عادي
بحث مع ظريف المواضيع الثنائية ومستجدات المنطقة

عبدالله بن زايد: العلاقات مع إيران متينة وترتكز على الاحترام والتعاون

05:07 صباحا
قراءة 6 دقائق
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن العلاقات بين دولة الإمارات وإيران هي علاقات قديمة وتاريخية تضرب بجذورها في عمق التاريخ وترتكز على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك من أجل أمن واستقرار المنطقة في ظل القيادة الحكيمة للبلدين الصديقين .
وقال سموه "هذا النهج سلكه وأوصى به مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها سموه اليوم في ختام أعمال الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الايرانية في ديوان عام وزارة الخارجية بحضور محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني .
ورحب سموه بوزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له متمنياً لهم طيب الإقامة في دولة الإمارات ومتطلعين جميعاً إلى المزيد من التعاون بين البلدين الجارين .
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان "أن عمل اللجنة وكل الجهود القائمة لدعم العلاقات بين الطرفين تحظى بتأييد وتشجيع قيادتي البلدين وتستهدف تعظيم الفائدة لشعبينا . وما اجتماعنا اليوم إلا دليل على حرص القيادة على تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة لكلا الطرفين والتمهيد للأرضية اللازمة لإحداث التقارب بين البلدين أكثر مما مضى" .
وأضاف سموه "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية شريك استراتيجي لدولة الإمارات ولا يقتصر الأمر على التجارة والعلاقات الاقتصادية فحسب رغم أهميتها بل يعود إلى روابط ثقافية وحضارية مشتركة تظهر آثارها فيما تشاهدون في بلدنا وما نشاهده في بلدكم . ولا شك أننا ننظر بالكثير من الإيجابية إلى التوجه العام للرئيس روحاني في مقاربته لعلاقة إيران بمجلس التعاون لدول الخليج العربية ونرى أنها فرصة سانحة لتعزيز علاقاتنا التاريخية وإزالة الشوائب والاختلافات التي تعتريها" .
وقال سموه "لقد رحبت دولة الامارات باتفاق جنيف الأخير (1+5) لإنجاح المفاوضات النووية وأملنا أن نحافظ على منطقتنا خالية من خطر انتشار النووي بما يعزز أمننا المشترك وأن يفتح ذلك الباب أمام انطلاق طاقات أكبر للتعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول العالم وفي مقدمتها دول الجوار" .
وأضاف سموه "من هنا تأتي أهمية عمل هذه اللجنة وأنماط التعاون المماثلة الأخرى، فدولة الإمارات سوف تبذل كل الجهود لإزالة أية عقبة في طريق تعزيز العلاقات بيننا ولا شك أن تعزيز الوجود الدبلوماسي والقنصلي هو وسيلة مهمة لتطوير العمل المشترك نحو تعاون أقوى وأوثق بين بلدينا" .
وقال سموه "وحرصا على تطوير الحوار الدائم بين الجانبين جاءت زيارتنا الأخيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية نهاية شهر نوفمبر المنصرم إضافة إلى الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين من الجانبين تقديرا منا جميعاً لأهمية التواصل المباشر كسبيل أمثل لتجاوز أي تحديات من خلال تبني منهج الحوار . . وربما لا يقل التعاون الثقافي والفني أهمية عن التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري . . وكل ذلك يعطي بعداً شعبياً للشراكة بين البلدين" .
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن أمله في أن يرتكز عمل هذه اللجنة على وضع الأطر والترتيبات الإجرائية التي تمهد الأرضية لمزيد من التعاون بين بلدينا بما يحقق مصالحنا المشتركة، ومع الأخذ في الاعتبار الالتزامات الدولية للطرفين والتطلع لآفاق أرحب تزال فيها كثير من العقبات التي تحد من التبادل التجاري والاقتصادي والتعاون الاستثماري" .
وقال سموه "من هذا المنطلق تستطيع اللجنة المشتركة بين البلدين أن تبدأ في إرساء الأسس والقواعد المطلوبة لتحقيق هذا الطموح وهذه الرؤية وبدء فصل جديد من العلاقات" .
ولفت سموه إلسى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل قبل عدة أعوام إلى أكثر من 44 مليار درهم إماراتي سنوياً لكنه تراجع في السنوات الأخيرة إلى نحو 25 مليار درهم عام ،2012 ويحدونا الأمل باستمرار الانفراج بين إيران والعالم بما يسمح لنا الوصول إلى تلك المعدلات السابقة وتجاوزها" .
وأكد سموه أن هناك فرصاً كبيرة أمام القطاع الخاص من الجانبين للاستثمار المتبادل بمجرد إزالة العقبات التي تفرضها الالتزامات بالمقررات الدولية وتوفر الأطر والاتفاقات التي يجب أن تعمل اللجنة عليها من الآن ولا يقتصر ذلك على مجالي الطاقة والصناعات الغذائية والدوائية وإنما هناك مجالات أوسع للتعاون يمكن الاستفادة منها على سبيل المثال هناك الخدمات المالية والمصرفية والطاقة المتجددة البديلة .
