عادي
المدير التنفيذي لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لـ «الخليج»:

عبدالكريم العلماء: «وقف المليار وجبة» شبكة أمان غذائي حول العالم

02:18 صباحا
قراءة 5 دقائق

حوار: محمد ياسين

أكد الدكتور عبد الكريم العلماء المدير التنفيذي في «مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أن حملة «وقف المليار وجبة» تعد شبكة أمان غذائي للمجتمعات الأكثر احتياجاً في العديد من دول العالم، إضافة إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، خصوصاً القضاء على الجوع في العالم، وقال في حوار خاص ل«الخليج» إن نجاح الحملة في جمع نحو 404 ملايين درهم من تبرع 70 ألف متبرع، خلال 10 أيام، يبيّن التجاوب المجتمعي الكبير والتنافس على المشاركة الفعالة في مبادرات الخير، وتالياً نص الحوار:

1
عبد الكريم العلماء
  • حدثنا عن أهمية حملة «وقف المليار وجبة» على المستوى العالمي وأهدافها خلال العام.

- تكمن أهمية الحملة على المستوى العالمي، في توفيرها شبكة أمان غذائي للمجتمعات الأكثر احتياجاً في العديد من دول العالم، إضافة إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، خصوصاً هدف القضاء على الجوع في العالم.

وتهدف الحملة التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى حشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، إضافة إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، بهدف بلورة حراك مجتمعي على أوسع نطاق يساهم في تحقيق المستهدفات بتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات مستدامة لمكافحة الجوع للفئات الأقل حظاً.

والأهم أن الحملة تعزز القيم النبيلة في الإمارات وفي مقدمتها البذل والعطاء، والتضامن الإنساني العميق مع جميع شعوب العالم، والتنافس على المشاركة الفعالة في مبادرات الخير، إلى جانب ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني، إقليمياً ودولياً.

زخم وإقبال

  • نجحت المبادرة في جمع 404 ملايين درهم في أول 10 أيام من إطلاقها.. ما توقعاتكم لاستكمال قيمة المليار وجبة؟

- حققت الحملة ما يقارب 47٪ من هدفها، في أول 10 أيام من الإطلاق، وهو رقم نفخر به ونتوقع أن تشهد الأيام المقبلة زخماً في الإقبال على المساهمة في الحملة من قبل الأفراد والفعاليات الاقتصادية والمؤسسات الحكومية والخاصة ورواد العمل الخيري والإنساني في مجتمع الإمارات، الذي عوّدنا على الكرم والسخاء في العطاء، والحرص على دعم المبادرات الإنسانية والخيرية التي تقدم المساعدة للفئات الأقل حظاً حول العالم، ونحن واثقون بأن نتائج الحملة ستفوق المستهدفات، كما حصل في المبادرات الثلاث السابقة لإطعام الطعام في رمضان.

  • كم عدد المتبرعين خلال أول 10 أيام من الحملة؟

- بلغ عدد المتبرعين خلال 10 أيام فقط 70 ألف متبرع ، من كبار المساهمين والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين، الحكومي والخاصة، حيث بلغت مساهماتهم 404 ملايين درهم.

  • وهل توقعتم نجاح المبادرة في جمع هذا المبلغ الكبير خلال 10 أيام؟

- هذا التجاوب المجتمعي ليس غريباً على مجتمع الإمارات الذي تربّى على قيم البذل والخير التي أرساها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

50 دولة

  • كيف تختلف هذه الحملة عن الحملات السابقة؟

- تعد الحملة استكمالًا للنجاحات التي حققتها حملات إطعام الطعام السابقة، والتي بدأت في شهر رمضان المبارك 2020 بحملة 10 ملايين وجبة، وسجلت مساهمات فاقت المستهدف ب 15.3 مليون وجبة، وحملة 100 مليون وجبة في رمضان 2021 التي ضاعفت عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة، من خلال تبرعات 385 ألف متبرع، من 51 جنسية، وكذلك حملة «مليار وجبة» في رمضان الماضي التي نجحت في تحقيق الهدف في أقل من شهر بمساهمات 320,868 متبرعاً، وتم توزيع الطعام في 50 دولة حول العالم.

لكن حملة «وقف المليار وجبة» تتميز عن الحملات الرمضانية السابقة لإطعام الطعام، بأنها تهدف إلى تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، ما يساهم في استدامة الخير والعطاء وإحياء سنة الوقف بمفهومها التنموي والمستدام.

