العين: راشد النعيمي
عندما يكون التطوع جزءاً من حياتك اليومية وبصمة ترافق حياتك، يصبح لعملك طعم مميز وأنت ترى السعادة في وجوه الآخرين وتبحث عن فرص متواصلة، كي توقد بها شغفك وتنشر هذه الثقافة الجميلة بين الجميع، لتتحول إلى داعية للتطوع وخدمة المجتمع، ويكون هاجسك الأوحد هو حياة أفضل للجميع تسهم أنت في صنعها وتفخر بذلك وتشعر بسعادة غامرة وأنت تنجز عملاً يؤدي إلى ذلك.
سلام القاسم، سورية الجنسية، إماراتية القلب والهوية، بدأت مسيرتها العلمية عبر الالتحاق بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، حيث نالت بكالوريوس القانون بمعدل ٤ من ٤ وجاءت الأولى مع مرتبة الشرف ثم واصلت المسيرة، ونالت شهادة الماجستير أيضاً في القانون الخاص من جامعة الإمارات، وبمعدل 4 من 4 وهي الآن طالبة دكتوراه بجامعة الإمارات، تعد رسالة تتواكب مع رؤية دولة الإمارات في مجال الفضاء، حيث تتعلق رسالتها باستغلال الموارد الطبيعية في الفضاء الخارجي.
التطوع الأول
تعود سلام بالذاكرة إلى البدايات، حيث قصة تطوعها الأولى والتي جاءت عبر الصدفة، حيث كانت قد أنهت دراسة البكالوريوس في مايو 2017 وكان أمامها عدة أشهر قبل الالتحاق ببرنامج الماجستير، وتقول: قررت استغلال الوقت بشيء مفيد فقمت مع مجموعة من الأصدقاء بتأسيس فريق تطوعي وقمنا بالعديد من الأعمال كان أولها تنظيمنا لفعالية مع بلدية العين في تنظيف البر وكانت من أروع التجارب التي غيرت حياتي، لتبدأ رحلتي بعد ذلك وتشمل العديد من المجالات والمناسبات. وتضيف: في البداية وبالنسبة لأسرتي كان الأمر جديداً عليهم، وككل شيء جديد تظهر مخاوف من الأسرة بشأنه، لذلك كان هناك بعض القلق منهم حيال ماهية العمل واليته، إلا أن السلوك الإيجابي الذي عززه التطوع في شخصيتي جعلهم مطمئنين؛ بل من أكبر المشجعين لعملي الذي أقوم به والداعمين للرسالة التي أقوم بها بعد أن لمسوا قيمته.
وعن فوائد التطوع وانعكاساته الإيجابية على الشخصية، تقول سلام إنها تعلمت منه القدرة على تنظيم الوقت بل واستغلاله، حيث إنني اكتشفت أننا نملك الوقت في كل أيامنا، ويمكننا استغلاله بعمل جديد واكتساب مهارة جديدة وبناء علاقات رائعة مع المجموعة التي تكون معنا بالفعاليات، لذلك أدركت أن اليوم يجب أن تكون فيه ساعة تطوعية على الأقل فعند قيامنا بالعمل التطوعي يصبح اليوم جميلاً أكثر وتتيسر أمورنا الأخرى بسهولة وبركة.
10 آلاف متطوع
سلام القاسم، تشغل اليوم عملاً تطوعياً نظامياً يتمثل في كونها منسقاً عاماً لفريق يضم 10 آلاف متطوع في مختلف أنحاء الدولة تتنوع مهامه وأنشطته لتمل جميع المجالات وبالتالي فهي منشغلة طوال العام بالإعداد والتنسيق والإشراف على تلك المناسبات بحيث تتناسب مع مختلف المناسبات والظروف وتتعاون في سبيل ذلك مع جميع الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، كما تتولى مسؤولية تشجيع العمل التطوعي لدى الصغار وحثهم على الاستفادة من جميع الفرص التطوعية والمشاركة بفعالية فيها جنبا على الكبار.
وتضيف:عملنا التطوعي والحمد لله متنوع يشعرك بالسعادة والشغف وحب الخير وهو بعيد عن النمطية والملل، لأنه يتضمن مجالات عديدة تترافق مع مناسبات دينية وربما ظروف طبيعية ومناسبات احتفالية وأجواء رائعة، كما يشعرك بقيمتك كإنسان ودورك في صنع الأفضل لغيرك وسط جو تعاوني يسهم في تكوين صداقات مع المتطوعين وعلاقات إنسانية معهم ومع المستهدفين أيضاً. عن الفعاليات التي شاركت فيها، تقول إنها كثيرة ومتنوعة شملت تنظيم الحدائق وتنظيف البر إلى غرس الأشجار إلى توزيع وجبات إفطار وكسوة عيد ومير رمضان ووجبات السحور والمشاركة وكذلك فعاليات الجري والمشي والمسيرات في حب الدولة وفعاليات ثقافية وندوات، وورش عمل على جانب مختلف المناسبات التي تنظمها الدولة والتطورات من حولنا، كأزمة كورونا وما رافقها من أعمال وحملة جسور الخير لإغاثة المتضررين من زلزال سوريا وتركيا وغيرها.
شعور مميز
تقول سلام من أهم النقاط التي أحب الحديث عنها، شعوري بعد العمل حيث علمني التطوع أنني قادرة على أي عمل، وأن الإنسان يستطيع إذا أراد كما أعطاني العمل قوة في الشخصية وصفاء في الذهن وأهم الأمور الرضا النفسي والاستقرار النفسي إضافة للسعادة التي تغمرنا خلال وبعد كل عمل، خاصة أنه في دولتنا هناك احترام كبير للمتطوع وتشجيع على الاستمرار في العمل وذلك من أهم الأمور التي تشجعنا على القيام بأعمالنا على أتم وجه. سلام، التي صدر لها أول كتاب حمل عنوان بوح امرأة من الشرق تعمل حالياً بوظيفة مستشار قانوني وتسعى حالياً بكل جدٍّ من أجل إتمام رسالة الدكتوراه وأن تسخرها لخدمة مجتمعها، كما تواصل تطوير نفسها وقدراتها في مجال العمل كمستشار قانوني، أما عن التطوع فالطموح جداً كبير، كما تقول بأن نستمر بما نقوم به ونتطور به ونقوم بنشر هذا المفهوم وتقديم المعونة لكل من يحتاج إليها.
