فجر جديد ومستقبل مشرق

00:47 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

لا ريب أن إدارة دفة الدول تحتاج إلى رجال ذوي عزم وحكمة ورؤية، والقيادة الناجحة هي من تمتلك هذه الصفات وغيرها من الصفات الجديرة بقيادة سفينة الوطن، خاصة في عصر الأزمات السياسية والاقتصادية وغيرها من العواصف التي تعصف بالدول، ولنا في ما جرى بالاتحاد السوفيتي من قبل مثل بين، ومن قبله فرنسا وبريطانيا، وغيرها عبر التاريخ القديم والحديث.

  وعلى حجم الدول تكون القيادة، وحجم الدول هنا لا يُقاس بمساحتها وإنما بدورها الذي تقوم به، ليس في خدمة محيطها الإقليمي فقط؛ بل على امتداد العالم. وتتمتع القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ نشأتها على يد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالحكمة وهو حكيم العرب، وليست الحكمة إلا صفة من صفاته، وما أكثرها! وقد تجسدت تلك الصفات في أبنائه من بعده فورثوا حكمته وشجاعته وكرمه، وغيرها من الصفات القيادية التي أثمرت دولة مكتملة الأركان كبيرة الحجم والمقام، عظيمة التأثير في المحيط الإقليمي، ذات كلمة ورؤية وقرار في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي لما جسدته قيادتها من رؤية وحكمة وبصيرة.

  ولم يتوقف عطاء الإمارات على المستويين المحلي والإقليمي فقط؛ بل إن العطاء تعدى إلى المستوى الدولي على المستوى السياسي والاقتصادي، والمستوى الإنساني، يراها العالم دولة مركزية في المنطقة، وستبقى تتحمل مسؤولياتها القومية والدولية، هذه المسؤوليات ما كانت لتقوم بها دولة الإمارات لولا قيادة بصيرة خبيرة عركت الحياة السياسية منذ نعومة أظفارها، وانهمكت في غمار الحياة العامة، بين أبناء شعبها، عشرات السنين، فنشأت على تحمل المسؤولية الوطنية في مقتبل العمر، واختزنت على المستوى السياسي تجربة ثرية وممتدة، تشربت الكثير من الملفات التي تهم الدولة سياسياً واقتصادياً، داخلياً وخارجياً؛ عضداً لوالده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وسنداً مخلصاً لأخيه الراحل الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، إن هذه المحطات التي مرّ بها صاحب السمو،  منذ عقود ممسكاً فيها بالعديد من الملفات الخارجية والداخلية أكسبته خبرة واسعة داخلياً وخارجياً، في مرحلة تمر بها المنطقة بالعديد من العواصف، والمواقف السياسية الفاصلة، خاصة الاستقطابات بين القوى العظمى.

   لهذا نحب قادتنا، ونعتز بهم، ونفخر بقيادتهم، ونلتف حولهم. وما من قرار أخذوه إلا وصب في مصلحة الشعب، ولا عجب أن صرنا أسعد شعب. كيف لا ونحن دولة تبوأت مراكز الصدارة عالمياً في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وغيرها من الملفات، متخطين العديد من الدول الكبرى.

  إن القرارات الأخيرة التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، والتي بزغت مع فجر يوم جديد لهذه البلاد، تؤكد نظرته الثاقبة والحكيمة، فجاء تعيين سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، بعد أن برز دوره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على مدار سنوات، في العديد من الملفات المهمة، وتعيين سمو الشيخ هزاع وسمو الشيخ طحنون بن زايد نائبين لحاكم أبوظبي. في حين جاء قرار تعيين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي امتداداً لسياسة الحيوية والشباب، وبعد نجاحه في كافة الأعمال والمهام التي أوكلت إليه. والذي جاء ليبعث الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق لوطن يطمح للمستقبل، وطن قادته يرنون للمستقبل بروح القيادة الشابة التي تتقد حماساً، وتشتعل عطاءً، تتسلح بالعلم والقوة، تخوض غمار الصعاب لتصل بسيفة الوطن إلى بر الأمان والاستقرار، مستلهمين من الآباء الحكمة والقوة والعزم والإرادة، ومن الشعب السند والعون والحب والولاء ، لتشكيل منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية فريدة.

  لقد قوبلت هذه القرارات بحالة من الارتياح الداخلي والخارجي. وعكست هذه القرارات السياسة العامة لدولة الإمارات في تأكيدها على معياري القدرة والكفاءة في تولي المهام والمسؤوليات. وتؤكد الأوامر الرئاسية على إدراك عميق وقراءة واعية لحاجة الوطن في المرحلة القادمة ومتطلباته في ظل تداعيات اجتماعية وتقنية واقتصادية وسياسية.

 كل الأمنيات والدعوات الصادقة لولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة بمزيد من التوفيق والتقدم والازدهار، سائلين المولى في علاه أن يحفظ هذه البلاد ويديم عليها أمنها وأمانها واستقرارها وتقدمها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sawn4yp

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"