وأشار سموه الى أن هناك فرصاً عديدة أخرى لتبادل الخبرات لاسيما في مجالات التصنيع والبنية التحتية والرعاية الصحية وغيرها . ولا شك أن تطور ونمو العلاقات الإيرانية مع العالم سيتطلب توسعاً في مجالات عديدة منها النقل البحري والجوي وغيرها . ولدى دولة الإمارات الكثير مما يمكن أن يفيد في هذا السياق عبر إقامة الشراكات بين القطاع الخاص من كل الأطراف .
وقال وزير الخارجية "إن أمامنا مهمة كبيرة في تنسيق التشريعات المالية والاقتصادية والقانونية لتسهيل نشاطات التعاون تلك وإزالة العقبات أمام المزيد من تطور العلاقات خاصة بين القطاع الخاص" .
وأشار سموه "إن السلام والتطور والرفاهية في المنطقة حق للجميع وكلما ازدادت مجالات التقدم والتطور والتعاون ازدادت الرفاهية والسلام والهدوء للجميع" .
وتمنى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لوزير الخارجية الايراني والوفد المرافق له إقامة مثمرة ولكل أعضاء اللجنة التوفيق في تحقيق الأهداف المعقودة على عملها .
من جانبه شكر وزير الخارجية الإيراني سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على استضافة الإمارات لاجتماعات اللجنة وعلى حسن الضيافة والاستقبال وقال ان اجتماع اللجنة وفر لنا فرصة طيبة للحوار والتناغم بين القطاعين الحكومي والخاص في المجالات كافة ووضع خريطة عمل لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين .
ونوه إلى رؤية الرئيس روحاني تجاه دولة الامارات والمبينة على أسس الأخوة والتفاعل والحوار البناء والحرص على تعزيزها وتوسيعها" .
وأكد وزير الخارجية الايراني أهمية الاستفادة من الإمكانات والفرص المتاحة لدى البلدين للوصول إلى الأهداف المرجوة لمصلحة البلدين مشيراً الى ان العلاقات الاماراتية الإيرانية لطالما كانت أخوية وجيدة جداً، وإن أساس تحويلها الى شراكة استراتيجية في المنطقة وبلوغ علاقات رفيعة المستوى جاهزة وموجودة .
وقال إن الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خاصة وزراء الخارجية تعبر عن الرغبة السياسية لتنويع تلك العلاقة موضحاً ان حجم التبادل التجاري بين الإمارات وايران مقارنة بحجم التبادل التجاري الاقليمي لإيران هائلة جداً وأعرب عن رغبة بلاده في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين .
وقال وزير الخارجية الإيراني "إن هناك 200 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين مشيراً الى ان التفاعل مابين الشعب الاماراتي والإيراني قديم مما أعطى العلاقات الثنائية عمقاً تاريخياً بغض النظر عن الأوضاع السياسية بين الحكومتين .
ونوه الى الاجتماعات القنصلية والدبلوماسية واللجان الخمس الفرعية التي تعقد بين البلدين والاتفاقيات التى تم التوصل إليها خاصة في مجال محاربة الجرائم المنظمة والانجازات التى حققها البلدان في مجال تبادل الوفود والتعاون في مجال الاقتصاد والطاقة والإنتربول .
وقدم وزير الخارجية الإيراني الشكر لأعضاء اللجنة المشتركة وخاصة سفارتي البلدين على دورهم في تنويع وتعزيز العلاقات ما بين الامارات وإيران . وقال إن الإرادة السياسية في ايران تحرص على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتلعب دوراً مهماً في هذه العملية .
وقال "ان منطقتنا تمر بوضع حساس ودقيق، لذا فإن للإمارات وإيران دوراً مهماً ومؤثراً، فالمنطقة مهددة بالإرهاب والراديكالية وبالتالي فإن الأمر يتطلب حكمة القيادات والحوار المستمر ما بين كبار المسؤولين في البلدين .
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ومحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في ختام الاجتماع بالتوقيع على محضر اجتماعات اللجنة .
وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في المجال الرياضي وقعها عن جانب دولة الإمارات إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة وعن الجانب الإيراني الدكتور حسين أمير عبدالله يان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية .
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس رجال الأعمال بين البلدين ومذكرة تفاهم لاتحاد غرف التجارة والصناعة وقعهما عن جانب الدولة محمد ثاني مرشد الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وعن الجانب الإيراني غلام حسين شافعي رئيس مجلس إدارة غرف تجارة وصناعة ومعادن وزراعة إيران .
حضر اجتماعات اللجنة عدد من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص في البلدين وسيف محمد عبيد الزعابي سفير الدولة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحمد رضا فياض سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدولة .
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قد التقى محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني وبحث معه عدداً من المواضيع والتي تهم البلدين خاصة العلاقات الثنائية التي تربط البلدين والشعبين الجارين الصديقين وسبل تطويرها .
كما تم بحث الأوضاع والمستجدات في المنطقة وعدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك . (وام)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"