نورة الشرهان

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

فتاة إماراتية، مكافحة، صبورة، من الجيل الثاني الذي تخصص في قطاع الطيران، في مجال البيئة تحديداً، منذ أكثر من عشرة أعوام. أمّ مثابرة، وموظفة تنتقل يومياً من دبي إلى مدينة أبوظبي صباحاً، لتلتحق بعملها وتعود مساء إلى بيتها وأطفالها. مشوارها مستمر حتى في شهر رمضان، لا تتذمّر ولا تشتكي، بل تجد أن الفرصة هي في أن تحمد الله على نعمه، وتكون ممتنة.
 نورة الشرهان المتخصصة في البيئة في الطيران، اختيرت هذا العام، لتمثل دولة الإمارات، في برنامج القادة الزائرين الدوليين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي تمحور هذا العام ولأول مرة حول «أزمة المناخ»، القضية الأولى التي تناقش عالمياً اليوم، وستكون محور المناقشات نهاية العام في الدولة، مع استضافة «كوب 28»، واستمر برنامجها من 25 فبراير/شباط إلى 18 مارس/آذار.
البرنامج من أقدم البرامج القيادية في العالم، وقد تخرج فيه عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات والوزراء، حتى من الإمارات منذ السبعينات، ويأتي هذه المرة في تجربة نورة وزملائها، ليعطيهم بعداً آخر لموضوع التغير المناخي، وتوجهات الحكومات والقادة فيه. وزاروا أربع ولايات: واشنطن، ولوس أنجلوس، وأريزونا، وفلوريدا.
 تعلمت نورة، كيفية تطوير استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ، وأفضل الممارسات والتقنيات المتاحة لتحسين الاستدامة والحدّ من الانبعاثات، وتوسيع شبكة الاتصالات والتعرف إلى قادة ومتخصّصين من مختلف الدول، وتحسين مهارات القيادة والتفاوض.
 من أهم الزيارات التي حظيت بها، زيارة للبيت الأبيض، وهي تجربة استثنائية بحدّ ذاتها، تحدثوا فيها مع المكتب التنفيذي لرئيس الولايات المتحدة، ونوقشت مواضيع مختلفة، للحدّ من تبعاث التغير المناخي، وإيجاد مبادرات مستقبلية مشتركة.
تجربة نورة، ومن سبقوها في هذا البرنامج، هي مسؤولية كبيرة، كونها مثلت دولتها، وهي تجربة تعطي للآخرين بعداً مختلفاً عن أبناء الوطن الذين سلكوا مسارات لم تكن سهلة، وكانت في بداياتها تعدّ من الندرة، ووجودها في مجتمع دولي أيضاً، أعطى صورة عميقة لدعم حكومتنا الرشيدة لوجود المرأة في المحافل الدولية، ولتكون صورة وصوتاً لجهود الدولة ومبادراتها في هذا القطاع المهم اليوم. كما تأتي التجربة لتجعل المرء تلقائياً مؤثراً فيمن حوله، مغيّراً لربما لصور نمطية غير صحيحة، ومحركاً للكثير من التساؤلات والمناقشات التي ستجعل منا دائماً موضع دهشة، وانبهار.
 في هذه التجربة تعرفوا إلى مختلف الجنسيات والثقافات، واطلعوا على ما يدور في دولهم. هذه التجربة وغيرها نموذج مهم للقوة الناعمة، وكيف أن التبادل الثقافي والعلمي، مهم في تعزيز أن الاختلاف لا يفرق البشر في قضاياهم الجوهرية، وهي أداة لتغيير الكثير من الأفكار وبرمجتها.
 مبارك لك نورة تخرجك في البرنامج.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfz4euek

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"