٍ وشركاتٍ وأفراداً. انتشرت مشاعر القلق والخوف عبْر البرلمانات، وغرف الاجتماعات، والمنازل. ولكن العديد من المحسنين، العريقين والمبتدئين، اتخذوا إجراءات مهمة للمساعدة.
بحلول أوائل مارس/‏ آذار، أفادت التقارير بأن العطاء الخيري لمكافحة فيروس «كورونا» المستجد بلغ مستويات غير مسبوقة، وتجاوز بالفعل مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم. وهذا مبلغ ضخم، مقارنة مع المبالغ التي تم التبرع بها لكوارث أخرى، بما في ذلك فيروس «إيبولا» وإعصار «هارفي».
وفي الواقع، فإن حقيقة كون معظم الحكومات تتحول الآن إلى «أسلوب العمل في الأزمات»، تعود في جزء منها، إلى أنه يمنحها الحق في اتخاذ القرارات بطريقة أكثر فاعلية، مع عمليات مشابهة لتلك التي تتخذها شركة يقودها مالك. والكثير من هذه العائلات تدعم مجتمعاتها بنشاط مع استمرار فيروس «كورونا» في الانتشار.
في إيطاليا، مثلاً، قدمت أسرة «أغنيلي»، وهي أسرة إيطالية عريقة في عالم الأعمال، مرتبطة بشكل أساسيّ بصناعة السيارات، تبرعاً بقيمة 10 ملايين يورو، لإدارة الحماية المدنية الإيطالية، والوكالات المحلية التي توفر الرعاية الصّحية والمساعدة الاجتماعية في منطقة بيدمونت.
كما استخدمت الأسرة شركاتها؛ للمشاركة بشكل مباشر في شراء المعدات الطبية، وتوزيع الغذاء والدواء، ودعم خطة التعليم عن بُعد في المدارس.
وفي فرنسا، حوّلت مجموعة صناعة السلع الفاخرة «إل في إم إتش) ثلاثة من مصانع مستحضرات التجميل لديها؛ من أجل الإنتاج الواسع النطاق لمطهّر اليدين، الذي سيُوَزَّع على المستشفيات الفرنسية. كما وعدت المجموعة بتوفير نحو 40 مليون قناع جراحي للموظفين الطبيّين.
كما قرر كثير من الأفراد الأثرياء الشهيرين، دخول حلبة العمل الخيري؛ حيث تعهدت مجموعة من أصحاب المليارات الإيطاليين تضم: (جيورجيو أرماني، وريمو رافيني، وسيلفيو بيرلسكوني) بالتبرع بأكثر من 45 مليون دولار أمريكي؛ لمكافحة فيروس «كورونا» في بلادهم.
ومن بين كبار الأثرياء، خصَّص بيل جيتس، الذي كان قد حذّر سابقاً من الآثار المدمرة للفيروسيات، نحو 100 مليون دولار؛ للمساعدة في مكافحة فيروس «كورونا» في مناطق مختلفة من العالم.

* أستاذ أعمال العائلة وريادة الأعمال في المعهد الدولي للتنمية الإدارية (في لوزان، سويسرا).
موقع: ذي كنفرسيشن

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"