ثمار أيام الشارقة التراثية

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا كان للتراث يوم عالمي (18 أبريل)، تحتفل به العديد من دول العالم، بحسب ما حدّده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية ال (ICOMOS)، للاحتفاء به كل عام برعاية منظمة اليونيسكو، ومنظمة التراث العالمي، من أجل اليوم العالمي للتراث الإنساني؛ فإنّ لإمارة الشارقة أيامها التراثية في شهر مارس من كل عام، منذ انطلاق دورتها الأولى عام 2013 بشعارها المتمثل في (قارب بداخله حصن)، وحتى النسخة ال (20)، تحت شعار (التراث والإبداع) التي أقامها معهد الشارقة للتراث خلال الفترة من (1 – 21 مارس 2023) في 12 مدينة من مدن الشارقة، بمشاركة 40 جهة حكومية و42 دولة عربية وأجنبية.
من ثمار «أيام الشارقة التراثية» هذا العام، التعاون الثقافي بين معهد الشارقة للتراث برئاسة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، و«نادي القصة» في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بإدارة الكاتب محسن سليمان، ومن ثمار هذا التعاون الثقافي الثنائي، نظّم نادي القصة ضمن سلسلة ندواته الأدبية جلستين نقاشيتين، الأولى حول كتاب «حكايات من حي النباعة» للكاتبة فتحية النمر؛ والجلسة النقاشية الثانية حول الكتاب القصصي التوثيقي «الضباب»، لمؤلفه كاتب هذه الكلمات، وحفل توقيع الكتاب الذي هو أشبه ما يكون بسجل توثيقي، أو وثيقة أدبية، تميط اللثام عن حقائق تاريخية في عالم السرد الإماراتي، السرد القصصي تحديداً؛ إذ تأت أهمية الكتاب، كونه وثيقة تاريخية أدبية سردية قصصية إماراتية بإمضائه، تعود بنا إلى السجل القصصي الإماراتي، حيث نشأته، روّاده، وملابسات ظهوره في حقبة زمنية ماضية.
فأمّا الجلسة النقاشية الثانية التي أدارها باقتدار الناقد الدكتور صالح هويدي، رئيس قسم البحوث والترجمة في معهد الشارقة للتراث، الذي سلّط الضوء على المسيرة الأدبية المتنوعة للمؤلف، مع الإشارة إلى الكتاب الذي صدر بعد خمسة وثلاثين سنة من التأجيل الخارج عن إرادة القاص، فيما قدّمت الإعلامية الثقافية خلود حوكل، ورقة نقدية مضيئة حول حكاية «الضباب» القصصي، الممتدة من عام 1987 وحتى العام الجاري الذي صدر فيه، مع الاستشهاد ببعض النصوص القصصية للتدليل على الامتيازات السردية التي تتمتع بها، ومناخات الكتابة التي صاحبت أو صنعت تلك القصص التي تكاملت في ما بينها، لتكون مجموعة قصصية قصية.
في تلك الجلسة النقاشية، أثيرت مسألة الريادة الأدبية بمختلف أجناسها، ولا سيما (الرواية، القصة القصيرة، القصة القصيرة جداً)، حيث أشار الأديب د. صالح هويدي إلى أن أمر ريادة الرواية الإماراتي قد حُسِم، فيما الريادة القصصية ما زالت مُلتبسة، إذ يرى أنَّ كُتّاب الرعيل الأول للقصة القصيرة الذين قد خرجوا في مرحلة واحدة (منتصف الثمانينات)، وهذا يدل على أنّ الريادة حين تَحْدُث، تَحْدُث ضمن وعي جَمْعي، تتوافر لها الظروف المناسبة لهذه الولادة.
والسؤال الآن: من هو رائد القصة القصيرة: الأديبة شيخة الناخي، أم الأديب عبدالله صقر؟!
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m97dkk99

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"