  • ما هي مستهدفات الصندوق الوقفي؟

- تستهدف الحملة آلية عمل الصندوق الوقفي ورعاية وتنمية رأس المال الموقوف، وتحقيق أعلى عائد استثماري على أصول الصندوق، من خلال التركيز على القطاعات المجدية التي تتلاءم مع طبيعة التطور الاقتصادي، عبر منظور معاصر يتوافق مع الشريعة الإسلامية، بهدف تعزيز الأثر الإنساني للصندوق الوقفي ليشمل أكبر عدد من الشرائح الأكثر احتياجاً.

وتفتح الحملة باباً جديداً من البذل والعطاء أمام المؤسسات والشركات ورجال الأعمال والشخصيات المشهود لها في العمل الإنساني، والأفراد القادرين على المساهمة في الحملة، الأمر الذي يرسخ ثقافة الوقف في المجتمع الإماراتي باعتباره إرثاً ثقافياً عربياً راسخاً، ورافداً إنسانياً وتنموياً حضارياً، يتم ادخاره لمستقبل الأجيال، ويؤمّن لهم الاستدامة من خلال صناديق وقفية داعمة للخطط والمشاريع التنموية والمجتمعية المختلفة.

وتنبع أهمية الوقف من أنه يسهم بدور بارز في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يوسع قاعدة العمل الخيري والإنساني ليشمل عدداً أكبر من الشرائح الأكثر احتياجاً، ويفتح الباب واسعاً أمام كل من يريد فعل الخير وكسب الأجر والثواب، حيث يمثل صدقة جارية، وقربة يتجدد ثوابها بمرور الأيام وتوالي الزمان، كما أنه من أحب الأعمال إلى الله تعالى، لاسيما في شهر رمضان الكريم.

الصندوق الوقفي

  • هل تتطلعون لزيادة عدد الدول المستفيدة من المبادرة خلال الأعوام المقبلة؟

- تستهدف الحملة الفئات الأقل حظاً في عشرات الدول حول العالم، ومن حيث المبدأ، فإن الشرائح الأكثر احتياجاً في أي مكان في العالم يمكنها الاستفادة من الصندوق الوقفي لإطعام الطعام.

كما أن المساهمات السخية التي تتدفق من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين، الحكومي والخاص، على الحملة، ستساهم في رفع عدد المستفيدين من الحملة، وإذا عدنا إلى الحملات الرمضانية السابقة لإطعام الطعام في الأعوام الثلاثة السابقة، فسنجد أن أعداد الدول والمستفيدين في ارتفاع متواصل.

  • طلاب الدول النامية من أكثر الفئات احتياجاً للدعم، فهل لديكم خطة للوصول إلى تلك الفئة؟

- الحملة تسعى إلى دعم ومساعدة الفئات الأكثر احتياجاً، لاسيما في الدول التي تمر بتحديات في مجال توفير الأمن الغذائي، إلى جانب مساعدة الشرائح الأكثر هشاشة في المجتمعات، خاصة ضحايا الكوارث والصراعات والأزمات حول العالم، وبالتأكيد فإن الحملة ستدعم طلاب المدارس في الدول النامية وكل من يستحق المساعدة من مختلف الشرائح.

828 مليون إنسان

  • كيف تقومون بتوزيع المليار وجبة في الدول المستهدفة؟

- «وقف المليار وجبة» مشروع مستدام لإطعام الطعام، ويستهدف مد يد العون للمتضررين من الجوع الذين يبلغ عددهم الآن 828 مليون إنسان حول العالم.

وبما أن هدف الحملة تدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام في رمضان بشكل مستدام، فإنه سيتم صرف عوائد الصندوق الوقفي على حلول مستدامة، لأن غايتنا استدامة العطاء، وتمكين الفئات المستهدفة من الإحساس بالأمان والتحرر من الخوف من احتمالات الجوع.

  • هل لديكم شركاء محليون في الدول التي توزع فيها الوجبات للمساهمة في عملية التوزيع؟

- سيكون الباب مفتوحاً للتعاون مع المؤسسات الإنسانية والمنظمات الأممية لتيسير الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفئات الأقل حظاً، كما تستخدم عائدات الصندوق الوقفي لإطعام الطعام في مكافحة الجوع في المجتمعات الأكثر احتياجاً حول العالم، استناداً إلى قواعد بيانات الفئات المحتاجة في الدول التي تغطيها الحملة، وكذلك بالاعتماد على المعلومات التي توفرها مختلف المؤسسات والهيئات ذات الصلة في كل دولة، والتي تحصر الشرائح الأشد حاجة، بما يضمن تحقيق مستهدفات الحملة على النحو الأمثل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5yx93t3d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"