نجحت الأسهم الأمريكية في التغلب على آثار الفوضى المصرفية وحققت مكاسب قوية في الربع الأول، ورغم ذلك يقول بعض المستثمرين إن هذا الأداء ربما يتأثر في حالة حدوث الركود المتوقع على نطاق واسع.
وكان المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد سجل مكاسب بنسبة 7% للربع الأول، الذي انتهى يوم الجمعة، منتعشاً بعد انخفاض بما يقرب من 20% في عام 2022. وكانت قفزة «ناسداك» 16.8 % في الربع الأول أكبر قفزة ربع سنوية له منذ عام 2020.
ويقول المستثمرون المرتابون إن هذه المكاسب تجعل الأسهم أكثر عرضة للانكماش الاقتصادي الذي ربما اقترب أكثر بسبب الاضطرابات في القطاع المصرفي في أعقاب انهيار بنك «سيليكون فالي» هذا الشهر.
ويشير الكثيرون إلى تقييمات الأسهم، حيث تُعد مرتفعة وفقاً للمعايير التاريخية، ويجادلون بأن أرباح الشركات قد يكون أمامها طريق طويل للانخفاض في حالة حدوث ركود.
ومثال على المستثمرين شركة «فيديوشياري ترست» التي تحتمي من اضطرابات السوق في المستقبل من خلال الاحتفاظ بمبالغ نقدية أعلى من المعتاد؛ ويقول كبير مسؤولي الاستثمار فيها، هانز أولسن، أن السوق لم تضع الركود في اعتبارها على الإطلاق وبالنسبة للأسهم هذا يعني احتمال مواجهة بعض المفاجآت السيئة للغاية خلال الأرباع المقبلة.
- نقطة خلاف
إلى أي درجة أخذت تقييمات الأسهم في الاعتبار الركود المحتمل، وما إذا كان الاقتصاد سيشهد ركوداً أم لا؛ هذه هي نقطة الخلاف في «وول ستريت».
فالبيانات القوية التي صدرت في وقت سابق من العام عززت الآمال في أن الولايات المتحدة ستعاني ركوداً معتدلاً فقط وربما تتجنبه تماماً، على الرغم من وابل رفع أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأجج اضطراب القطاع المصرفي هذا الشهر المخاوف مرة أخرى، حيث جادل بعض المحللين بأن الضغط على المقرضين يمكن أن يضغط على الاقتصاد كما فعل تشديد السياسة النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وهذا دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في المقاييس الرئيسية؛ كأرباح الشركات على سبيل المثال. ففي حين أن تقديرات الأرباح للأرباع المقبلة متشائمة بالأساس، يرى البعض أنها ربما تنخفض أكثر إن حدث الركود.
وقال المحللون الاستراتيجيون في «مورغان ستانلي» في وقت سابق من هذا الأسبوع: «بالنظر إلى أحداث الأسابيع القليلة الماضية نعتقد أن أسواق الأسهم معرضة بشكل أكبر لاحتمال تقديرات أقل بكثير».
وأشاروا إلى أن تقديرات الأرباح كانت مرتفعة بنسبة 15% و20% أكثر حتى قبل الأحداث المصرفية الأخيرة.
ووفقاً لبيانات «ريفينيتيف» تشير التقديرات إلى أن أرباح «ستاندرد آند بورز» للربع الأول قد انخفضت بنسبة 5% عن العام السابق، يليها انخفاض متوقع بنسبة 3.9% في الربع الثاني. ولكن خلال فترات الركود تنخفض الأرباح بمعدل سنوي يبلغ 24% في المتوسط؛ وفقاً لأبحاث «نيد ديفيس». والجدير بالذكر أن الشركات الأمريكية ستبدأ في إصدار نتائج الربع الأول في الأسابيع المقبلة.
- تقييمات عالية
بحسب «ريفينيتيف داتاستريم» تعتبر تقييمات الأسهم بشكل عام عالية من الناحية التاريخية، حيث يتم تداول «ستاندرد آند بورز» بنحو 18 ضعفاً لتقديرات الأرباح المستقبلية مقارنة بمتوسط «مكرر ربحية» على المدى الطويل البالغ 15.6 مرة.
ويتطلع المستثمرون إلى تقرير جداول الرواتب الشهرية الأسبوع المقبل لقراءة حول قوة سوق العمل التي أظهرت مرونة خلال العام الماضي.
ويتوقع بعضهم أن الأسهم ربما تكون قد تم تسعيرها بالفعل في فترة ركود، عندما تراجعت بحدة في العام الماضي الذي شهد هبوط المؤشر بنسبة تصل إلى 25.4% من أعلى مستوى له على الإطلاق عندما وصل إلى أدنى مستوياته في أكتوبر.
يتماشى هذا الانخفاض على نطاق واسع مع بيانات تاريخية تُظهر أن المؤشر قد انخفض بمعدل 29% خلال فترات الركود منذ الحرب العالمية الثانية.
فهل يجب التسعير مرتين في ذات الركود؟ على الأرجح لا؛ لكن هذا لا يعني أن الرؤية واضحة.
أبرز أحداث الأسبوع الاقتصادية بالولايات المتحدة
- الاثنين 3 إبريل
9:45 مؤشر مديري المشتريات الصناعي النهائي على «ستاندرد آند بورز» في الولايات المتحدة/ مارس
10:00 مؤشر مديري المشتريات الصناعي/ مارس
10:00 الإنفاق على الإنشاءات في فبراير - الثلاثاء 4 إبريل
10.00 طلبيات المصانع/ فبراير
10:00 فرص العمل/ فبراير
18:00 يتحدث رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند ميستر - الأربعاء 5 إبريل
8:15 تقرير الوظائف بحسب المعالجة التلقائية للبيانات/ مارس
8:30 الميزان التجاري الأمريكي/ فبراير
9:45 مؤشر مديري المشتريات الخدمي النهائي على المؤشر ستاندرد آند بورز/ مارس - الخميس 6 إبريل
8:30 المطالبات الأولية لإعانة البطالة/ 1 إبريل
8:30 المطالبات المستمرة لإعانة البطالة/ 25 مارس - الجمعة 7 إبريل
8:30 تقرير التوظيف الأمريكي/ مارس
8:30 تقرير معدل البطالة/ مارس
8:30 متوسط الأجور بالساعة/ مارس
3:00 مساءً الائتمان الاستهلاكي/ فبراير
