عادي

أسباب تحوّل “إيبولا” إلى وباء

01:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: عمر عدس وصباح كنعان
قبل عام فقط، لم يكن الخبراء يتخيلون أن تفشّي مرض فيروس "إيبولا"، يمكن أن يصبح وباءً ينتشر عبر الحدود، فالفيروس لا ينتقل بسهولة، والإصابة وخيمة في العادة، وتقضي على المريض سريعاً، قبل أن ينتقل الفيروس إلى مَضيف آخر . . فلماذا تفشّى المرض هذا العام وتحوّل إلى وباء؟
"مرض فيروس "إيبولا"، الذي كان يُعرَف في السابق باسم "حمّى إيبولا النزفية"، مرض وخيم يصيب الإنسان، وغالباً ما يكون قاتلاً"، كما تقول منظمة الصحة العالمية . وقد فاق عدد الذين ماتوا جرّاء الفيروس في الشهور التسعة الأخيرة حتى الآن، مجموع ضحايا المرض منذ ظهوره أول مرة عام 1976 .
وما جعل انتشاره هذا العام مختلفاً، أن الفيروس، ظهر في دول في غرب إفريقيا، ليست لها خبرة سابقة فيه، وسرعان ما انتقل إلى مناطق مأهولة بكثافة، خلافاً لاقتصاره على المناطق الريفية النائية في السابق .
وهنالك أسباب جعلته يخرج عن السيطرة ويتحول إلى وباء هذا العام، كما كتبت جوليا بيلوتز، في موقع "فُكْس" الإخباري، (4-9-2014)، ومن تلك الأسباب:
1- أن حملات الصحة العامة الرامية إلى مكافحة المرض، بدأت متأخرة جدّاً، ولم تبلغ عدداً كافياً من الناس، فلم تبدأ الحملات المكثفة الخاصة بالتوعية الصحية العامة في غرب إفريقيا في وقت مبكر، يقول مسؤول يعمل في ميدان مكافحة "إيبولا" في مدينة فريتاون، بسيراليون، إن وعي الناس بالمرض ظلّ ضئيلاً، حتى أواخر يوليو/تموز، بعد أربعة أشهر من ظهور أولى الحالات المشتبه فيها في البلاد .
ولم يؤخذ الأمر على محمل الجدّ، إلاّ بعد وفاة الدكتور شيخ عمر خان، الطبيب البارز المختص بعلاج "الإيبولا" في سيراليون، الذي أحدثت وفاته في 29 يوليو/تموز، جرّاء إصابته بالمرض، أصداءً عالمية .
2- أن الدول التي تأثرت بمرض "إيبولا"، يوجد فيها بعض أدنى معدلات معرفة القراءة والكتابة في العالم، وحملات التوعية الصحية، ليست سهلة عندما لا يستطيع الناس القراءة، والدول التي تأثرت ب"الإيبولا" أكثر من غيرها وهي غينيا، ليبيريا، وسيراليون، هي الدول التي توجد فيها أكبر نسبة من الأمية .
3- انتشار الإشاعات وطرق العلاج الخاطئة، وقد غذى تلك الإشاعات، انخفاضُ معدلات التعليم، وصعوبة الوصول إلى المعلومات الصحية، وتأخر حملات التوعية، وصحيح أنه لا يوجد علاج ناجع للمرض، ولكن الإشاعات الكاذبة عن طرق العلاج انتشرت سريعاً، تقول إحداها، إن الماء الساخن والملح يستطيعان علاج المرض، كما لجأ البعض إلى العلاج الروحاني، أو التداوي بالشوكولاتة أو البصل النيء، وغير ذلك من الخرافات .
4- فقر الدول التي تأثرت بالمرض، مثل سيراليون، ليبيريا، وغينيا، وضعف إمكاناتها الصحية، ففي معظم دول غرب إفريقيا، لا تستطيع الدولة أن تخصص للرعاية الصحية للفرد أكثر من 100 دولار في العام، وتشهد تلك الدول، أسوأ معدلات الوفيات بين الأطفال والأمهات في العالم .
5- أن الدول المتأثرة، لا تملك شبكات منظمة لرصد المرض ومراقبة انتشاره، فالأنظمة الصحية في هذه البلدان ضعيفة جدّاً، ولا تقوى على إقامة أنظمة للمراقبة والمتابعة .
6- أن المجتمع الدولي كان بطيئاً في الاستجابة إلى درجة مؤلمة، يقول استاذ القانون الصحي في جامعة جورجتاون، لورنس غوستن، إن "الإيبولا"، مرض يمكن منع وقوعه، وإنه ظهر في السابق أكثر من 20 مرة، وتمّ احتواؤه فيها كلها .
ولكن ردّ الفعل الدولي كان غائباً هذه المرة، فلم تكن هنالك تعبئة، كما يقول غوستن: "ولم تدْعُ منظمة الصحة العالمية إلى حالة طوارئ صحية، حتى شهر أغسطس/ آب، أي بعد خمسة أشهر من أول انتشار دولي للمرض" .
ويمكن ردّ بعض أسباب بطء الاستجابة، إلى خفض النفقات الذي أجرته منظمة الصحة العالمية، والذي ترك المنظمة مفتقرة إلى الموظفين والموارد . ولكن غوستن يقول، إن هذا الوباء، كشف مدى بؤس استعدادات الأنظمة الدولية، وعدم ملاءمتها لمواجهة مثل هذه الأوبئة .
7- أن الدول التي تأثرت بالمرض أكثر من غيرها - والعالم الذي نعيش فيه - تتزايد اتصالاً بعضها ببعض، فأكثر العوامل إثارة للقلق، في انتشار أي آفة أو وباء، هو سهولة السفر والانتقال .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"