عادي

الأمم المتحدة تحذر من «خطر محدق» بصحة الأطفال بسبب التغير المناخي والطعام غير الصحي

22:41 مساء
قراءة 3 دقائق
حذّرت الأمم المتحدة من أن صحة الأطفال في العالم تواجه «خطراً محدقاً» نتيجة جملة عوامل أبرزها التغير المناخي والطعام غير الصحي وتسويق التبغ، منددة بعدم اتخاذ تدابير جادة لحماية مستقبل الأجيال الجديدة كما ينبغي.
صدر التقرير بعنوان «توفير مستقبل لأطفال العالم»، ونشر الأربعاء في مجلة «ذي لانسيت» الطبية البريطانية، وقال: «على الرغم من تحقيق بعض التقدم خلال السنوات العشرين الماضية على صعيد صحة الأطفال والأحداث، الا أن هذا التقدم بات اليوم معطّلا، ومهدداً».
وللتوصل إلى هذا الاستخلاص الصارم، وضعت المجموعة التي شكلتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، وتضم 40 خبيراً مستقلاً في مجال صحة الطفل من جميع أنحاء العالم، مؤشّراً جديداً لقياس إمكانيات تنشئة الأطفال انطلاقا من بيانات 180 بلدا حول معدل الوفيات والوضع الصحي والتغذية والتربية وغيرها. وكما هو متوقّع، تصدرت القائمة دولاً غنية في طليعتها النرويج، تلتها كوريا الجنوبية ثم هولندا وفرنسا، فيما صنفت في أسفل القائمة دول من إفريقيا جنوب الصحراء هي جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد والصومال والنيجر.
لكن واضعي التقرير قابلوا هذا التصنيف بمعيار يتعلق بتدابير «الاستدامة» مثل تطور انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتباين في الدخل وغيرهما، مشددين على أنه «إذا كان العديد من الدول عالية الدخل تحقق أداء جيداً جداً بالنسبة لازدهارالأطفال، إلا أنها قريبة من أسفل التصنيف من حيث مساهمتها في الاستدامة البيئية». وبالنسبة إلى الدول الأكثر فقراً، لفت التقرير إلى أنه على الرغم من كون انبعاثاتها من الغازات الدفيئة من الأضعف في العالم، إلا أن العديد منها عرضة لأشد تأثيرات التغير المناخي السريع.
وبحسب التقرير، هناك تسع دول فقط قادرة على تحقيق أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد المحددة لعام 2030، وفي الوقت نفسه احتلال إحدى المراتب السبعين الأولى من حيث ازدهار الأطفال والأحداث، وهي ألبانيا وأرمينيا وجرانادا والأردن ومولدافيا وسريلانكا وتونس والأوروجواي وفيتنام.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، المشاركة في رئاسة لجنة الخبراء إن:على الدول مراجعة نهجها في مجال صحة الأطفال والأحداث، والتثبت من أنها لا تعتني بهم اليوم فحسب، بل تحمي كذلك العالم الذي سيرثونه. يذكر التقرير من بين المخاطر التي تهدد صحة الأجيال الصاعدة تلوث الجو وتزايد المخاطر المناخية.
وتابع التقرير: إذا تخطى الاحترار المناخي أربع درجات بحلول 2100، مثلما تترقب التوقعات الحالية، فإن ذلك سيؤدّي إلى عواقب صحية مدمّرة للأطفال نتيجة ارتفاع مستوى المحيطات وموجات الحر الشديد وانتشار أمراض مثل الملاريا وحمّى الضنك، فضلاً عن سوء التغذية.
كما ندد الخبراء بـ «ممارسات تجارية» مضرة لصحة الأطفال المعرضين للتسويق التجاري للأطعمة عالية التصنيع والمشروبات المحلّاة بالسكّر والكحول والسجائر الإلكترونية والتبغ.
وقال طبيب الأطفال والمدير السابق لمعهد الصحة العالمية في بريطانيا أنتوني كوستيلو إن دراسات عديدة تظهر أن:الضبط الذاتي من قبل الصناعيين ليس مجديا، مندداً بتعرض الأطفال والأحداث لإعلانات الكحول خلال المباريات الرياضية وبالارتفاع الكبير لسمنة الأطفال والأحداث التي ازدادت بـ11 ضعفاً بين 1975 و2016.ودعا الخبراء الحكومات الوطنية إلى تشديد التنظيمات على هذا الصعيد.
وأوصى فريق الخبراء بالعمل بأسرع ما يمكن، على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حتى يكون للأطفال مستقبل على هذه الأرض، والأخذ في الاعتبار أصوات الأصغر سناً في القرارات السياسية وتقييم مفاعيل هذه القرارات على صحة الأطفال بشكل منهجي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"